ترامب يثير الجدل.. هذه مخاطر توظيفه لإسرائيل في دعايته

ترامب يثير الجدل.. هذه مخاطر توظيفه لإسرائيل في دعايته
ترامب يثير الجدل.. هذه مخاطر توظيفه لإسرائيل في دعايته
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا سلطت فيه الضوء على تطرق الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مناسبات عديدة إلى الحديث عن اليهود الأميركيين، وخاصة تصويتهم لصالح الديمقراطيين.

وقالت الصحيفة إن ترامب أثار جدلا بعد تصريحاته حول "عدم ولاء" اليهود الأميركيين "للشعب اليهودي وغياب ولائهم لإسرائيل". وعلى الرغم من أن الانتخابات الرئاسية الأميركية ستُنظم في الثالث من تشرين الثاني 2020، إلا أنه وقبل أكثر من سنة من موعدها، بدأت الحملة بالفعل وظهرت أولى خسائرها.

وأشارت إلى أن ترامب سبب يوم 20 آب نوعا من الضيق حين صرّح على هامش استقبال رئيس رومانيا في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، بأنه "بالنسبة له، فإن كل يهودي يصوت لصالح ديمقراطي يظهر إما جهله التام، أو خيانة كبيرة". 

وفي اليوم التالي أوضح وجهة نظره أمام الصحافة، من خلال تكرار أنهم "وحدهم الضعفاء يمكنهم قول أي شيء آخر".

وبينت "لوموند" أن التصريحات الرئاسية جاءت بعد الجدل الذي أثاره رفض إسرائيل، بدعوة من رئيس الولايات المتحدة، السماح بوصول ممثلتين من الكونغرس تنتقدان بشكل خاص السياسة الإسرائيلية، وهما اللاجئة السابقة المولودة في الصومال إلهان عمر، ورشيدة طليب. ويتهمهما ترامب بانتظام بمعاداة السامية، مؤكدًا أنهما "وجه" الحزب الديمقراطي في هذه القضية.

وأشارت إلى أن "تصريحات ترامب تكشف الكثير عن مفهومه الضيق التفاعلي والعشائري للسياسة". 

واستدلت بقول ترامب في 21 آب أنه "لم يسبق لأي رئيس أميركي أن قام بما فعلته" من أجل إسرائيل، وإلى نقله السفارة الأميركية إلى القدس، واعترافه بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية منتهكا بذلك قرارات الأمم المتحدة، وموقفه العدواني من إيران. 

ونوهت إلى قناعة ترامب "بما أن السلطات الإسرائيلية تعرّف بلادها بأنها دولة يهودية منذ سنة 2018، فإنه ينبغي لليهود الأميركيين إذن وبطريقة آلية مكافأة اعترافه المزعوم بالتصويت لصالحه".

وحسب الصحيفة "أثار رئيس الولايات المتحدة فكرة مبتذلة تتأسس على معاداة السامية، التي ادعى تنديده بها، والتي تتمثل في اتهام كل يهودي من الشتات بأنه ليس سوى وكيل سري لبلد آخر غير البلد الذي يحمل جنسيته". 

وأضافت "لطالما أعاد ترامب تكرار الأخطاء ذاتها. ففي شهر نيسان، وأمام الائتلاف اليهودي الجمهوري، وهو جماعة ضغط محافظة، قدّم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أنه "وزيرهم الأول".

ونبهت الصحيفة بأن "ترامب لا يختزل اليهود الأميركيين، الذين ينتمي معظمهم إلى الديمقراطيين والمتنوعين بتنوع معتقداتهم واهتماماتهم، تماما مثل بقية الجماعات الدينية الأخرى، في علاقتهم بإسرائيل، وإنما يربطهم بالتحول القومي الذي اتخذته هذه البلاد وبالسياسة الراديكالية التي تلغي آخر فرص التسوية مع الفلسطينيين". 

واعتبرت أن هذا الأمر "يُثير قلق الديمقراطيين أكثر فأكثر. كما يقترن هذا الانجراف الإسرائيلي أيضا بانغلاق الهوية الذي يخلق نوعا من الاضطراب في الجالية اليهودية الأميركية".

وأكدت أن "ترامب يحظى بدعم الحركة الإنجيلية البروتستانتية، التي تقدم له الدعم بدورها في الانتخابات"، مشيرة إلى ما قدّمه ترامب توضيحا لذلك، بطريقة لا إرادية، من خلال مشاركته عبر حسابه على "تويتر" مدح المذيع بقناة "نيوزماكس" وين ألين روت له.

ونقلت الصحيفة أنه جاء في هذه التغريدة أن "ترامب هو أفضل رئيس بالنسبة لإسرائيل في تاريخ العالم. ويكن له الشعب اليهودي الحب كما لو كان ملك إسرائيل. إنهم يحبونه كما لو كان مجيء الرب الثاني".

ولفتت الى أن "تأتي هذه التصريحات متوافقة مع ما أكده هذا الشخص الذي ينشر في كثير من الأحيان نظريات المؤامرة بعد إطلاق النار الجماعي"، منوهة أن المجيء الثاني للمسيح غير موجود في الديانة اليهودية، ولكنه في قلب الإيمان الإنجيلي.

وأوضحت الصحيفة أن "أحدث ضرر ناتج عن تصريحات الرئيس يثير قلق المنظمات الكبرى التي عملت منذ عقود لضمان استدامة العلاقة مع إسرائيل، وحمايتها من التقلبات السياسية الأميركية".

وأكملت "رغم معاداة هذه المنظمات الشديدة لحركة مقاطعة هذا البلد، التي تدعمها المرأتان المنتخبتان الممنوعات من دخول إسرائيل، إلا أنها استنكرت الحظر الإسرائيلي الذي فرضه دونالد ترامب.
 
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن اللجنة اليهودية الأميركية ردت مرة أخرى بعد ابتزازها بمسألة الولاء، وعلّقت كالآتي: "لدى اليهود الأميركيين، على غرار جميع الأميركيين، آراء سياسية متنوعة للغاية. إن تقييمك لمعرفتهم أو ولائهم، بناءً على تفضيلاتهم الحزبية، هو مصدر انقسام وعدم احترام وغير مرحب به. من فضلك، توقف عن ذلك".

ومن جهته، قال جوناثان جرينبلات مدير رابطة مكافحة التشهير: "حان الوقت للتوقف عن توظيف اليهود لأغراض سياسية".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أوكرانيا تلاحق الصحفيين لإخفاء الحقائق