بوتين يلعب على الحبلين: تقرّب من بن زايد.. وما جرى بسوريا بداية تغيير كبير!

بوتين يلعب على الحبلين: تقرّب من بن زايد.. وما جرى بسوريا بداية تغيير كبير!
بوتين يلعب على الحبلين: تقرّب من بن زايد.. وما جرى بسوريا بداية تغيير كبير!

مع اقتراب موعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السعودية، وهي الأولى له منذ العام 2007، تحدّث موقع "لوب لوغ" عن استغلال روسيا التباين السعودي-الإماراتي الحاصل على مستوى حرب اليمن وإيران، لافتاً إلى أنّ استدارة روسيا الناعمة باتجاه أبو ظبي ترافقت مع مبادرات توفيقية متوازية مع السعودية، بما يضمن استمرار عملية تعزيز العلاقات بين الرياض وموسكو واستفادة الأخيرة من تسوية سعودية-إماراتية مستقبلية.

في ما يتعلق باليمن، أوضح الموقع أنّ سياسة روسيا باتت أقرب إلى الإمارات في الأشهر الأخيرة مع تقرّب موسكو من المجلس الانتقالي الجنوبي: ففي آذار، كانت وزارة الخارجية الروسية الأولى التي تدعو "الانتقالي الجنوبي" رسمياً إلى موسكو، وفي 10 آب الفائت رفض النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي إدانة سيطرة "الانتقالي الجنوبي" على عدن أو التأكيد على أهمية الوحدة اليمينة.

وفي هذا السياق، رأى المحلل كيريل سيمينوف أنّ انخراط روسيا مع "الانتقالي الجنوبي" يعكس أهمية الإمارات الصاعدة كشريكة لروسيا، كاشفاً أنّ وجود الشركات العسكرية الروسية الخاصة في جنوب اليمن التي يدور الحديث عنها يدل إلى احتمال حصول تعاون روسي-إماراتي دائم؛ علماً أنّه قد تكون روسيا مهتمة نوعاً ما بإقامة قاعدة أو قواعد بحرية في جنوب اليمن.

وعلى الرغم من استبعاد الموقع دعم روسيا استقلال جنوب اليمن مباشرةً، لقدرة هذه الخطوة على إثارة انقسامات خطيرة مع السعودية، تحدّث عن إمكانية رؤية موسكو تسهيل دخول "الانتقالي الجنوبي" إلى محادثات سلام برعاية أممية بمثابة طريقة تتقرّب عبرها إلى الإمارات، ولكن من دون تعريض استراتيجية التوازن الإقليمي الواسعة للخطر.

على صعيد سوريا، أوضح الموقع أنّ روسيا ترى قرار الإمارات استئناف علاقاتها الديبلوماسية مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد كبادرة إيجابية تمهّد لتعاون أكبر، مضيفاً بأنّ موسكو تصب تركيزها اليوم على تعزيز تعاونها مع أبو ظبي في دمشق. وفي هذا الصدد، ذكّر الموقع بالمحاثات الروسية-الإماراتية في 31 كانون الثاني الفائت التي جدّدت التأكيد على رغبة البلدين المشتركة في احتواء النفوذ التركي في شمال شرقي سوريا، متطرقاً أيضاً إلى المشاركة الإماراتية الواسعة في معرض دمشق الدولي. وعلّق الموقع قائلاً: "مع إبداء الإمارات استعداداً متواصلاً للتحرّك بشكل مستقل عن السعودية والولايات المتحدة في سوريا، يمكن أن تدعو روسيا أبو ظبي إلى المشاركة بصفة دولة مراقبة بمحادثات أستانة المقبلة".

على مستوى إيران، اعتبر الموقع أنّ روسيا تنظر إلى مقاربة الإمارات الأكثر حذراً بالمقارنة مع السعودية بإيجابية، مذكراً بامتناع أبو ظبي عن تحميل طهران مسؤولية الهجمات على ناقلة النفط في الفجيرة وبلقاء حرس الحدود الإماراتي-الإيراني في تموز. وفيما تطرّق الموقع إلى اللقاءات الديبلوماسية الروسية-الإماراتية التي نوقشت في خلالها استراتيجيات خفض التصعيد في الخليج ملياً، قال إنّ الديبلوماسية الروسية المكوكية تكشف أيضاً عن رغبة موسكو بإقناع الإمارات بمزايا اقتراحها لضمان الأمن الجماعي في الخليج. في المقابل، استبعد الموقع انضمام الإمارات إلى المقترح الروسي على المدى القريب، مستدركاً بأنّ موسكو تأمل- مع احتدام خطر حصول مواجهة عرضية مع إيران- في أن تقود نقاط الضعف الاقتصادية أبو ظبي بحزم أكبر نحو مسار خفض التصعيد وأن تقرّبها أكثر إلى رؤية موسكو لأمن المنطقة.

بالعودة إلى موسكو، رأى الموقع أنّ "تبايناً مستداماً" بين السعودية والإمارات، بما يحافظ على سياسة أبو ظبي الخارجية المستقلة، ولكن من دون أن يبلغ حد وقوع انقسام تام بينهما، يمثّل السيناريو الأفضل من وجهة نظر روسيا، مؤكداً أنّ الأخيرة تأمل في أن تقود الإمارات سياسات السعودية بما يخدم مصالح روسيا، وأن تصطف سياسة الرياض إلى جانب أبو ظبي في نهاية المطاف. وعليه، توقع الموقع، إذا ما اصطفت سياسة البلدين إلى جانب بعضها البعض ونجحت روسيا في الحفاظ على توازنها غير المحتمل بين إيران والسعودية والإمارات وقطر، أن يدوم تأثير عودة نفوذ موسكو في الخليج للسنوات المقبلة.


اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أوكرانيا تلاحق الصحفيين لإخفاء الحقائق