أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أن المواقف التي أطلقها خلال وجوده في نيويورك، سواء عبر كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أو في اللقاءات الإعلامية التي أجراها، “هي وليدة قناعة ثابتة تتناغم مع أحداث التاريخ من جهة، والوقائع الراهنة من جهة أخرى. وهي تهدف أولا وآخرا إلى الدفاع عن حق لبنان وسيادته وكرامته واستقلاله وحمايته من أي اعتداء يستهدفه عسكريا كان أم سياسيا أو معنويا”.
وقال الرئيس عون أمام وفد من “كتلة الوفاء للمقاومة” برئاسة النائب محمد رعد، أنه أراد في كلمته امام الجمعية العمومية “وضع دول العالم أمام مسؤولياتها حيال المشاكل التي تواجه لبنان، لا سيما الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة، أو تداعيات موجة النزوح السورية، أو القضية الفلسطينية التي لا تزال من دون حل منذ سبعين عاما، وذلك لتأكيد واجب الأمم المتحدة في تحقيق العدالة بين الدول والشعوب التي تعاني من الظلم والعدوان”.
وقال: “على المجتمع الدولي أن يعي هذه الحقائق ويتصرف على أساسها”، وشدد على “أهمية وحدة اللبنانيين في هذه الظروف الدقيقة بالذات، وضرورة تغليب قياداتهم المصلحة الوطنية العليا على ما عداها من مصالح”.
وكان النائب رعد استهل اللقاء، ناقلا إلى رئيس الجمهورية “تحيات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والكتلة وقيادة الحزب، والتقدير للمواقف الوطنية التي أعلنها الرئيس عون خلال وجوده في نيويورك، والتي عبرتم فيها عن الحس الوطني السيادي الذي يستشعره اللبناني الأصيل الراغب في أن يكون بلده قويا وحرا وسيدا، وألا يصبح مكسر عصا لأي طامع أو معتد أو غاز”.
واكد “إن الموقف الذي اتخذتموه أثلج قلوب جميع اللبنانيين، وعبر عن الأصالة التي ننشدها في العلاقة مع فخامتكم، فجئنا نؤكد عميق المحبة والتقدير لمواقفكم ونشد على أيديكم، ونؤكد لكم أننا معكم في كل ما يحفظ قوة لبنان ومنعته وسيادته”.
واعتبر أن “ردود الفعل التي صدرت عن مسؤولين إسرائيليين، هي رد على مواقف فخامة الرئيس في الأمم المتحدة، فاستدعى أن يروج العدو للكذبة التي أطلقها، لكن الموقف الوطني فضحها، وتحرك وزير الخارجية أجهضها ووضع الحقيقة أمام الرأي العام”.
ورد الرئيس عون شاكرا النائب رعد، وحمله تحياته إلى السيد حسن نصرالله. ثم تداول مع أعضاء الكتلة الأوضاع العامة والتطورات السياسية والإقليمية.
واستقبل الرئيس عون وفدا من حزب “الطاشناق”، ضم أمينه العام النائب أغوب بقرادونيان ووزير السياحة أواديس كيدينيان، وعرض معهما مسار تشكيل الحكومة الجديدة والاتصالات الجارية على هذا الصعيد.
وأكد النائب بقرادونيان أن رئيس الجمهورية “يعمل من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة لمواجهة الأوضاع الاقتصادية والظروف السائدة في المنطقة”.
واستقبل رئيس الجمهورية وزير البيئة طارق الخطيب، وأجرى معه جولة أفق تناولت التطورات الراهنة وعمل الوزارة في إطار المسؤوليات التي تتولاها.
وفي قصر بعبدا، وفد نقابة أطباء الاسنان في الشمال، برئاسة الدكتورة رلى ديب خلف، التي عرضت للرئيس عون أوضاع أطباء الاسنان في الشمال، متمنية أن “يلقى مجلس النقابة دعما للحصول على حقوق أعضائه، لا سيما لجهة إصدار وتحديث القرارات والمراسيم ذات الصلة، خصوصا تلك التي تسرع في تحصيل الرسم على الأدوية والمستحضرات الطبية التي يستخدمها طبيب الاسنان ودعم صندوق النقابة”.
ولفت الوفد إلى “تفشي ظاهرة التعديات على المهنة، خصوصا خلال السنوات الأخيرة، مع تفاقم أزمة النزوح السوري وبروز ظاهرة المستوصفات والمختبرات والمراكز الصحية غير الشرعية، كما الأطباء غير الشرعيين بعد ما تحولت هذه المراكز والمستوصفات من خيرية لا تبغي الربح إلى دكاكين تعتدي على المهنة وشرفها”.
ووعد الرئيس عون ب”متابعة مطالب أطباء الأسنان في الشمال أسوة بزملائهم في المناطق اللبنانية الأخرى مع الجهات المختصة”.
تعزية الملك سلمان ورئيس إندونيسيا
وعلى صعيد آخر، أبرق الرئيس عون إلى “خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، معزيا بوفاة المأسوف عليها نورة بنت تركي بن عبدالله آل سعود”.
كما ابرق إلى الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، معزيا ب”ضحايا الزلزال الذي ضرب إندونيسيا وخلف مئات الضحايا والجرحى وأوقع أضرارا مادية جسيمة”.