Advertisement
يعد الجهاز المناعي أول وأقوى خط دفاع في الجسم ضد المرض، ولكنه يمكن أن يصبح مفرط الحماس في بعض الأحيان ويبدأ في مهاجمة الخلايا والأنسجة السليمة. ويمكن أن يؤدي النشاط المفرط للجهاز المناعي إلى ظهور مجموعة من أمراض المناعة الذاتية، والتي يمكن علاجها بالأدوية التي تثبط جهاز المناعة، بيد أنها بالطبع تتسبب في حدوث مضاعفات أخرى، مثل زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المعدية.
بالنسبة للدراسة الجديدة، قام فريق علماء إسكريبس ببحث إمكانية تطبيق تقنية تقوم فقط بإغلاق الخلايا المناعية التي تسبب مشاكل المناعة الذاتية، مع ترك باقي الخلايا تؤدي وظائفها المهمة والتي تتمثل في محاربة التهديدات الصحية الحقيقية. تشمل قائمة أمراض المناعة الذاتية التهاب المفاصل الروماتويدي، والذي يتم تحفيزه بواسطة بروتين واحد في الجسم، يُعرف باسم "مستضد ذاتي"، والذي تمحورت حوله تجارب الدراسة الأميركية.
وقام فريق علماء إسكريبس بتصميم جسيمات نانوية تحتوي على كل من المستضد الذاتي المسبب لالتهاب المفاصل الروماتويدي وجزيء ربط CD22 والراباميسين، وهو دواء يحفز إنتاج الخلايا التائية التنظيمية T reg التي، كما يوحي الاسم، تقوم بتثبط الخلايا المناعية الأخرى التي يمكن أن تكون ضارة. وتساعد المكونات معًا الجسيمات النانوية في مواجهة رد الفعل المناعي الذاتي المسبب للمرض دون الحاجة إلى إغلاق كامل لجهاز المناعة.
واختبر الباحثون العلاج بالجسيمات النانوية على فئران مختبر مصممة هندسياً لتكون عرضة لالتهاب المفاصل عن طريق مهاجمة مستضد ذاتي يسمى GPI.
كانت النتائج الأكثر تشجيعاُ هو أن ثلث الفئران المعالجة لم تظهر عليها أي علامات لالتهاب المفاصل بحلول نهاية التجربة بعد 300 يوم، وهو ما يمثل جزءًا كبيرًا من عمر فئران المختبر، وأظهرت الفحوصات الدقيقة أن العلاج كان يعمل على النحو المأمول، حيث انخفض بشكل كبير إنتاج الأجسام المضادة لـ GPI، وكذلك أعداد الخلايا التائية التنظيمية T reg.
كما قال جيمس بولسون، كبير باحثي الدراسة: "لقد تمكنا من علاج ثلث هذه الحيوانات في المراحل المبكرة من الدراسة، وأعتقد أن هناك إمكانية لدمج الجسيمات النانوية مع علاجات أخرى لتغير المناعة لجعلها أكثر فاعلية"، مشيرًا إلى أن الخطوة التالية "بالإضافة إلى إظهار التقنية الانتقائية المبتكرة ضد أمراض المناعة الذاتية الأخرى، التي يسببها رد الفعل المناعي غير المرغوب فيه لمستضد ذاتي".