وقال المعلّق: "يبدو أنّ هدف الغارة كان طائرة إيرانيّة كانت تستعدّ لأن تحطّ في مطار دمشق في وقت القصف، والردّ السوري كان بعكس التسلسل المعتاد لأحداث مشابهة من قبل، فالردّ السوري هذه المرة يدلّ على ما يُسمّى "حربًا بين الحروب" وتمّ عبر صواريخ أرض – أرض، ويزيد من الأسئلة حول أهداف الغارة وكيف رآها الجيش السوري.
ولفت الكاتب إلى أنّ القوات الروسية في سوريا قالت إنّ طائرات إسرائيلية أطلقت صواريخ جو – أرض من فوق البحر المتوسّط، نحو أهداف في مطار دمشق، وبعكس الهجمات السابقة التي نفذتها إسرائيل، كما أنّ الغارة لم تحدث ليلاً كما أُشيع، بل بعد ظهر الأحد، في وقت لم تكن الشمس قد غابت بعد، ما يجعل هذه الغارة استثنائية.
وفي وقت الغارة، كانت طائرة إيرانيّة تابعة لشركة طيران "ماهان" الإيرانية، قادمة وتستعدّ لكي تحطّ في مطار دمشق الدولي، علمًا أنّ ماهان تُدار من مطار الإمام الخميني في طهران ويضمّ أسطوالها 60 طائرة، معظمها صُنعت في أوروبا.
وبحسب الكاتب، فإنّ "ماهان" تُسيّر رحلات داخل إيران وخارجها، وفي العام 2011، اتهمتها وزارة الخزانة الأميركيّة بأنّها تُستخدم من قبل قوات الحرس الثوري الإيراني، لا سيما "فيلق القدس" الذي يعمل دوليًا وفي مناطق الشرق الأوسط، ويساعد "حزب الله" والجيش السوري، كما يحاول تأسيس وجود لنفسه في سوريا.
ومن جهته، قال مصدر كبير بالحكومة الألمانية لـ"رويترز" اليوم الاثنين إن ألمانيا ألغت تصريح التشغيل الخاص بشركة "ماهان"لأسباب تتعلق بالسلامة وللاشتباه في أنّ الشركة تستخدم لأغراض عسكرية، وذلك بعدما تحققت برلين من أنّ طائرات الشركة من بينها بوينغ 747 تنقل الأسلحة والمستشارين في الحرس الثوري الإيراني إلى سوريا.
وبحسب البيانات الإسرائيلية، يتبيّن أنّ طائرة "ماهان"هي الوحيدة التي كانت مُدرجة بين الطائرات التي ستحطّ في مطار دمشق، وقد كانت على وشك أن تحطّ عندما حصلت الغارة الإسرائيلية، ويبدو أنّ الإسرائيليين أبلغوا الروس بالغارة، والروس وجّهوا للطائرة كي تعود أدراجها إلى طهران.