اتهمت شركة جوجل بانتهاك ثالث لمكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي، وذلك وفقًا لما أفاد به تقرير لوكالة بلومبرغ، موضحًا أن الشركة قد تواجه غرامة ثالثة مرتبطة بشبكة إعلانات AdSense الخاصة بها.
وكما هو الحال مع قضايا جوجل الأخرى مع الاتحاد الأوروبي، فإن الاتهام الجديد يركز على الممارسات التجارية غير التنافسية للشركة.
وفيما تستمر مشكلات مكافحة الاحتكار بين جوجل والاتحاد الأوروبي، فإن مفوض الاتحاد الأوروبي للمنافسة، مارغريت فيستاجر Margrethe Vestager، تستعد للإعلان عن حزمة ثالثة من العقوبات المتعلقة بمكافحة الاحتكار وغرامات ضد عملاق البحث في الأسابيع المقبلة.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أدان جوجل سابقًا فيما يتعلق بانتهاك قوانينه لمكافحة الاحتكار من خلال نظامها المحمول أندرويد وخدمات التسوق عبر الإنترنت.
وفتحت المفوضية الأوروبية تحقيقًا في عام 2016 بشأن ما إذا كانت الشركة قد منعت مستخدمي AdSense من استخدام الخدمات المنافسة.
وتعلقت التحقيقات بما إذا كانت عقود إعلانات جوجل قد قيدت منافسيها بشكل غير عادل، إذ تحتكر جوجل حصة كبيرة من سوق الإعلانات، كما في البحث، وتستخدم هيمنتها لتقييد المنافسين بطريقة غير شرعية.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وتمتلك جوجل أكثر من 80 في المئة من سوق الإعلانات عبر الإنترنت في أوروبا، إلا أن AdSense ساهمت بأقل من 20 في المئة من إجمالي أرباح الإعلانات بالنسبة لجوجل في عام 2015، وهي نسبة انخفضت بشكل ثابت منذ عام 2010.
وهناك اختلاف واحد بين هذه الحالة وقضايا الشركة الأخرى مع الاتحاد الأوروبي، إذ من المرجح أن تكون الغرامة أقل بكثير من الغرامة الضخمة البالغة 5 مليار دولار والتي تم فرضها على جوجل في قضية أندرويد، وذلك لأن عملاق البحث تعاونت مع اللجنة، منذ أن تم اتهامه في عام 2016، وأدخلت تغييرات فعلية على AdSense.
وتشكل العقوبات الجديدة، في حال إقرارها، تتويجا لأكثر من ثماني سنوات من التحقيق المستمر في قضايا مكافحة الاحتكار ضد شركة التكنولوجيا الأمريكية العملاقة.
وقال آيتور أورتيز Aitor Ortiz، المحلل في وكالة بلومبرغ إنتليجنس في لندن: “من غير المحتمل أن تتسبب الغرامة في ضرر على المدى الطويل للشركة حيث تم استبدال AdSense بمنتجات أخرى، وإذا نظرت إلى التقارير السنوية، فإن AdSense أصبحت أقل أهمية”.
وكانت قضية الاتحاد الأوروبي ضد أندرويد هي الأكثر ضررًا لشركة جوجل، لكنها قد تؤدي إلى تغييرات إيجابية في النظام التشغيلي، إذ وافقت جوجل في شهر أكتوبر/تشرين الأول على الامتثال لقرارات الاتحاد الأوروبي من خلال فرض المزيد من الرسوم على صانعي أجهزة أندرويد في أوروبا.
وبالرغم من أن هذه التغييرات قد لا تؤدي إلى تغيير المشهد التنافسي بالنظر إلى هيمنة نظام التشغيل أندرويد، لكنها قد تساعد الشركة على كسب المزيد من الأموال بشكل مباشر من المنصة.