تبين بأن الحياة اليومية للوالدين وطريقة عيشهم مع بعضهما البعض تؤثر على الصحة النفسية لأطفالهم في المستقبل، ويمكن أن تؤدي إلى تنشئة أطفال يعانون من الإجهاد والتوتر.
وقال تقرير طبي نشره موقع "ستيب تو هيلث" الأميركي إن "وتيرة الحياة السريعة للوالدين يمكن أن تسبب مزيداً من التوتر والإجهاد النفسي للأطفال"، في إشارة إلى أن النمط الحديث للحياة يؤدي إلى هذه المشاكل الصحية للأطفال.
وبحسب التقرير الذي اطلعت عليه "العربية.نت" فإن الآباء يتوقعون من أطفالهم أن يتعلموا بسرعة كيف ينامون وحدهم وأن يتحكموا في أعصابهم وعواطفهم وأن يتحدثوا جيدا وأن يكونوا قادرين على التكيف مع المدرسة، ويريدون لكل هذه الأشياء أن تتحقق بسرعة، وهو الأمر الذي يمكن أن ينعكس سلباً على الأطفال ويؤدي إلى مزيد من التوتر والإجهاد والقلق لديهم، وربما يصل الأمر إلى الاكتئاب.
وأضاف التقرير أنه "نظرا لوتيرة الحياة السريعة في الوقت الراهن فقد أصبح الآباء يعلقون آمالا كبيرة على أطفالهم".
وبحسب التقرير فإن العديد من الأطفال يضطرون إلى مواجهة طلبات كثيرة من آبائهم بما يؤدي إلى زعزعة توازنهم العقلي، وبما يتطلب من الأطفال بذل جهد غير عادي للتكيف والتعامل مع هذه الضغوط والطلبات، ولكن لا يستطيع معظم الأطفال تلبية هذه المطالب ومن ثم فإنهم يعانون من الإجهاد والقلق.
ويقول المختصون في علم النفس إن الأطفال يعانون في العادة من مشكلة "الإجهاد في مرحلة الطفولة" عندما يعيشون فترة كوارث طبيعية أو صراعات مسلحة أو مصائب شخصية مثل وفاة أحد الوالدين أو التعرض لضرر من اعتداء جنسي، أما في الوقت الراهن فقد توسع الأمر وازدادت هذه الظاهرة في أوساط الأطفال.
وبحسب التقرير فإنه يمكن لوتيرة حياة الوالدين بالإضافة إلى الجداول الزمنية الضيقة التي لا توفر لهم الوقت الكافي لموازنة حياتهم الشخصية والعائلية مع عملهم، أن يكون لها تأثير كبير على حياة أطفالهم ورفاههم.
ويؤكد المختصون أن "الآباء الذين لديهم أسلوب حياة سريع لا يؤثرون فقط على الدورات الطبيعية للنمو البدني والعقلي والعاطفي لأطفالهم، وإنما لا يستطيعون أيضا تلبية الاحتياجات الخاصة بكل طفل"، بحسب ما نقل التقرير.
ويوصي التقرير بضرورة سماع رأي الطفل حول الأنشطة المدرسية والواجبات المنزلية مع احترام حاجياته دون مقارنته بأشقائه أو زملائه في المدرسة، وهو ما يمكن أن يخفف من حدة التوتر والإجهاد والطلبات التي يتلقاها من والديه.