دعا تيم كوك Tim Cook، الرئيس التنفيذي لشركة آبل إلى تنظيم التعامل مع أسماه اقتصاد الظل والعالم الغامض لسماسرة البيانات، وهم الوسطاء الذين يتاجرون بالبيانات الشخصية للمستهلكين، حيث تواصل شركة آبل جهودها فيما يتعلق بدفاعها عن خصوصية المستخدمين، وتريد الشركة استغلال نفوذها لدى الكونغرس الأمريكي لزيادة حماية الأشخاص غير المستخدمين لهواتف آيفون وحواسيب ماكنتوش، إذ جادل تيم كوك بأن الوقت قد حان لكي يقر الكونغرس الأمريكي تشريعًا شاملاً للخصوصية ينهي اقتصاد الظل لسماسرة البيانات.
وقال تيم كوك، في مقالة نشرتها مجلة التايم الأمريكية اليوم الخميس: “أحد أكبر التحديات في حماية الخصوصية هو أن العديد من الانتهاكات تكون غير مرئية. على سبيل المثال، ربما تكون قد اشتريت منتجًا من بائع تجزئة عبر الإنترنت، وهو شيء فعله معظمنا، لكن ما لا يخبرك به بائع التجزئة هو أنه قام بعد ذلك ببيع أو نقل المعلومات حول مشترياتك إلى سمسار البيانات، وهي شركة موجودة فقط لجمع معلوماتك وبيعها إلى مشتر آخر”.
وأضاف “يختفي الأثر حتى قبل أن تعرف أن هناك أثرًا. في الوقت الحالي، توجد جميع هذه الأسواق الثانوية لمعلوماتك في اقتصاد ظل لا يمكن مراقبته إلى حد كبير، بعيدًا عن متناول المستهلكين والمنظمين والمشرعين”، ودعا تيم كوك إلى إيجاد تشريع فيدرالي شامل للخصوصية في الولايات المتحدة من أجل إنشاء سجل لسماسرة البيانات، مما يمكن المستهلكين من التحقق من البيانات التي تم بيعها، وإزالة أي شيء يريدونه من السوق بسهولة.
وخضع كبار سماسرة البيانات، مثل شركات أكسيوم Axciom وإكسبيريان Experian وأوراكل Oracle وكريتو Criteo، إلى تدقيق في أوروبا، بعد أن قامت مجموعة Privacy International للخصوصية بتقديم سلسلة من الشكاوى في شهر نوفمبر تطلب من المنظمين التحقيق فيما إذا كانت تلك الشركات قد أوقفت عملها الأساسي بعد تطبيق قانون اللائحة العامة لحماية البيانات الأوروبية GDPR.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وقالت مسؤولة الشؤون القانونية في مجموعة Privacy International، إيلايد كالاندر Ailidh Callander، في ذلك الوقت: “إن سماسرة البيانات وصناعات التكنولوجيا الإعلانية تستندان إلى استغلال بيانات الأشخاص، ومن المرجح أن معظم الناس لم يسمعوا أبدا عن هذه الشركات، ومع ذلك فهم يجمعون أكبر قدر ممكن من البيانات حولنا بقدر ما يستطيعون وبناء ملامح دقيقة عن حياتنا. تضع قوانين GDPR حدودًا واضحة بشأن إساءة استخدام البيانات الشخصية”.
وأوضح تيم كوك أن هذه المشكلة قابلة للحل، قائلًا: “إنها ليست كبيرة جدًا أو صعبة للغاية. يمكن للابتكار والأفكار والميزات الرائعة أن تسير جنباً إلى جنب مع خصوصية المستخدم. القوانين لوحدها غير كافية لضمان أن الأفراد يمكنهم الاستفادة من حقوق الخصوصية الخاصة بهم. نحتاج أيضًا إلى إعطاء الأشخاص الأدوات التي يمكنهم استخدامها لاتخاذ إجراءات. وينبغي تسليط الضوء على الجهات الفاعلة التي تتاجر بالبيانات الخاصة وراء الكواليس”.
وازداد نشاط شركة آبل على مدار العام الماضي فيما يتعلق بنهج خصوصية المستخدم، وحولته إلى ميزة تنافسية ضد منافسيها مثل فيسبوك وجوجل، وأفادت التقارير الصادرة في وقت سابق من هذا الشهر أن الشركة المصنعة لهواتف آيفون قد وظفت ساندي باراكيلاس Sandy Parakilas، الناشط في مجال الخصوصية والموظف السابق في شركة فيسبوك، للعمل ضمن فريق الخصوصية الخاص بها.
وكان تقارير صادر في عام 2014 عن لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية قد وثق كميات المعلومات التي يملكها بعض سماسرة البيانات عن كل مواطن أمريكي، حيث وجد أن قاعدة بيانات أحد سماسرة البيانات لديها معلومات حول 1.4 مليار معاملة استهلاكية وأكثر من 700 مليار عنصر بيانات مجمعة، بينما تغطي قاعدة بيانات وسيط بيانات آخر تريليون دولار من معاملات المستهلكين، ويضيف سمسار بيانات آخر ثلاث مليارات سجل جديد كل شهر إلى قواعد بياناته.