اكدت مصادر كردية مطّلعة أن القرار الأميركي الانسحاب من الشرق السوري يأتي في إطار إنعاش تنظيم "داعش" وإحياء سيطرته على المنطقة الاستراتيجية شرق الفرات، لا سيما على الحدود السورية ـــ العراقية، لقطع التواصل بين البلدين، وبين أطراف محور المقاومة، وهو أحد الأهداف الاستراتيجية الأميركية للحرب التي شُنّت على سوريا منذ 2011.
المصادر أكّدت لـ"الأخبار" أن فشل الاستراتيجية الأميركية السابقة في ما خصّ سوريا والعراق، بعد سلسلة الهزائم التي تعرّضت لها، جعلت واشنطن أمام خيارين: إما الخروج من المنطقة من دون أي مكاسب، أو استمرار نفوذها، السياسي والعسكري، عبر أطراف أخرى، "ويبدو أن الأميركيين اختاروا الخيار الثاني عبر إنعاش التنظيم الارهابي وتعزيز سيطرته في المناطق الحدودية بين العراق وسوريا".
وعلى النقيض مما يبدو خلافاً أميركياً ـــ تركياً، تؤكد المصادر نفسها وجود "تنسيق كامل" بين واشنطن وأنقرة في ما يتعلق بالاستراتيجية الأميركية الجديدة، يتولاه المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري الذي تربطه علاقات وثيقة بالمسؤولين الأتراك. وتعطي المصادر مثالاً على هذا التنسيق، أن التهديدات التركية المتكررة بشن عمليات عسكرية ضد مناطق سيطرة الأكراد للاستيلاء على منطقتي تل أبيض ورأس العين، دفعت "قسد" إلى سحب جزء من قواتها من مناطق المواجهة مع "داعش" في شرق الفرات إلى الحدود الشمالية لمواجهة أي هجمات تركية، ما أضعف الجبهة المقابلة لـ"داعش"، ومكّنه من استعادة السيطرة على بعض المناطق، أبرزها حقل العمر النفطي الذي يعدّ أهم الحقول النفطية شرق الفرات. وتزامن ذلك مع سحب الولايات المتحدة، في توقيت مريب، جميع جنودها من القاعدة العسكرية القريبة من مدينة هجين قرب دير الزور، على مقربة من الحدود بين العراق وسوريا. وعلى ذمة المصادر نفسها، نقلاً عن مشايخ عشائر سورية، فإن جيفري طلب من هؤلاء لدى زيارته المنطقة، في تشرين الثاني الماضي، تسهيل وصول المساعدات الغذائية والعسكرية لمسلحي «داعش».