تواجه خصوصية المستخدم خطرًا حتى لو لم يكن لديه حساب على منصات التواصل الإجتماعي أو لم يستخدمها أبدًا، وذلك وفقًا لما وجدته دراسة جديدة من جامعة فيرمونت في الولايات المتحدة وجامعة أديليد في أستراليا، إذ يمكن استخدام فيسبوك وتويتر للتوصل إلى تفاصيل كبيرة عن حياتك الشخصية، كما يمكن لمنصات التواصل الاجتماعي تعلم كمية ضخمة من المعلومات حول المستخدم.
واكتشفت الدراسة أن هذه المنصات تحتاج فقط إلى مراقبة ما لا يزيد عن ثمانية جهات اتصال مرتبطة بالمستخدم لمرة واحدة من أجل استنتاج المعلومات عنه.
ويقول الباحثون إن هذا البحث يقوض فكرة أن الاختيار الشخصي هو الجزء المركزي من الخصوصية وأنه من الممكن للمستخدم منع عمليات جمع البيانات والتتبع بواسطة الشبكات الاجتماعية.
ويأتي هذا البحث في الوقت الذي يواجه فيه عمالقة وادي السليكون، بما في ذلك فيسبوك وتويتر وجوجل، تدقيقًا متزايدًا حول ممارسات جمع البيانات وما إذا كان لدى المستخدمين سيطرة كافية على معلوماتهم الخاصة.
واستخدم جيم باغرو Jim Bagrow، عالم الرياضيات في جامعة فيرمونت الذي قاد الدراسة، وفريقه نماذج إحصائية لتحليل البيانات من أكثر من 30 مليون تغريدة عبر تويتر متاحة للجمهور تقريبًا مرسلة من قبل 13905 مستخدم.
وبالرغم من أن الدراسة ركزت على تويتر، إلا أنه يمكن جمع المعلومات نفسها من خلال مشاركات يمكن الوصول إليها على مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، مثل فيسبوك، وذلك على حد قول عالم الرياضيات.
ووجد الباحثون أن خوارزميات التعلم الآلي قادرة على تخمين واستنتاج الكلمة التالية التي من المرجح أن يكتبها المستخدم بدقة تصل إلى 64 في المئة، وذلك استنادًا إلى ما قام به المستخدم والأشخاص الذين تفاعل معهم في السابق.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
ووفقًا للدراسة، فقد انخفضت مستويات الدقة بمقدار 3 في المئة لتصل إلى 61 في المئة عندما تم تغذية الخوارزميات بنصوص نشرها الأصدقاء فقط.
وأشار البحث إلى أنه إذا لم يكن لدى المستخدم حساب، فإن الخوارزمية يمكن أن ترسم معلومات من 8 أو 9 جهات اتصال خاصة بالشخص للتنبؤ بسلوكه.
ويعتقد الباحثون أن المحتوى المنشور من أصدقاء المستخدم يوفر حوالي 95 في المئة من الدقة التنبؤية المحتملة اللازمة للحصول على معلومات عن أنشطة الشخص المستقبلية، دون الحاجة إلى بياناته.
وقال لويس ميتشل Lewis Mitchell، المؤلف المشارك في الدراسة في بيان: “لا يوجد مكان للاختباء في الشبكة الإجتماعية”، فيما قال باغرو: “عندما تشترك في فيسبوك أو أي منصة تواصل اجتماعي أخرى، فإنك تتخلى عن معلوماتك، وتتخلى عن معلومات أصدقائك أيضًا”.
وبحسب الدراسة فإنه من الممكن أن يتم استخدام المعلومات التي يشاركها الأصدقاء وجهات الاتصالات على الإنترنت، من الانتماء السياسي إلى ممارسات الشراء والمسلسلات التلفزيونية المفضلة، لاستنباط العديد من جوانب حياة الشخص.
وكتب الباحثون في الدراسة “المعلومات متجذرة بقوة في الشبكة الاجتماعية، بحيث يمكن لأحد ما الحصول على لمحة عن حياة شخص ما من خلال علاقاته الاجتماعية المتاحة حتى عندما يتخلى الفرد عن المنصة تمامًا”.
ويطرح البحث أسئلة عميقة حول أن اختيارات الشخص وهويته، في مجتمع شديد الارتباط بالشبكة، تعد جزء لا يتجزأ من تلك الشبكة، وأظهرت النتائج أنه يمكن، من الناحية النظرية على الأقل، للشركة أو الحكومة أن تحدد بدقة الانتماء السياسي للشخص والمنتجات المفضلة من خلال أصدقائه.
يذكر أن فيسبوك قد تعرضت خلال العام الماضي لتدقيق شديد على خلفية حصول شركة الاستشارات السياسية البريطانية كامبريدج أناليتيكا على بيانات الملايين من المستخدمين في الولايات المتحدة لاستهدافهم عبر الإعلانات الانتخابية.