أيّد الأميركيون من أصول لبنانية ما يعتبرونه الخطوة الأولى في سياق استعادة المؤسسات الرسمية اللبنانية قرارها السيادي من خلال الانتخابات النيابية التي جرت يوم الأحد الفائت.
طوال الأشهر الماضية لم توفر المجموعات اللبنانية-الأميركية في واشنطن أي مجهود في إطار الدفع بإتجاه اجراء الانتخابات النيابية في موعدها وذلك من خلال اللقاءات التي عقدتها مع أعضاء مجلس الشيوخ والنواب في العاصمة الأميركية من التشديد على أهمية إجراء الإنتخابات، لتكون النتيجة قيام العشرات من النواب الاميركيين بالتوقيع على رسالة مطلع نيسان الماضي حثوا من خلالها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على العمل مع المسؤولين اللبنانيين لضمان اجراء الانتخابات في موعدها وبشكل حر ونزيه.
اوساط في “المجلس العالمي لثورة الارز” تقول لـ “المركزية”: “أما وقد وضعت الانتخابات اوزارها وجاءت نتيجتها كما تشتهيها المجموعات في واشنطن بعدما خسر حزب الله الأكثرية البرلمانية، وسقط حلفاؤه في المناطق الأمر الذي جرده من سلاح “الميثاقية المموهة” التي لطالما نادى بها، بدأ البحث جديا في المرحلة المقبلة والاستحقاقات الثلاثة الأساسية التي تنتظر اللبنانيين”.
وتشير الى ان “الهدف الأول يكمن في انتخابات رئيس ونائب رئيس لمجلس النواب، لذلك يجري البحث جديا عن هوية الشخصية الارثوذكسية المؤهلة لشغل منصب نائب الرئيس بحكم ان الثنائي الشيعي يحتكر جميع النواب الشيعة وبالتالي فإن رئيس البرلمان سيكون حكما واحدا من النواب الـ 27 الحاليين، ولذا تتفق المجموعات في واشنطن، حتى تلك غير المؤيدة للقوات اللبنانية في العاصمة الأميركية على اسم النائب القواتي غسان حاصباني كنائب لرئيس مجلس النواب نظرا لإمتلاكها أكثرية مسيحية على صعيد الكتل والاصوات التفضيلية التي نالتها، وأيضا لمنع فرض اسم محسوب على 8 آذار أو حيادي تتشارك عدة كتل نيابية كما حدث في الماضي”.
وتضيف: “الإستحقاق الثاني الذي يعدّ الأهم يكمن في الشخصية المؤهلة لرئاسة الحكومة، وفي هذا الإطار يحضر إسمان أولهما وزير العدل السابق، أشرف ريفي، والثاني السفير نواف سلام. الإسمان يحظيان بإحترام كبير في أوساط لبنانيي أميركا، ولكن إسم ريفي يشد الإنتباه أكثر على الأقل في المرحلة الحالية، فالإعتقاد يسود هنا أن نواف سلام شخصية أكاديمية تصلح أكثر في هذه الفترة لشغل منصب الخارجية اللبنانية من أجل تضييق الفجوات التي حصلت طوال السنوات الماضية ومحو الهفوات التي ارتكبها من شغل هذا المنصب في الحكومات السابقة على ان تكون الشخصية المثالية لترؤس الحكومة في مرحلة ثانية”.
لماذا أشرف ريفي؟ تجيب أوساط “المجلس العالمي لثورة الارز”: “ينطلق المتحمسون لهذا الخيار من اعتبارات عدة أبرزها، شخصية ريفي السيادية وهو القادم من خلفية أمنية حقق خلال عمله إن كان في وزارة العدل او في المديرية العامة للأمن الداخلي إنجازات كبيرة ساهمت في ابعاد الفتن عن لبنان، كما يمثل موقفه السياسي السيادي ومواجهته لسلاح حزب الله إضافة مهمة في سيرته الذاتية، وهو الذي يميز بين خصومته للحزب كميليشيا وبين علاقته مع الشيعة فهو يعتبر ان الشيعة مكون أساسي في الحياة السياسية اللبنانية ولكن لا يمكن لفريق ان يصادر رأي طائفته أولا واللبنانيين بشكل عام ثانيا، كما ان علاقته اكثر من ممتازة مع اقوى كتلة مسيحية أي القوات، وأيضا درزيا مع الحزب الاشتراكي.
ريفي أيضا يُنظر إليه على أنه أقوى شخصية سنية في الوقت الحالي، فهو تمكن رغم كل الضغوط التي تعرض لها في الماضي من اثبات نفسه في هذه الانتخابات، وإسقاط أهم حليف سني لحزب الله في الشمال فيصل كرامي، كما ان زيارته السابقة للعاصمة الأميركية ومقابلة أعضاء الكونغرس والادارة، ومداخلته الأخيرة في مؤتمر “من أجل لبنان حر” الذي انعقد في مكتبة الكونغرس وحضره نواب اميركيون لفتت كثيرا الأنظار إليه بوصفه شخصية سياسية سيادية ثبتت وجودها شعبيا في صناديق الانتخابات، كما ان نغمة حكومة الوحدة الوطنية قد انتهت نظرا لتداعياتها السلبية الكبيرة ونتائجها الوخيمة على لبنان والتعطيل الذي يصيب المؤسسات جراءها، فهناك اليوم أكثرية تحكم واقلية تعارض.
ويدرك المطالبون بريفي ان تجريد حزب الله من سلاحه بين ليلة وضحاها أمر غير معقول، ولكن وجوده كرئيس للحكومة يمكن على الأقل أن يرسم خطوط لا يستطيع الحزب تجاوزها، وبالتالي لن يتمكن الحزب من ارسال راجمات صواريخه إلى البلدات اللبنانية، أو إقتحام أنصاره للأحياء ساعة يشاؤون لأن الدولة وأجهزتها ستكون حاضرة، والتأييد الدولي متوفر”.
وتتابع: “الملف الثالث الذي تعمل عليه المجموعات هو ملف رئاسة الجمهورية الإستحقاق القادم بعد أشهر، وفي هذا الإطار يرغب العديد في العاصمة واشنطن في إتفاق حلف السيادة والثورة والتغيير على اسم بشكل مسبق كما يحدث في فرنسا وأميركا وان تُقام له مهرجات واحتفالات قبل اشهر وان لا يُترك الأمر للحظات الأخيرة”.
وتختم: “يبقى السؤال الأبرز عن سبب الإندفاع الإغترابي غير المسبوق والإهتمام الكبير بالاستحقاقات اللبنانية ليأتي الجواب،”حصلنا على فرصة والمطلوب المحافظة عليها فالانتخابات الغت الستاتيكو الذي كان قائما، وكي لا يعود أصحاب هذا الستاتيكو الذي دمر لبنان عبر طرق التفافية”.