Advertisement
عمل المضادات الحيوية
هناك نوعان رئيسيان من الجراثيم التي يمكن أن تصيب الناس بالمرض، البكتيريا والفيروسات، حيث تسبب أمراضاً لها أعراض متشابهة، لكنها تتكاثر وتنشر المرض بشكل مختلف، فالبكتيريا كائنات حية وموجودة كخلايا مفردة في كل مكان، ومعظمها لا يسبب أي ضرر، وفي بعض الحالات تكون مفيدة، لكن بعضها يكون ضاراً ويسبب المرض، ولمواجهتها يعطى المصاب مضادات حيوية، فتوقف نموها وتكاثرها وتقتلها. وتستخدم المضادات عادة لعلاج التهابات المجاري البولية والأذن والحنجرة.
أما الفيروسات، فهي ليست كائنات حية، وتنمو وتتكاثر بعد أن تغزو الخلايا الحية الأخرى. ويمكن لجهاز المناعة في الجسم محاربة بعض أنواعها قبل أن تسبب المرض.
لذا، فإن المضادات الحيوية لا تعمل في علاج الفيروسات، مثل تلك التي تسبب نزلات البرد أو الإنفلونزا أو كوفيد - 19.
وعلى الرغم من أن الأمراض التي تسببها البكتيريا عادة ما تعالج باستخدام المضادات الحيوية، فإن بعض هذه المضادات لم يعد فعالاً على الإطلاق ضد بعض أنواع البكتيريا.
كان ظهور سلالات البكتيريا المقاومة للمضادات أمراً متوقعاً بما أن البكتيريا تحافظ على وجودها عن طريق تطوير طرق مختلفة للمقاومة. وبحسب موقع Mayo Clinic، فإن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية وإساءة استخدامها يتسببان بشكل كبير في دعم حدوث هذه العملية وتسريعها.
فقد اعتاد الكثير من الناس على تناول المضادات الحيوية لعلاج أي مرض يصيبهم، مثل نزلات البرد والإنفلونزا، على الرغم من أن المُسبب الرئيسي للإنفلونزا هو التهاب فيروسي وليس بكتيرياً، ما يجعل المضاد الحيوي عديم الفائدة. وفي مثل هذه الحالة، تستطيع البكتيريا اختبار المضاد الحيوي وتطوير القدرة على مقاومته.
كما أن عدم إكمال المريض الجرعة التي وصفها الطبيب من المضاد الحيوي يُسهم بشكل كبير في تكوين سلالة مقاومة للمضاد الحيوي.
حتى أن المزارعين اليوم يقومون بإضافة المضادات الحيوية في طعام الأسماك والدواجن لزيادة وزنها وحمايتها من البكتيريا، ما يسهم أيضاً في زيادة مقاومة البكتيريا.
آثار جانبية خطيرة
يؤدي الإفراط في استخدام المضادات الحيوية إلى تعزيز مقاومة المضادات الحيوية، ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن ذلك يتسبب في آثار جانبية خطرة، منها:
1- زيادة حالات الإسهال المميتة عند الأطفال: وجدت دراسة عام 2020 لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن %71 من الأطفال الذين عانوا من عدوى بكتيريا المطثية العسيرة التي تسببت في الإسهال قد تم إعطاؤهم جرعات من المضادات الحيوية لأمراض الجهاز التنفسي والأذن والأنف قبل 12 أسبوعاً من الإصابة.
2- القضاء على البكتيريا الجيدة في الأمعاء: تحتوي الأمعاء على نحو 100 تريليون بكتيريا من سلالات مختلفة. في حين أن بعضها قد يكون مميتاً، إلا أن هناك أيضاً البكتيريا المفيدة.ويعتبر التوازن الطبيعي بين نوعي البكتيريا في القناة الهضمية الأساس للصحة المعوية، إلا أن هذا التوازن يمكن أن يتأثر بشكل سلبي عند تناول المضادات الحيوية، حيث تقضي على العديد من بكتيريا الأمعاء الجيدة.
3- زيادة حالات السيلان غير القابل للعلاج: إلى جانب الإسهال، يتسبب الإفراط في استخدام المضادات الحيوية في انتشار حالات مرض السيلان غير القابل للعلاج الذي لا يسبب الألم فحسب، بل يرتبط أيضاً بمرض التهاب الحوض، والحمل خارج الرحم، والعقم، والتهابات العين الوليدية.
4- ردود الفعل التحسّسية: وفقاً لموقع Reuters، هناك أكثر من 140000 زيارة سنوياً لقسم الطوارئ نتيجة ردود الفعل تجاه المضادات الحيوية في أميركا وحدها. وفي دراسة تمت عام 2019 من قبل الأمم المتحدة وشاركتها مجلة The Lancet الطبية، يموت أكثر من 750 ألف شخص سنوياً بسبب العدوى المقاومة للمضادات الحيوية، ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى 10 ملايين شخص بحلول عام 2050.
معلومات مهمة
الإفراط في استخدام المضادات الحيوية تسبب في ظهور سلالات البكتيريا المقاومة لها.
السوبر بكتيريا تقاوم المضادات الحيوية الحديثة، وتسبب التهابات وأمراضاً قاتلة.
عدم إكمال المريض للجرعة الموصى بها يُسهم في تكوين سلالة مقاومة للمضاد الحيوي.
الأطفال الذين يتناولون المضادات لعلاج التهابات الجهاز التنفسي العلوي أكثر عرضة للإصابة بالسلالات العدوانية من البكتيريا.
الإفراط في استخدام المضادات الحيوية يسبب السيلان غير القابل للعلاج، الذي يرتبط بالتهاب الحوض، والحمل خارج الرحم، والعقم.
البعض يصاب بردود فعل تحسسية للمضادات الحيوية، تبدأ بالطفح الجلدي، وتصل إلى التورم في الوجه والحلق، ومشاكل في التنفس.