فقد أقدمت مجموعة من النسوة في مدينة غرونوبل جنوب شرق فرنسا على دخول حمام سباحة وهنّ يرتدين البوركيني في تحدّ واضح لقرار الحظر المفروض على أيّ شخص يلبس ذلك الزي. وقد تداول نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي صور النساء وهن يغنّين ويرقُصْن داخل المسبح العمومي. وتندرج المبادرة تحت مسمّى الحقوق المدنية للنساء المسلمات وهو ومشروع أطلقته جمعية "تحالف المواطنة" عام 2018.
وعن ظروف دخول المسبح، قالت سميّة وهي عضوة في التحالف: " دخلنا حمام السباحة باللباس الذي يغطي الجسد كله رغم أن التعليمات تمنع ذلك". وتضيف: "لقد لقينا دعما ممن كانوا في المكان لكن بعد خروجنا فرضت الشرطة علينا غرامة".
وبخصوص المطالب التي ترفعها الناشطات المسلمات قالت الفرنسية الشابة: "نحن نؤيد قضية عادلة. نرجو أن تتغير التعليمات حتى تُلائم جميع النساء وحتى يكون لنا مطلق الحرية في السباحة باللباس الذي يغطي الجسد أكان ذلك لأسباب شخصية تتعلق بالحشمة أو لأسباب دينية".
وبرغم التهديدات اليومية بحسب ما تقول سمية، يبدو أنّ المبادرة السابقة لن تكون الوحيدة، إذ تعهّدت بمعاودة الكرّة في مسابح أخرى، إذا لم تستجب السلطات الفرنسية للدعوة للحوار التي أطلقتها جمعية تحالف المواطنة.
ومنذ عام 2016، تفرض بعض البلديات الفرنسية خصوصاً اليمينية منها حظراً على دخول المسابح باللباس الذي يغطي كافة الجسد وهو القرار الذي حظي بمباركة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حينها بحجة أن ذلك اللباس يتعارض مع علمانية الدولة وقوانين الجمهورية.
وتعتمد السلطات الفرنسية مقاربة صارمة بخصوص الحجاب، إذ يُحظر لباسه على العاملات في القطاع العام إضافة لمنع الفتيات في المدارس الابتدائية والثانوية من ارتدائه فيما يُسمح به في الجامعات. كما يمنع القانون أيضا تغطية الوجه جزئيا أو بالكامل في الشوارع ووسائل النقل العام أو في الدوائر الرسمية.
ويعتبر الإسلام الديانة الثانية في فرنسا التي يعيش بها ما بين 5.7 و8.4 ملايين مسلم بحسب مركز بيو للأبحاث في إحصائية يعود تاريخها لسنة 2017.