لكن تردد الجنود على المطعم فتح "شهية" الإرهابيين، الذين رأوا فيهم "صيدا ثمينا"، فدأبوا على مراقبة المكان، إلى أن فجروا المطعم الأربعاء الماضي، مما أدى إلى مقتل 15 شخصا.
ومن بين القتلى، الذي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه، جنديان أميركيان ومدنيان يعملان لحساب الجيش الأميركي. وجاء الهجوم بتفجير قنبلة في المكان. وقد وثقت الهجوم كاميرات المراقبة.
وقال السكان في منبج إن الأميركيين عشقوا الوجبات التي يقدمها المطعم، لدرجة أنهم كانوا يزورونه مرات عدة في الأسبوع، وفق ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في تقرير مطول، اليوم الجمعة.
وذكرت الصحيفة أن نائبين في مجلس الشيوخ الأميركي زارا المطعم نفسه في تموز الماضي وتناولا الطعام فيه، هما الجمهوري ليندسي غراهام، والديمقراطية جين شاهين. ونشرت الصحيفة صورة لغراهام وهو داخل المطعم.
وقال جاسم الخلف (37 عاما)، الذي يبيع الخضار بجوار المطعم: "يأتي الأميركيون إلى هنا لتناول الدجاج والشاورما كلما كان لديهم دوريات في المدينة. لقد اعتاد الناس على رؤيتهم، فالأمر ليس جديدا".
وقال موظفون أميركيون سابقون وحاليون في العمليات الخاصة، ممن عملوا في المنطقة، إن تنظيم داعش استغل نقطة ضعف تردد الجنود على المطعم ورأوا في ذلك فرصة لتنفيذ الهجوم.
ونقلت الصحيفة عن أحد هؤلاء المسؤولين، بدون الكشف عن اسمه، قوله: "كان يجب أن يتمتعوا (الجنود) بحماية أفضل للقوة"، محذرا من أن مسلحي داعش سيهاجمون الجنود الأميركيين كلما سنحت لهم الفرصة.
وقال المسؤولون إنه كان ينبغي على الجنود تغيير مسارات دورياتهم، أو زيادة أمنهم خلال وجودهم في الميدان، مؤكدين على أن السلامة هي هاجس دائم، ويشكل معضلة للجنود الأميركيين في شمال سوريا.