قالت شركة فيسبوك للتواصل الإجتماعي اليوم الخميس إنها أزالت عددًا من الصفحات والحسابات والمجموعات التي شاركت في سلوك زائف منسق على فيسبوك وإنستاجرام، وألغت بذلك شبكات تضليل كبيرة مرتبطة بفاعلين حكوميين روسيين، ويجري تشغيل تلك الشبكات في جميع أنحاء أوروبا الشرقية والوسطى، وأوضحت الشركة أن الشبكة الأكبر نشأت في روسيا وترتبط بالوكالة الروسية للأنباء سبوتنيك Sputnik.
ووفقًا للمعلومات فقد استغلت وكالة سبوتنيك ما مجموعه 289 صفحة و 75 حسابًا على المنصة، والتي يتم متابعتها من قبل حوالي 790 ألف مستخدم على فيسبوك، ويجري متابعة الصفحات من قبل مستخدمين متواجدين في دول البلطيق ووسط آسيا والقوقاز ووسط وشرق أوروبا، فيما أنفقت الحسابات المحذوفة ما يصل إلى 135 ألف دولار على تعزيز وصول المحتوى الخاص بهم إلى المستخدمين، وذلك وفقًا لتحقيق فيسبوك.
ونشأت الشبكة الثانية الأصغر في روسيا، لكن يجري تشغيلها بشكل رئيسي من أوكرانيا، حيث وجدت فيسبوك أن سلوكها يتشارك مع بعض خصائص وكالة أبحاث الإنترنت الروسية المرتبطة بالأمن الروسي، مما دفع فيسبوك إلى إزالة 26 صفحة و 4 مجموعات و 77 حساب يتابعها أكثر من 180 ألف شخص مرتبطين بهذه الشبكة، بالإضافة إلى 41 حسابًا على إنستاجرام يتابعها حوالي 55 ألف شخص.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
ودفعت الشبكة الأصغر ما يصل إلى 25 ألف دولار على إعلانات فيسبوك وإنستاجرام، وقال ناثانيل غليشر Nathaniel Gleicher، مسؤول سياسة الأمن السيبراني في فيسبوك: “تم تصميم هذه الصفحات بحيث تبدو وكأنها صفحات إخبارية مستقلة، ولكن استنادًا إلى تحليلنا، كانت هذه الصفحات مرتبطة في الواقع بوكالة سبوتنيك”، وأضاف أن الشركة أزالت الصفحات وفقًا لسياسة السلوك المنسق.
وتحاول فيسبوك، تحت ضغط من الحكومات والاتحاد الأوروبي، تعزيز نشاطها المتعلق بإزالة المعلومات المضللة والأخبار المزيفة عن منصتها، وتخشى السلطات الأوروبية من أن يتم تعطيل انتخابات البرلمان الأوروبي باستخدام طرق مشابهة لتلك المستخدمة في اختراق الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، والتي شكلت فيها فيسبوك أداة مهمة لنشر المعلومات الكاذبة.
وقامت المنصة خلال الأشهر السابقة بتفكيك شبكات مماثلة في الولايات المتحدة والفلبين وبنغلاديش وأماكن أخرى، وقال ناثانيل غليشر إن الشركة تجري تحقيقات أخرى على مستوى العالم وأنها تشارك نتائجها مع شركة واتساب، وأوضحت فيسبوك أنها لم تعثر على أي روابط بين هذه العمليات، لكنهم استخدموا تكتيكات مشابهة من خلال إنشاء شبكات حسابات لتضليل الآخرين حول من كانوا وماذا كانوا يفعلون.
وأشارت الشبكة الإجتماعية إلى أنها تعمل بشكل مستمر على اكتشاف هذا النوع من النشاط وإيقافه لأنها لا تريد أن يتم استخدام خدماتها للتلاعب بالأشخاص، وأنه قد تم إزالة هذه الصفحات والحسابات استنادًا إلى سلوكها، وليس المحتوى الذي تنشره، ويمثل مدراء الصفحات ومالكو الحسابات أنفسهم على أنهم صفحات أخبار مستقلة أو صفحات ذات اهتمام عام حول مواضيع مثل الطقس أو السفر أو الرياضة أو الاقتصاد أو السياسيين.