"تفوق البيض" مجدداً
وقالت مديرة مشروع الاستخبارات في المركز نفسه لصحيفة "Business Insider" الأميركية هايدي بيريتش إنَّ البيانات والمنشورات المنشورة على الإنترنت التي تحتوي على هذه المشاعر "ليست ظاهرة جديدة"، نظراً إلى أنَّ مرتكب مجزرة مسجدي كرايستشيرش الذي قتل 51 شخصاً في نيوزيلندا أصدر بياناً مشابهاً كذلك.
ولفتت هايدي كذلك إلى أنَّ معظم حوادث الإرهاب الداخلي في العام الماضي 2018 في الولايات المتحدة كانت مرتبطةً بأيديولوجية "سيادة ذوي البشرة البيضاء"، بما في ذلك أعمال الشغب التي نظَّمتها جماعة "Unite the Right" في مدينة شارلوتسفيل بولاية كارولينا الشمالية، والتي أسفرت عن مقتل الناشطة هيذر هاير.
وتشهد جرائم الكراهية وإطلاق النار الجماعي ارتفاعاً في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، لا سيما حوادث إطلاق النار التي أصبحت أكثر بكثير وأشد فتكاً.
ترامب يشجع على الهجمات العنصرية
وأضاف هايدي: "نشهد انخفاضاً كبيراً في حوادث تطرف الجماعات الإسلامية، على الأقل داخل حدود بلدنا، وتصاعد هذا النوع من العنف"، مشيرةً إلى أنَّ لهجة الرئيس الأميركي دونالد ترامب العنصرية شجَّعت هذه الظاهرة. واستشهدت بهجومه الأخير على أربع نائباتٍ تقدُّميات جديدات في الكونغرس من ذوات البشرة الملونة، الذي طلب منهن فيه "العودة" إلى بلدانهن، مع أنَّ ثلاثاً منهن قد ولدن في الولايات المتحدة.
وبحسب الموقع الأميركي، فإنَّ اللهجة التي كُتِب بها بيان القاتل تستشهد ببعض الألفاظ التي ذكرها ترامب نفسه، إذ استخدمت كلماتٍ مثل "الغزاة" لوصف المهاجرين وطالبي اللجوء اللاتينيين. وفي السياق نفسه، يتفق مع هايدي بعض المرشحين الديمقراطيين لخوض الانتخابات الرئاسية في العام المقبل 2020، من بينهم بيتو أوروك، وهو من مدينة إل باسو، الذي قال يوم السبت الماضي إنَّ الرئيس الأميركي يشجع على شنِّ هجماتٍ على المهاجرين.
تقول هايدي: "هذه سردياتٌ لا تتوقع أن تسمعها من البيت الأبيض، بل تتوقع سماعها من شخصٍ مثل ديفيد دوك (الزعيم السابق لحركة كو كلوكس كلان العنصرية). إنه يضفي الشرعية على الخوف من اللاتينيين. فالبيان الذي كتبه الرجل يستخدم في بعض الأجزاء نفس اللهجة التي نراها في تغريدات ترامب على تويتر".
وفي أعقاب حادث إطلاق النار، انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهِر ترامب وهو يضحك في أثناء تجمُّع انتخابي بعدما صاح أحد الجماهير مُطالباً بإطلاق النار على المهاجرين على الحدود، إذ ربط المستخدمون بين هذه الدعوة إلى إطلاق النار ومذبحة إل باسو.
ترامب ومنصات التواصل يسمّمان عقول الأميركيين
وأضافت هايدي أنَّ بعض المنصات الأخرى مثل "باي بال" و"فيسبوك" و"يوتيوب" قد أكَّدت وعيها بمشكلة المحتوى المُناصر لسيادة ذوي البشرة البيضاء والمستخدمين الذي يؤمنون بهذه الأيديولوجية، وتتخذ خطواتٍ نشطة لمكافحة خطاب الكراهية. وأكَّدت أنَّ مركز قانون الحاجة الجنوبي يضغط على شركات التكنولوجيا الكبرى منذ ما قبل أعمال الشغب التي وقعت في شارلوتسفيل، وأنَّ معظم المنصات الرئيسية إلى جانب "تويتر"، حيث يكتب ترامب تغريداتٍ عنصرية مراراً وتكراراً، قد نفّذت بعض التغييرات.
وتختم هايدي بالقول "إذا كانت شركات شبكات التواصل الاجتماعي قد استطاعت أن تبدأ اتخاذ إجراءاتٍ معينة بشأن قضية سيادة ذوي البشرة البيضاء، بالتفوق الأبيض وتنتقدها وتقول إنَّها خطرة وتُسمِّم عقول الناس، فلا بد أنَّ ترامب يستطيع أن يفعل الشيء نفسه. لكنَّ مولفاني يتهرب هنا من أساس المشكلة، وهي أنَّ عالم شركات التكنولوجيا يعرف أنَّ هذه مشكلة ويحاول إصلاحها في معظم الحالات، فيما يعمل رئيس الولايات المتحدة على تغذيتها عبر حسابه على تويتر".