بابا الفاتيكان يبدأ اليوم زيارة رسمية للمغرب

بابا الفاتيكان يبدأ اليوم زيارة رسمية للمغرب
بابا الفاتيكان يبدأ اليوم زيارة رسمية للمغرب
يبدأ البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، اليوم زيارة رسمية للمغرب تدوم يومين، وذلك بعد 33 سنة من الزيارة التاريخية التي قام بها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني للبلاد في 19 من آب 1985، ولقائه الملك الراحل الحسن الثاني في الدار البيضاء.

ومن المقرر أن يستقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس، اليوم البابا فرانسيس، عقب الاستقبال الرسمي ومراسم الترحيب، التي ستخصص له في ساحة القصر الملكي بالرباط. وسيلتقي البابا فرانسيس بعد ذلك ممثلي الشعب المغربي والسلطات والمجتمع المدني، والسلك الدبلوماسي في باحة مسجد حسان. كما سيزور البابا ضريح الملك الراحل محمد الخامس.


ويتضمن برنامج اليوم أيضا زيارة معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، التي اعتبرت الأولى في تاريخ الفاتيكان، ثم لقاء مع المهاجرين في مقر كاريتاس الأبرشية.

أما اليوم الثاني والأخير من زيارة البابا فسيبدأ بزيارة المركز الريفي للخدمات الاجتماعية في تمارة، ويلي ذلك لقاء البابا بالكهنة والرهبان والمكرسين، والمجلس المسكوني للكنائس في كاتدرائية الرباط. وعقب الغداء سيترأس البابا فرانسيس الاحتفال بالقداس، ثم يغادر المغرب عقب مراسم توديعه الرسمية في مطار الرباط سلا الدولي.

وأعرب البابا فرانسيس عن امتنانه للملك محمد السادس على دعوته لزيارة المغرب. وقال في رسالة تلاها عبر شريط فيديو عشية الزيارة، إنه سيأتي على خطى سلفه يوحنا بولس الثاني «كحاج للسلام والأخوة في عالم ما أحوجه لهذه القيم». مضيفا: «إننا مسيحيين ومسلمين نؤمن بالله الخالق الرحيم، الذي خلق البشر، وجعلهم في العالم إخوة، يحترمون بعضهم في التنوع، ويساعد بعضهم بعضا عند الحاجة»، مشيرا إلى أن هذه الزيارة "ستمنحني الفرصة الثمينة للقاء الجماعة المسيحية، الموجودة على أرض المغرب وتشجيع مسيرتها. كما سألتقي المهاجرين، الذين يمثلون نداء لبناء عالم أكثر عدلا وتضامنا".

ويرى مراقبون أن اختيار البابا فرانسيس المغرب لإجراء أول سفر باباوي إلى المنطقة المغاربية، ليس وليد الصدفة، بل ينبع من روح التسامح التي تسود الشعب المغربي، وكذا للجهود التي يبذلها الملك محمد السادس للنهوض بتقارب الديانات، وقناعته العميقة بأن التحديات الكونية لا يمكن تجاوزها في مناخ تشوبه الخلافات والتنافر، وإنما في إطار الوحدة.

من جهته، قال الكاردينال بارولين، كاتب الدولة (وزير دولة) للكرسي الرسولي، إنه "عندما يتبادل البابا فرانسيس والملك محمد السادس، أمير المؤمنين، التحية فإنهما سينقلان إلى العالم رسائل بليغة، تدعو إلى التآخي".

ويرى المراقبون أيضا أن زيارة البابا فرانسيس للرباط، التي تكرس متانة العلاقات التي تجمع المغرب بالفاتيكان، والتي تأتي بعد 19 سنة من الزيارة الرسمية للملك محمد السادس لدولة الفاتيكان، تحظى برمزية خاصة، تتجسد في كونها تشكل فرصة لإبراز المبادرات التي أطلقتها المملكة المغربية بمعية الدول الإسلامية، لا سيما الأفريقية بهدف توطيد علاقات الوحدة والتكامل، ورفض الفتنة والانشقاق، والنهوض بقيم الحوار والتسامح والانفتاح على الآخر. كما تشكل فرصة مواتية لتسليط الضوء على المبادرات، التي أطلقها المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس، من أجل الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية، وحماية المجال الديني، وتعزيز قيم التسامح والاعتدال، التي يدعو إليها الإسلام، ونبذ التطرف الأعمى، والتسييس المغرض للدين.

تجدر الإشارة إلى أن العاهل المغربي يولي أهمية خاصة لحوار الأديان والثقافات، حيث يحرص على إدانة أي خلط أو لبس في هذا الصدد.

وتشكل زيارة البابا فرانسيس للمغرب أيضا فرصة لإبراز تفرد النموذج المغربي، والتأكيد مجددا على مدى حرص المملكة المغربية على احترام وضمان حقوق الأقليات الدينية، وتشجيع قيم التعايش والعيش المشترك والنهوض بها.

وحرص المغرب على اعتبار موضوع ضمان حقوق الأقليات الدينية مسألة ذات أولوية، كما يشهد على ذلك استضافة مدينة مراكش في كانون الثاني 2016 مؤتمرا حول موضوع "حقوق الأقليات الدينية في البلدان الإسلامية: الإطار الشرعي والدعوة إلى المبادرة".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أوكرانيا تلاحق الصحفيين لإخفاء الحقائق