جاء في “المركزية”:
كان يمكن لحزب الله ان يبقى صامتا حيال ما يجري في الشراونة منذ السبت الماضي، والا يشد على يد المؤسسة العسكرية ورجالها في مساعيهم لضبط الامن وفرض هيبة الدولة على هذه المنطقة التي تحولت بؤرة امنية تصدر الفوضى والممنوعات والمجرمين الى جوارها من جهة والى لبنان كله وصولا الى العالم العربي بما يؤثر عليها وعلى شبابها ومستقبلها وعلى امنها واقتصادها وسمعتها سلبا… الا انه آثر ان يتحدث . لكن المفاجأة كانت، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، في انه نطق ليلجم الجيش ويكبّله ويحدد له حدودا ومهلا زمنية، لا ليدعمه!
فقد طالب الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في لبنان، الشيخ محمد يزبك، امس، الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش بضبط العملية العسكرية المستمرة في بعلبك، وتحييد الأبرياء، ملوّحاً بالتدخل إلى جانب أهالي المنطقة إن لم يُعالج الخلل خلال ساعتين. وقال يزبك، لوفد من عشيرة آل زعيتر وعشائر المنطقة زاره في مكتبه في بعلبك، إن “ما يؤلمكم يؤلمنا وليس كل من تأذى في هذه العملية هو مجرم أو خارج عن القانون، كنا نرفع الصوت حيثما ينبغي أن يرفع (…) لا ينبغي التعاطي بانفعال أو بعصبية وردات فعل تجاه المواطنين الأبرياء، هذا الأمر في منتهى الخطورة، ولا يمكن أن نسمح به، وإذا تمّ التمادي فلنا موقف، وسنكون بالتأكيد إلى جانب أهلنا وما يصيبهم يصيبنا”. وأعلن يزبك أن “إذا لم تحلّ الأمور خلال ساعة أو ساعتين نحن سنذهب معكم ونتضامن معكم ولا نقبل بأي مظلومية لأحد، وسنكون إلى جانب المظلوم لرفع المظلومية عنه”.
لكن بمواقف من هذا الصنف، أيكون حزب الله يساعد على تعزيز الامن والاستقرار في بعلبك ام يساعد في تعزيز شريعة الغاب ومنطق الفساد؟ والا يكون بتصرفه هذا – الذي سيوسّع رقعةَ انتشار الممنوعات في بيئته والمطلوبين والفارين من العدالة في مربعات امنية موضوعة تحت حمايته – يخالف الشرع والدين اللذين يحرّمان هذه الآفات؟
هذا في “الميكرو”. اما في “الماكرو”، تتابع المصادر، فيدلّ موقف حزب الله على انه مستفيد فعلا من تجارة المخدرات ومن تجارها ومصانعها، وأنه لهذه الغاية، لا يسهّل محاربتها ومحاصرتها وتوقيفها، الامر الذي سيُبقي علاقات لبنان مع الدول العربية والخليجية، التي وصلها الكبتاغون الذي باتت معامل صنعه معروفة، معكّرة وشبه مقطوعة…