أخبار عاجلة
أعراض فقر الدم -

أسرارٌ جديدة تُكشف عن 'اغتيالات القادة'.. الشقاقي ومغنية غيّرا وجه تاريخ إسرائيل!

أسرارٌ جديدة تُكشف عن 'اغتيالات القادة'.. الشقاقي ومغنية غيّرا وجه تاريخ إسرائيل!
أسرارٌ جديدة تُكشف عن 'اغتيالات القادة'.. الشقاقي ومغنية غيّرا وجه تاريخ إسرائيل!

كشف تحقيقٌ للكاتب الإسرائيلي، آريئيل شنبال، تمّ نشره في صحيفة "مكور ريشون" اليمينية، أسراراً جديدة عن الإغتيالات التي قامت بها إسرائيل على مدى تاريخها لعددٍ من القيادات العسكرية والسياسية الفلسطينية واللبنانية.

ووفقاً للكاتب فإنّ "الاغتيالات الإسرائيلية تعني في سياقها العام تصفية حسابات مع الفلسطينيين المستهدفين، ويتمّ تنفيذ ذلك سواء من خلال الطائرات التي تقصف المطلوبين، أو العبوات الناسفة الجانبية، أو الهواتف المفخخة، أو المواد السامة".

وأضاف أنّه "منذ تأسيس إسرائيل دأبت على تصفية أعدائها، من خلال اللجوء لقرارات حاسمة تتخذ في لحظات متوترة، وشمل ذلك العديد من الإخفاقات والنجاحات، بزعم أنّه ليس هناك من طريق أخلاقية لمواجهة الجماعات المسلحة".

وينقل الكاتب عن الخبير العسكري الإسرائيلي، ألون بن دافيد، وهو منتج السلسلة الوثائقية المسماة "قائمة الاغتيالات"، التي تناولت كلاً من الشخصيات التي تمّ استهدافها: يحيى عياش، خالد مشعل، خليل الوزير، سمير القنطار وعلي حسن سلامة، بعضاً من أسرار هذه الاغتيالات.

عملاء وجواسيس
يقول بن دافيد، إنّ "قصة سلامة تبدو الأكثر خطورة، لأنّه الاسم الأقل معرفة لدى الجمهور الإسرائيلي، وتمت تصفيته منذ فترة طويلة عام 1979، لكن الاغتيال اعتمد أساساً على عملاء عاشوا في دول عربية معادية، فقد ترأّس سلامة منظمة "أيلول الأسود"، ومسؤول عن عملية ميونيخ التي استهدفت الرياضيين الإسرائيليين في ألمانيا عام 1972، وتمت مطاردته لمدة 7 سنوات، بما في ذلك عملية اغتيال فاشلة في النروج".

وأضاف: "التقيت الجاسوس الإسرائيلي الذي أشرف على ملاحقة سلامة، ومعه جاسوسة إسرائيلية، ضغطت على زر التشغيل لتفجير السيارة المفخخة التي قتلت سلامة، هذان العميلان وصلا الدائرة الضيقة لسلامة، وهي قصة مجنونة لم تكشف كل تفاصيلها حتى الآن".

وأكّد أنّ "الاغتيالات الإسرائيلية بدأت بصورة نظامية فور عملية ميونيخ، حينها أصدرت رئيسة الحكومة، غولدا مائير، تعليماتها لرئيس جهاز "الموساد"، تسافي زامير، قائلة: "اقتلهم، أخرجهم من اللعبة"، ونفذت إسرائيل منذ تلك الفترة مئات الاغتيالات، بعض هذه الاغتيالات نجحت بإحداث تغيير في الوضع القائم، واغتيالات أخرى كانت خاطئة، ونوع ثالث من الاغتيالات جاءت انتقاماً شخصياً". 

ويكشف الخبير الإسرائيلي أنّ "ما حصل مع القيادي في حركة "حماس" خالد مشعل، نموذج على النوعين الثاني والثالث، كان هناك تحرّك بدون تفكير، وأخطاء رافقت العملية منذ البداية، كما أنّ اغتيال "أبو جهاد" (خليل الوزير) وهو أحد قيادات "فتح" عام 1988 يطرح جملة تساؤلات، فقد كان على تواصل مع الأميركان، والاستخبارات الإسرائيلية ذكرت أنّه بدأ يفكر بطريقة جديدة نحو المقاومة المسلحة، لكن الغريب أنّ الاغتيالات لم توقف العمليات المسلحة فقط، بل إنّ العمليات زادت وتنامت".

