ما مصير أطفال 'الدواعش' الأوروبيين؟

ما مصير أطفال 'الدواعش' الأوروبيين؟
ما مصير أطفال 'الدواعش' الأوروبيين؟
قبل عامين، دخلت "قوات سوريا الديمقراطية" الرقّة، وكانت المدينة حينذاك قد تلاشت ملامحُها بعدما التهم ركامُ المباني والمنازل طرقاتِها وأزقتها بفعل الضربات الجوية للتحالف الدولي التي استهدفت عاصمة "الخلافة" لـ"داعش".
 
تداعيات تلك المرحلة الصعبة من تاريخ الرقّة والمناطق السورية والعراقية التي كان هيمن عليها "داعش" لسنوات عديدة، كثيرة ومتشعّبة، خصوصاً أنّ هذا التنظم الإرهابي انضمّ إليه أشخاصٌ من شتّى بلدان العالم، بينهم مواطنون أوروبيون.
 
تقرير "يورونيوز" يطرح السؤال التالي: "هل أطفال داعش الأوروبيون هم ورثة للمنظمة الإرهابية؟ أم همّ ضحايا لواحدة من أكثر المنظمات دموية واستهتاراً بالنفس البشرية".
 
الباغوز
بعد سقوط منطقة الباغوز آخر معقل لـ"داعش" في سوريا، وُضع الآلاف من نساء عناصر التنظيم وأطفالهم في معسكرات توقيف شمال شرق سوريا، بينهم مواطنون أوروبيون ما برحت حكوماتُ بلادهم تتردد في استعادتهم لدواعٍ أمنية.
 
مدينةُ الرّقة وكافة المناطق التي اندحر منها "داعش"، أصبحت أثراً بعد عين، لكنّ هناك من يخشى بأنّ ثمّة خلايا هلامية نائمة بين الأطلال والخرائب تنتظر الفرصة لتنتظم من جديد في أطرٍ مادية وتشكيلات عسكرية تجسد من خلالها فكرها الذي يقوم على نفي الآخر.
 
"الهول"
"الهول"، أكبر معسكرات التوقيف لعائلات "داعش" في شمال شرق سوريا، يعيش فيه نحو 75 ألف شخص ينحدرون من أكثر من 50 دولة حول العالم، وتقول سلطات المعسكر، إنّهم يواصلون العيش وفقاً لواعد وأنظمة "الخلافة". ويقول مدير معسكر الهول، محمد بشير: "بالطبع هؤلاء خطرون، لديهم الكثير من المشكلات، هناك حالات في المخيم تؤكد أنّهم لا زالوا خطرين".
 
مسؤولو الهول، يتحدثون عن عمليات إحراق خيام تتمّ داخل المعسكر على اعتبارها إحدى العقوبات الممارسة بحق النسوة اللواتي يُعتقد بأنّهن لا يتقيّدن بتعاليم الإسلام السلفي.
 
بشير، وهو رجل أربعيني يتحدث الكردية، يقول: "قبل مدّة، طلبت إحدى المقيمات الأجنبيات أن تذهب إلى السوق لشراء أشياء لأطفالها، فأرسلنا معها أحد الحراس، ولكنّ، ما أن أدار ظهره، حتى طعنته بسكين".
 
وفي إشارة إلى أنّ بعض النسوة داخل الهول لا زلن يتمسكن بفكرهنّ الراديكالي، تداولت وسائط التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوّراً في شهر تموز الماضي، يُظهر علماً أسود لـ"داعش" يجري رفعه على صارية وسط المخيم (يورونيوز لم تتأكد من صحة هذا المقطع).
 
"الملحق"
داخل مخيم الهول ثمّة منطقة يطلق عليها "الملحق"، وهو القسم الذي يتمّ فيه الإحتفاظ بالأجانب من النساء والأطفال، وغالبية النسوة داخل المحلق رفضن تصويرهنّ، وفيما أكّد بعضهنَّ أنّهن لا زلن يمتسكن بأفكار "داعش"، فإنّ جميع النسوة أكّدن أنّهن يبحثن عن مخرج من هذا المعسكر.
 
"ميم"
"ميم" المواطنة الفرنسية، ترتدي خماراً أسود يخفي وجهها باستثناء عينيها، "ميم" المرأة التي يبدو أنّها في الثلاثينيات من العمر لا تخفي ندمها عن خوض هذه التجربة التي بدأت بقدومها إلى سوريا.. تدرك هذا المواطنة الفرنسية أنّ الآخرين يصعب عليهم فهم خياراتها.
 
تقول "ميم" لـ"يورونيوز": "لقد اخترت المجيء، كان يمكن لي أن أغادر (قبل أن يحلّ بي ما حلّ، لكنّي) لم أفعل، كنت خائفة، لم أكن أريد أن ينتهي بي المطاف في السجن، ولا أريد أن أفقد طفلي، ولا أريد أن أفقد زوجي، لم نكن نعلم ماذا علينا فعله".
 
وتضيف "ميم" موضحةً: "بمجرد دخولنا إلى الدولة الإسلامية، فقد فقدنا الحرية في فعل ما يحلو لنا، وهذا الأمر ينسحب على الجميع، فلا يسمح لشخص انضمّ إليهم بأن يقول لهم بعد مدّة إنه لا يريد الاستمرار ويريد المغادرة".

أسئلة
في الوقت الذي تدير غالبية دول أوروبا ظهرها إلى رعاياها الذين انضمّوا إلى تنظيم "داعش"، على اعتبار أنّهم يجب أن يتحملوا ما اقترفت أيديهم بانضمامهم إلى هذه الجماعة الإرهابية، في هذا الوقت، يتساءل محللون أمنيون وخبراء في مجال مكافحة الارهاب عمّا إذا كان مثل هذا الإجراء من شأنه أن يعزز فكر الكراهية لدى هؤلاء المواطنين الأوروبيين.
 
الأصوات التي تُسمع من داخل المعسكر وتؤكّد تمسكها بالفكر الذي يتبناه تنظيم "داعش"، تطرح السؤال التالي: هل تمّ حقاً دحرُ التنظيم الإرهابي وتفكيك بناه الفكرية والمادية؟

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى