وبحسب تقرير نشرته "العربية"، فقد أتاحت المكتبة الأميركية المشهورة على مستوى العالم على الإنترنت، الوثيقة الوحيدة المكتوبة باللغة العربية لواحد من "العبيد" المسلمين الذين وصلوا مبكراً إلى هناك.
وتحكي الوثيقة قصّة "عمر بن سعيد" الذي وصل إلى الضفة الثانية من المحيط الأطلسي، بعدما تمّ أسره في غرب أفريقيا ونقل إلى الولايات المتحدة ضمن "الرقيق الأفارقة" عام 1831 م.
ووفقاً لمكتبة "الكونغرس"، فإنّ هذه السيرة هي الوحيدة المعروفة إلى الآن لواحد من المسلمين الذين عانوا مرارة العبودية في الولايات المتحدة، والمكتوبة باللغة العربية.
وكتبت السيرة بخطّ الرجل نفسه، وتكمن أصالتها في كونها لم تخضع للتحرير من قبل سيده كما حصل مع سِيَر أخرى أعيدت كتابتها باللغة الإنكليزية، ما يجعلها أكثر مصداقية وصراحة.
وتقول ماري جين ديب، رئيسة شعبة أفريقيا والشرق الأوسط، بمكتبة "الكونغرس": "هذه الوثيقة تكشف أن العديد من العبيد الذين تم جلبهم من أفريقيا كانوا يتبعون الإسلام، ومثل هذه الوثائق تتعارض مع افتراضات سابقة حول الحياة الثقافية والاجتماعية الإفريقية".
ويصف عمر بن سعيد في سيرته نفسه بأنّه رجل ثريّ ومتعلّم، وجد نفسه يباع ذات يوم كرقيق، وأنّه يتبع لقبائل "فولا" أو "الفولاني" التي تعتبر أكبر مجموعة عرقية في منطقة الساحل والغرب الإفريقي، ويبلغ تعدادهم اليوم حوالي 50 مليون شخص.
أمّا بالنسبة لحالة المخطوطات، فالكثير من أوراقها كان ضعيفاً بسبب تنقلها بين الملاك والمكتبات، حيث تعرّضت للتأثر بشتى الظروف.
وقد قام المختصون بعمل الترميم اللازم لهذه المخطوطة النادرة بتعديل الصفحات الهشة وتعزيزها لتكون بوضع جيد.
والآن فإنّ هذه المخطوطة متاحة عبر الإنترنت، على موقع مكتبة "الكونغرس" الأميركية، بالإضافة إلى نشر نسخة رقمية منضدة منها على الشبكة.
وتخطط مكتبة "الكونغرس" لاستضافة برنامج متخصص لمناقشة أهمية هذه المخطوطة وما سطّره قلم ابن سعيد، وذلك بالتزامن مع شهر التاريخ الإفريقي في شباط المقبل.
ويعتقد بأنّ عمر بن سعيد عاش في الفترة ما بين 1770 و1863 أو 1864 م، ومن ثم انتقلت الوثيقة إلى رجل يدعى ثيودور داويت، إلى أن وصلت أخيراً إلى حاكم ولاية نورث كارولينا الأميركية.