أنواع الاغتيالات
إلى ذلك، أكّد بن دافيد أنّ "هناك أشخاصاً يموت "الموساد" لو تحدث معهم، وآخرين يفضّل اعتقالهم، والحصول على معلومات، والاغتيالات تحدث حين تنعدم تلك الاحتمالات"، مضيفاً: "هناك اغتيالان غيّرا وجه تاريخ إسرائيل، أولهما فتحي الشقاقي زعيم "الجهاد الإسلامي" الذي قتل بمالطا عام 1995، فدخل التنظيم بعدها جموداً عميقاً عدة سنوات، وثانيهما هو عماد مغنية، رجل العمليات لـ"حزب الله"، الذي قتل في شباط 2008 في العاصمة السورية دمشق، وبعد تولي 3 قادة آخرين أتوا بدلاً منه، لكنّهم لم ينجحوا في ملء الفراغ الذي تركه، ما يؤكّد أنّ هناك قيادات من الصعب أن تعثر لهم على وريث بعد اغتيالهم".

وأشار إلى أنّ "عملية الاغتيال تمر بعدة مراحل: التفكير، التخطيط، التنفيذ، ورؤية الاغتيال من كلّ الزوايا، لكّننا في حال استثنينا نموذجَيْ الشقاقي ومغنية، فإنّ باقي القادة عثروا على ورثة مناسبين لهم بسرعة ونجاح، رغم أن اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" السباق، السيّد عباس الموسوي، في 1993، كان اغتيالاً فاشلاً بامتياز".

وأضاف أنّ "هناك اغتيالات تغلّب عليها البعد الشخصي للانتقام أكثر من ترميم الردع أو الحصانة، وأهمّها نموذج خالد مشعل، فقرار اغتياله اتُّخذ بعد سلسلة العمليات التفجيرية الكبيرة التي نفذتها "حماس" في القدس، فالمستوى السياسي بحث عن ردّ فوري، وقرّر استهداف رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" الذي أقام في الأردن آنذاك، وكذلك اغتيال "أبو جهاد"، الذي جاء رداً على اندلاع انتفاضة الحجارة في 1987، وشكلت قيادته للأحداث آنذاك توتراً عصبياً لدى صناع القرار الإسرائيلي".

وأكّد أنّه "في بعض الأحيان يرفض المستويان العسكري والأمني اندفاعة المستوى السياسي، ونصحاه دائماً بالتروي وعدم التسرع، وبعض المشاركين في محاولة اغتيال مشعل أكّدوا لي في محادثات مغلقة أنّنا ذاهبون إلى فشل وإخفاق".

الانتقام الشخصي
واعترف الخبير أنّ "المستوى العملياتي المهني توجب عليه أن يبلغ رئيس الحكومة آنذاك بنيامين نتنياهو أن مستوى المخاطرة كبير جداً، ونحن لن نقوم بهذه العملية، ومستويات ميدانية أخرى كانت مطالبة بالإعلان عن صعوبة تنفيذ العملية، فنتنياهو لا يعلم عمل وحدة "كيدون" التابعة للـ"موساد" التي نفذت العملية، وهناك رؤساء حكومات آخرون عرفوا طبيعة عملها مثل: إسحاق رابين، اريئيل شارون، إيهود باراك".

وأوضح أنّ "اغتيال يحيى عياش المهندس، في كانون الأول 1996، جاء رداً على سلسلة العمليات التفجيرية في تل أبيب، ونجح جهاز الأمن العام "الشاباك" في إدخال هاتف محمول لغزة، مفخّخ بـ10 غرامات من المتفجرات، فشل الاغتيال في المرة الأولى، بسبب خطأ في تركيب أسلاك المتفجرات، وفي المرة الثانية تم إعادة الهاتف إليه، وحينها نجحت المحاولة من جديد".

ويكشف بن دافيد "بعض الأسرار والمفاجآت التي أحاطت بهذه الاغتيالات، ففي محاولة اغتيال مشعل في 1997 تم استخدام حقنة سامة، من خلال إشغاله بفتح علبة مشروب غازي، وتدرّب عملاء "الموساد" على هذه العملية عشرات المرات، وهم يتجولون في شارع "ديزنغوف" وسط تل أبيب، لكن المحاولة فشلت؛ بسبب التسرع في التنفيذ، وجمع المعلومات الأمنية غير الناضجة".

وأكد أن "العمليات التي خطط لها عياش غيّرت التاريخ الإسرائيلي، بما فيها انهيار عملية أوسلو، وقتل إسحق رابين، مع أنّ عياش قاتل إسرائيل بدون أي ارتباط ميداني، لكنّ مجزرة الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل ساهمت كثيراً في دفعه لهذا الطريق".

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بريكس: “العائلة” الصّينيّة… و”الجسر” الرّوسيّ