نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للكاتبة ميشيل كوتل، تتحدث فيه عن انقلاب مسؤولي الإدارة الأميركية على بعضهم، بعد اتضاح الحقائق في التحقيقات التي تهدف إلى مساءلة الرئيس دونالد ترامب.
وتقول كوتل: "ليس هناك شرف بين اللصوص، ولا بين السياسيين القلقين الذين ربطوا أنفسهم برئيس يميل لإخضاع المصلحة القومية لمصالحه، كما هو واضح"، مشيرة الى أنّ "جون بولتون يبدو حريصا على خوض معركة، ولديه صفقة تساوي حوالي مليوني دولار لكتابة كتاب حول فترة عمله في الإدارة، فخلال خطاب خاص الأسبوع الماضي قدم بولتون تقديرا قاسيا لسياسة الرئيس الخارجية، وقال إن سياسة ترامب مع تركيا تقوم على مصالحه الشخصية والتجارية".
وتلفت الكاتبة إلى أن "القائم بأعمال رئيس موظفي البيت الأبيض، مايك مولفاني، حاول الاستفادة من قضية كوبرمان، لكن بولتون لم يوافق على ذلك، وقام محام يمثل كلا من بولتون وكوبرمان يوم الاثنين بالطلب من قاض أن يرفض طلب مولفاني، ومن بين أسباب المعارضة هو أن مولفاني قد يكون تنازل عن أي حصانة من الإدلاء بشهادته في التحقيق عندما اعترف خلال مؤتمر صحافي الشهر الماضي بأن ترامب سعى للحصول على مقابل للمساعدات العسكرية، وقال إن على الناس (تجاوز هذا الأمر)".
وتفيد الكاتبة بأن "مولفاني سحب طلبه من المحكمة لصدمته من ردة الفعل، ويقول الآن إنه سيلتزم بقرار الرئيس بعدم التعاون مع التحقيق، ومع ذلك فقد اصطدم مع مستشار البيت الأبيض، بات سيبولوني، لأن كلا منهما يرى أن الآخر لم يحسن الدفاع عن محاولات توجيه تهمة للرئيس، ويواجه مولاني الخطر من الجمهوريين في الكونغرس، الذين يبحثون عن شخص ليتهموه بدلا من ترامب في موضوع أوكرانيا، وهو كبش الفداء المفضل، بحسب (واشنطن بوست)، بالإضافة إلى محامي الرئيس رودي جولياني وسوندلاند، وهما لا عبان رئيسيان، لكن مولفاني ألمح للناس أنه يعرف كثيرا لتتم إقالته".
وتبين كوتل أن "ترامب يقلل في العلن من شأن أعضاء الكونغرس من الجمهوريين، لأنهم يشيرون إلى أن تصرفه تجاه أوكرانيا كان (أقل من من رائع)، كما عبر من خلال تغريداته على (تويتر)".
وتقول كوتل: "حتى مسؤولي البيت الأبيض غير المرتبطين مباشرة بمساءلة الرئيس بدأوا في المشاركة في المعركة الدائرة، فمن جانبها تقوم السفيرة السابقة للأمم المتحدة، نيكي هيلي، التي تروج لمذكراتها، باتهام وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، ورئيس موظفي البيت الأبيض السابق، جون كيلي، بأنهما طلبا مساعدتها في تقويض أهداف سياسات الرئيس خلال فترة عملهما في الإدارة، ومن ناحيته يقول كيلي إنه حذر الرئيس بأنه إن استبدله بشخص يقول له نعم فإنه سينتهي به الأمر بأن يوجه الكونغرس له تهمة".
وتختم الكاتبة مقالها بالقول إن "هذا كله يجب أن يكون بمثابة تحذير للذين يبررون للرئيس، فمع تعمق التحقيق فإن فريق الإعدام الدائري يزداد اتساعا، ويحتمل أن يكون مسلحا بذخيرة من عيار أعلى".
الى ذلك، وصف البيت الأبيض ثاني الجلسات العلنية في تحقيق المساءلة بمجلس النواب الأميركي، الجمعة، الرامي لعزل الرئيس دونالد ترامب، بـ "مضيعة للوقت".
وقالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض ستيفاني جريشام: "الجلسة العلنية الثانية التي عُقدت بمجلس النواب مع نانسي بيلوسي وعضو الكونغرس آدم شيف، لا قيمة لها وعديمة الأهمية مثل الجلسة الأولى".