هيل: wait and see

هيل: wait and see
هيل: wait and see

كتب جوني منير في صحيفة "الجمهورية": عندما حددت زيارة نائب وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل الى لبنان بعد زيارة الى العراق، كانت الفوضى تعمّ المشهد السياسي وصورة الحكومة المقبلة مبهمة كلياً. ولكن ومع وصوله الى بيروت كانت دوائر القصر الجمهوري قد أعلنت لتوّها تكليف حسان دياب بتشكيل الحكومة المقبلة، وفق نتائج الاستشارات النيابية التي كانت بدأت صباح اليوم نفسه.

 

لا شك في انّ التطور الجديد دخل في حسابات زيارة الموفد الاميركي، ولو انّ برنامج لقاءاته لم يشمل دياب كونه كان معداً مسبقاً. وقد تكون عبارة "لننتظر ولنر  (wait and see) التي أكثر من استعمالها هيل خلال لقاءاته اللبنانية، هي النتيجة الحقيقية لمهمته اللبنانية.

 

 صحيح أنه همس في أذن الفريق المواكب لجولته بأنّ أفضل الاجتماعات التي عقدها وأكثرها إفادة كانت مع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي استفاضَ في رسم المشهد بكل تفاصيله وبصراحة مطلقة، خصوصاً في ما يتعلق بحزب الله والنزاع الدائر معه، إلّا انه كرر تمسّك بلاده بسياسة العقوبات وانها ستستمر فيها ولو انها متمسّكة في الوقت نفسه بالاستقرار الامني والسياسي في لبنان.

 

واعتبر انّ التأخر في إنجاز الاصلاحات المطلوبة من خلال حكومة شفّافة، سيفاقم الازمة الاقتصادية الخطيرة التي يمر بها لبنان. ولا شك انّ هيل، وهو السفير السابق لبلاده في لبنان والخبير في شؤون المنطقة وملفاتها والتعقيدات، لمسَ جيداً تأثير حزب الله المخفي لتأمين وصول حسان دياب الى رئاسة الحكومة، وواشنطن لا تعارض ذلك شرط اكتمال الصورة من خلال وصول وزراء من خارج التأثير الحزبي وإلّا لكل حادث حديث.

 

بما معناه فإنّ واشنطن، التي لم تعترض على استبدال سعد الحريري بحساب دياب، تريد في المقابل وزراء خارج التأثير الحزبي فعلياً لا نظرياً، خصوصاً في حقائب وزارات الخارجية والدفاع والداخلية والطاقة والاتصالات...

 

 والأرجح انّ واشنطن ستنتظر اعلان تشكيل الحكومة، وستتولى سفارتها في بيروت البحث في العمق وفي الخلفية الحقيقية لكل وزير قبل ان تقرر خطوتها التالية، والتي أعلنت عنها غير مرة. فإذا ما حصل ذلك فإنّ المساعدة الاقتصادية الخارجية للاقتصاد اللبناني المنهار ستبدأ ولكن بعد اقرار الاصلاحات المطلوبة، وأما اذا كان هنالك "تَذاكٍ" لبناني كما درجت العادة، فإنّ أبواب المساعدات لن تفتح، وبالتالي فإنّ الاقتصاد اللبناني يصبح في المجهول.

 

لذلك، وبخلاف المواقف والتصريحات التي تحدثت عن تبديل في الموقف الاميركي، فإنّ العارفين يؤكدون انّ هذا الموقف الاميركي ما يزال هو هو: إصلاحات تنفذها حكومة محايدة قبل فتح ابواب المساعدات.

 

 لكن لهيل أسلوب هادىء بطبيعته، وهو ما اشتهر به منذ ان عمل في لبنان سفيراً لبلاده حيث نسج علاقات جيدة مع جميع الاطراف والقوى السياسية باستثناء حزب الله. وما لفتَ خلال جولة هيل انه تجنّب إطلاق مواقف سلبية تجاه الحزب الذي كان قد تعامل بشيء من التوتر مع بداية الحراك الشعبي، حين وضع ما يجري في إطار "المؤامرة" الاميركية التي تستهدفه، وجاء مَن أجّجَ هذه المخاوف من القوى السياسية الحليفة له.

 

والمعلوم عن الزائر الاميركي انه يتميّز عن زملائه بالدقة الفائقة في اعلان مواقفه واختيار تعابيره، حيث اعتاد الفريق المعاون له على اطلاعه على كامل المواقف الرسمية والتي ستُعلن بتفاصيلها وترتيبها النهائي وانتقاء عباراتها قبل نشرها.

 

وبالتالي، فإنّ عدم إطلاق مواقف نافرة في اتجاه حزب الله، كان مدروساً وبهدف عدم استفزازه في هذه المرحلة، ولو انّ ذلك لا يعني أبداً تعديلاً في الموقف الاميركي خصوصاً لجهة استكمال سياسة العقوبات على افراد ومؤسسات مرتبطة بتمويل حزب الله، والذي سيطاول اشخاصاً من خارج الطائفة الشيعية.

 

لقراءة المقال كاملا اضغط هنا

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى