ضربة 'حزب الله' في العراق.. رسالة أميركية في كل إتجاه!

ضربة 'حزب الله' في العراق.. رسالة أميركية في كل إتجاه!
ضربة 'حزب الله' في العراق.. رسالة أميركية في كل إتجاه!
من خارج سياق الأحداث والتوقعات جاء الإستهداف الأميركي المباشر لقواعد عسكرية تابعة لـ"حزب الله" العراقي في منطقة القائم على الحدود السورية، الأمر الذي طرح أسئلة واسعة حول رسائل القوة التي ترغب واشنطن في إرسالها في ظل الكباش الكبير "الناعم" الذي كان حاصلا قبل الضربة.

تتحدث مصادر ديبلوماسية عن أن الرسائل الأميركية من الضربة تستهدف إتجاهات كثيرة تبدأ بالصين ولا تنتهي بروسيا والخليج.


الرسالة الأولى، بحسب المصادر، تستهدف إيران. فالضربة هي في ظاهرها ضربة للحشد الشعبي لكن في واقعها هي ضربة للواء القدس وقائده قاسم سليماني، الذي يرى أن منطقة البوكمال – القائم أهم محيط إستراتيجي يجب على محور طهران الإستفادة منه.

الرسالة إلى طهران تشمل في مضمونها أيضاً عدم تهيّب واشنطن لأي مواجهة عسكرية قد تلجأ إيران إلى التلويح بها في عملية عضّ الأصابع لمواجهة العقوبات الإقتصادية والمالية، كذلك فإن الضربة، برأي المصادر ذاتها، هي عملية إستباقية لما بدأ يُحكى في الصالونات عن ضربة كبرى ستوجّه من اليمين إلى السعودية تفوق بأهميتها ضربة أرامكو، وهذا يعني أن واشنطن تريد القول إن أي ضربة بهذا الحجم ستواجه بردّ حتمي.

وتشير المصادر إلى أن الرسالة الثانية هي رسالة إلى روسيا التي تلعب، وللمرّة الأولى منفردة في إدلب، من دون تفاهمات أو تقاطعات في الإقليم أو مع واشنطن، إذ إن موسكو بدأت عملية عسكرية جدية مع الجيش السوري في إدلب تهدف إلى السيطرة على الجزء الأهم من المحافظة، لذلك أرادت واشنطن أن تؤكد أن في إمكانها التفاعل في الإقليم، وهي لم تنسحب كما يشعر الروس بعد الإنكفاء من الرقة وتمركز الشرطة الروسية مكانهم.

الرسالة الثالثة ثلاثية الأبعاد، وهي كما تلفت المصادر، تأتي كرد على المناورات الروسية – الصينية – الإيرانية في الخليج، والتي كانت تهدف إلى ملء فراغ يُظنّ أن واشنطن بدأت تتركه، أي أن الصين وروسيا بالتعاون مع طهران أرادوا توجيه رسالة قوّة في السياسة والعسكر إلى حلفاء واشنطن تقول بأن التحالف مع الولايات المتحدة الأميركية لم يعد كافياً، ويجب عليكم فتح خطوط جدية مع القوى العالمية الجديدة الوازنة في المنطقة، فجاء الردّ الأميركي ليطمئن حلفاءه برسالة قوة مضادة، وللقول لثلاثي روسيا – الصين – إيران بأن الفراغ ليس بالقدر الذي تظنونه.

الرسالة الرابعة للدولتين العراقية والسورية، وهذا يمكن إستنتاجه من موقع الإستهداف، أي في محيط معبر القائم – البوكمال، الذي تسعى سوريا والعراق إلى إستغلاله بالتعاون مع طهران للإتفاف على جزء من العقوبات الأميركية، والذي تم فتحه بعد تأمينه أمنياً من دون رضى واشنطن، فأتى الردّ الأميركي للقول أن هذا المعبر لا يجب أن يُفعّل بعد فتحه إلا بتسوية سياسية.

الرسالة الأخيرة لـ"حزب الله" في لبنان، الذي تلقى تحذيرات بأن الصواريخ الدقيقة ستتعرض للقصف من قبل إسرائيل، والذي تلقت الدولة في لبنان رسائل أميركية تفيد ببعض أماكن تواجد هذا النوع من السلاح الكاسر للتوازن، لكن قواعد الإشتباك الحاسمة التي يفرضها الحزب تمنع أن يتم إستهداف أي موقع عسكري أو غير عسكري في لبنان، من هنا يمكن قراءة الرسالة إلى أن التصعيد قد يصل إلى إستهداف شحنات الأسلحة التي تمر عبر الحدود السورية - العراقية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى