عمدت شركة كاسبرسكي لاب مؤخرًا إلى تحديث موقع Earth 2050، والذي يعتبر مشروعاً تفاعلياً متعدد الوسائط، حاصلاً على عدد من الجوائز، يجمع ويراكم توقعات الخبراء والمفكرين بشأن التطورات الاجتماعية والتقنية المتوقعة والمرتقبة خلال الأعوام الثلاثين القادمة، بهدف تحديد التحديات العالمية التي تواجه البشرية والطرق الممكنة للتصدي لها وحلها.
وكانت الشركة قد أطلقت هذا الموقع في العام 2017 للاحتفال بالذكرى العشرين لتأسيس كاسبرسكي لاب، وبات يضم اليوم مجموعة غنية ومتنوعة من التوقعات والسيناريوهات المستقبلية وغيرها، والتي تغطي بدورها مجموعة واسعة من المواضيع.
وأضافت كاسبرسكي لاب إلى الموقع حديثًا عدد من المساهمات الجديدة من شخصيات بارزة ذات نفوذ وتأثير بينها اللورد مارتن ريس، الفلكي الملكي للمملكة المتحدة والأستاذ في جامعة كامبريدج والرئيس السابق للجمعية الملكية، وستيفن هوفمان المستثمر ورجل الأعمال، وبيتر تاتشيل، المناضل في مجال حقوق الإنسان، فضلاً عن دمتري غالوف، الباحث في مجال الأمن، وأليكسي مالانوف، محلل البرمجيات الخبيثة لدى كاسبرسكي لاب.
وتنظر الرؤى الجديدة للعام 2050 في مسائل عدة من أبرزها:
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
- تبديل الأجهزة المحمولة بغرسات إلكترونية تزرع في الدماغ تتيح الاتصال المباشر وتكون مدعومة بفكر قادر على تزويد العقل بالمهارات والمعرفة في المقابل، وتأثير ذلك في الوعي الفردي وخصوصية الفكر.
- القدرة على إحداث تحويلات كلية في الحياة على المستوى الجيني للإنسان، من خلال التعديلات الجينية.
- الآثار المحتملة للأخطاء التي تحدثها الأنظمة المتقدمة في مجال تعلم الآلات والذكاء الاصطناعي.
- انهيار الأشكال الحالية للنظم السياسية وصعود حكومات المواطنين، حيث يجري التعاون في اختيار أشخاص عاديين للموافقة على التشريعات.
- نهاية العصر التقني الصناعي مع نفاد الوقود الأحفوري في العالم، وحدوث دمار اقتصادي وبيئي مصاحب.
- نهاية الإنتاج الواسع للحوم مع تحول معظم البشر إلى نباتيين، فيما يتم استزراع اللحوم من خزعات مأخوذة من مواش تعيش في الهواء الطلق.
ويفيد التنبؤ النظري للعام 2050 من دمتري غالوف، بأن المعرفة البشرية بكيفية عمل الدماغ وقدرة البشر على تحسينه أو إصلاحه تصبح متقدمة جداً في 2050، ما يجعل الدماغ قادراً على تذكر كل شيء وتعلم أمور جديدة بسرعة هائلة، ويجري تزويد معظم الأطفال بأحدث غرسات تعزيز الذاكرة لدعم تعلمهم، ما يجعل التعلم أسهل مما كان عليه في أي وقت مضى.
كما يتم بسهولة إصلاح تلف الدماغ الحاصل جراء إصابة في الرأس، وفقدان الذاكرة لن يعود حالة مرضية، والناس الذين يعانون من أمراض نفسية، كالاكتئاب، يتم شفاؤهم بسرعة، وقد وجدت التقنيات التي تدعم هذا التنبؤ أصلاً في أشكال ما منذ أواخر العقد الثاني (الجاري) من القرن الحالي، وتعتبر غرسات الذاكرة تطوراً طبيعياً لعمليات زرع غرسات التحفيز العميق المتصلة في الدماغ والتي بدأت تجرى في العام 2018.
وأشار الباحث الأمني في كاسبرسكي لاب إلى أن لكل تقنية جانب آخر مظلم، موضحاً أن التأثيرات الطبية والاجتماعية والاقتصادية لزراعة الذاكرة مهمة لكنها أيضاً عرضة للاستغلال وإساءة الاستخدام رقمياً، وقال: “تشمل التهديدات الجديدة التي ظهرت في العقد الماضي التلاعب بالجماعات عبر ذكريات مزروعة أو محذوفة للأحداث أو الصراعات السياسية، وحتى إنشاء ما يمكن تسميته الشبكات الروبوتية البشرية التي تربط العقول البشرية بشبكة من العملاء تدار بأيدي مجرمي إنترنت من دون أن تكون مدركة للأمر”.
وأضاف غالوف: “تستهدف التهديدات الإلكترونية، التي أعيد توجيهها وتشكيلها من عقود سابقة، ذاكرة قادة العالم ضمن مساعي التجسس الإلكتروني، فضلاً عن ذاكرات مشاهير وأشخاص عاديين ورجال أعمال، بهدف سرقة الذاكرة أو حذفها أو حبسها. ولا يجعلنا نفكر في إمكانية حدوث هذا المشهد سوى أن المعنيين لم ينظروا إلى مكامن الضعف الأمني التقني المحتملة في المستقبل بعين الأولوية والاهتمام عندما بدأت التقنيات بالتطور في أواخر العقد الثاني الجاري، وهؤلاء المعنيون وهم اللاعبون البارزون في مجالات الرعاية الصحية والأمن وصناعة السياسات وغيرهم، لم يجتمعوا لفهم المخاطر المستقبلية ووضع الاستراتيجيات التي تكفل معالجتها”.