ناغورني قره باغ على طاولة مجلس الأمن اليوم

ناغورني قره باغ على طاولة مجلس الأمن اليوم
ناغورني قره باغ على طاولة مجلس الأمن اليوم
فيما استمرّت المعارك الدامية أمس بين أذربيجان والمقاتلين الأرمن في إقليم ناغورني قره باغ المستقلّ المدعوم من أرمينيا، وفي حين عزّز الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان المخاوف الإقليميّة والدوليّة من تصعيد إضافي بكلمة عالية النبرة تُهدّد يريفان وتدعم باكو، يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم اجتماعاً طارئاً مغلقاً يُناقش فيه التطوّرات العسكريّة الدراماتيكيّة الخطرة في ناغورني قره باغ.

وأوضحت مصادر ديبلوماسيّة لوكالة "فرانس برس" أن هذه المبادرة قامت بها ألمانيا وفرنسا، وتحظى بتأييد دول أوروبّية أخرى هي إستونيا وبلجيكا وبريطانيا، في وقت أكد فيه الرئيس الأرميني أرمين سركيسيان أن أنقرة تدعم باكو في هجومها على ناغورني قره باغ بطائراتها المقاتلة من طراز "أف 16"، ومن خلال أفرادها ومستشاريها ومرتزقتها، مشدّداً على أنّه "لا يُمكننا أن نسمح بحدوث هذه الإبادة الجماعيّة مرّة أخرى".

وحول قتال "مرتزقة سوريين" ضدّ المقاتلين الأرمن، أكد سفير أرمينيا في موسكو فاردان توغانيان أن المرتزقة الذين جلبتهم تركيا من سوريا دخلوا ساحة المعركة في قره باغ، لافتاً إلى أن أنقرة نقلت إلى أرض المعركة في الإقليم نحو 4000 مرتزق من معسكرات التدريب في سوريا. وحذّر أيضاً من أن بلاده لن تتردّد في استخدام صواريخ "اسكندر" الباليستيّة التي زوّدتها بها موسكو إذا استخدمت أنقرة طائرات "أف 16" في النزاع، فيما طلبت أرمينيا بشكل عاجل من المحكمة الأوروبّية لحقوق الإنسان اتخاذ تدابير بحق أذربيجان، بحسب المحكمة.

وفي إطار سياسة تركيا "العدوانيّة" تجاه أرمينيا، اشترط أردوغان بإنهاء "الإحتلال الأرمني" لناغورني قره باغ لوضع حدّ للقتال الدامي، وقال: "حان الوقت لإنهاء هذه الأزمة التي بدأت مع إحتلال ناغورني قره باغ"، مضيفاً: "فور انسحاب أرمينيا من الأراضي التي تحتلّها، ستستعيد المنطقة السلام والوئام". وتابع الرئيس التركي الذي يصبّ الزيت على نار الأزمة المشتعلة: "أي طلب أو اقتراح آخر لن يكون غير عادل وغير قانوني فحسب، بل سيكون بمثابة استمرار لإفساد أرمينيا". علماً أن ناغورني قره باغ تضمّ أراضي أرمنيّة تاريخيّة.

كما شدّد أردوغان على أن بلاده "ستُواصل الوقوف إلى جانب الدولة الشقيقة والصديقة أذربيجان بكلّ الوسائل الممكنة"، مؤكداً دعم أنقرة المستمرّ لباكو منذ بداية هذه الأزمة، بينما اعتبر الاتحاد الأوروبي أن الوضع في قره باغ "مقلق للغاية" وأي تدخّل في هذه المنطقة "غير مقبول".

ميدانيّاً، استمرّت المعارك الضارية بين باكو والقوّات الانفصاليّة الأرمنيّة المدعومة سياسيّاً وعسكريّاً واقتصاديّاً من يريفان. وتحدّث وزير الدفاع الأرميني أرسترون هوفانسيان عن "عمليّة هجوميّة هائلة" للقوّات الأذربيجانيّة على الخطوط الجنوبيّة والشماليّة الشرقيّة للجبهة، حيث قضى وأُصيب المئات من مقاتلين ومدنيين من الطرفَيْن. وقد تكون الخسائر الفعليّة أكبر بكثير، إذ يؤكد كلّ طرف أنّه ألحق مئات الخسائر العسكريّة بالطرف الآخر.

والتطوّرات العسكريّة لم تُحسم بشكل واضح مع تأكيد سلطات ناغورني قره باغ إعادة سيطرتها على مواقع خسرتها في اليوم السابق، في حين تقول أذربيجان إنّها حقّقت تقدّماً إضافيّاً، مستخدمةً الصواريخ والمدفعيّة والطيران. لكن ما هو أكيد أن القوّات الأذريّة تتكبّد خسائر ضخمة في عناصرها وعتادها العسكري، مع تصدّي المقاتلين الأرمن الشرس لهجماتها على الإقليم.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى القطب الشمالي: نزاع جديد تتفوق فيه موسكو على واشنطن