عدد الصينيين ينخفض: الحكومة قدّمت أرقاماً كاذبة.. ما سيحصل بـ2027 'خطير'!

بعد مرور سنوات على تطبيق الحزب الشيوعي الصيني الحاكم مجموعة من السياسات الهادفة إلى إبطاء وتيرة النمو السكاني في البلاد، وعلى رأسها "الولد الواحد" "الشهيرة"، ها قد بدأت آثار هذه السياسات "الجانبية" البعيدة المدى تظهر. إذ حذّرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية من دخول الصين قريباً مرحلة "النمو السلبي"، أي انخفاض عدد السكان.

وفي التفاصيل أنّ تقريراً صدر عن الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية نبّه من التحديات الجديدة التي أوجدتها سياسة "الولد الواحد".

وأوضحت الصحيفة أنّ انخفاض معدل الولادات وارتفاع أمد الحياة عاملان ينبئان باقتراب انخفاض عدد الصينين العاملين إلى حدّ كبير، في وقت يُعدّ فيه عدد السكان المسنين ضخماً؛ علماً أنّ الأكاديمية توقعت دخول الصين مرحلة النمو السلبي في العام 2027، في حين رجح البعض دخولها هذه المرحلة في وقت أقرب، ورأى آخرون أن الصين دخلتها أصلاً.

وفي هذا السياق، لفتت الصحيفة إلى أنّ الحكومة الصينية تلقفت هذه الظاهرة، إذ بدأت في العام 2013 تتساهل على مستوى تطبيق سياسة "الطفل الواحد" في ظروف معينة، ومن ثم رفعت عدد الأطفال "المسموح" للصينيين بإنجابهما إلى اثنين في العام 2016 بهدف التشجيع على طفرة في المواليد، ولكن من دون جدوى.


وعلى الرغم من ارتفاع عدد المواليد لفترة وجيزة، انخفض معدّل الولادات مجدداً في العام 2017، إذ ولد 17.2 مليون صيني في 2017 بالمقارنة مع 17.9 مليون في 2016، بحسب ما أوردته الصحيفة.

وبالاستناد إلى صحيفة "ذي غلوبال تايمز"، ألمحت "نيويورك تايمز" إلى أنّ إجمالي عدد الولادات للعام 2018 قُدّر بـ15 مليون فقط، مشيرةً إلى أنّ تقارير تحدّثت عن انخفاض معدل الولادات إلى 35% في بعض المدن والمحافظات الصينية.

على مستوى معدّل الخصوبة المطلوب للحفاظ على عدد السكان عند مستواه، ببيّت الصحيفة أنّه يُقدّر بـ2.1 طفل للمرأة الواحدة، موضحةً أنّ معدلات الخصوبة في الدول المتقدمة اقتصادياً انخفضت مع غنى سكانها وتقدّمهم بالسن، وأنّ معدل الخصوبة في الصين يُقدّر بـ1.6 طفل للمرأة الواحدة.

وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن البروفيسورة في جامعة ويسكونسون-ماديسون، يي فوكسيان، اعتقادها أنّ الحكومة الصينية لم تكشف عن معدّل الخصوبة الحقيقي في البلاد بهدف التعتيم على تداعيات سياسة "الطفل الواحد" الكارثية؛ حيث قدّرت فوكسيان معدل الخصوبة بـ1.18 بين العامين 2010 و2018.

في ما يتعلق بتأثيرات هذه الظاهرة، تحدّثت الصحيفة عن ازدياد الأعباء على اقتصاد الصين واليد العاملة، مشيرةً إلى إمكانية مواجهة الحكومة الصينية صعوبة لدفع رواتب السكان الذين يتقدمون بالسن ويعيشون لفترة أطول، وذلك في ظل انخفاض عدد العمال في المستقبل.

كما يمكن لانخفاض عدد الصينيين الذين بلغوا سن العمل أن يؤدي إلى إبطاء وتيرة انفاق المستهلك وبالتالي التأثير على الاقتصاد في الصين وخارجها، وفقاً لما خلصت إليه الصحيفة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى