وأوضحت قناة "كان" التابعة لهيئة البث الإسرائيلي الثلاثاء، أن "حرب حزيران 1967، حولت إسرائيل إلى قوة صاعدة على المستوى العالمي، حيث تضاعفت الأراضي التي كانت تحت سيطرتها، وكذلك المشاكل أيضا".
وتابعت: "مع سعادة إسرائيل بالسيطرة على مرتفعات الجولان، والضفة الغربية، والقدس وقطاع غزة، إلا أنها حملت معها تحديات جديدة من خلال تضاعف عدد السكان العرب الخاضعين للسيطرة الإسرائيلية ثلاث مرات، وتمت إضافة مليون نسمة إليها، بعضهم من اللاجئين الذين رُحلوا خلال حرب 1948".
ونوهت القناة إلى أن "إحدى الخطط لحل قضية اللاجئين التي ظهرت في تلك الأيام؛ كانت إقامة مستوطنة زراعية فلسطينية في العريش بسيناء، حيث سيعيش حوالي 50 ألف فلسطيني"، مضيفة أنه "إلى جانب الأفكار العامة، تمت صياغة صفقة أخرى، وهي خطة لنقل 60 ألف فلسطيني بعيدا عن الشرق الأوسط إلى باراغواي في أمريكا الجنوبية".
الاقتراح "قيد البحث"
وقالت رئيسة الوزراء آنذاك، مائير، خلال اجتماع اللجنة الوزارية: "يجب على الأعضاء أن يتذكروا أننا ناقشنا ذات مرة إمكانية الهجرة العربية (الفلسطينيين) إلى البرازيل، واقترحنا على تسفي زامير إرسال شخص يقوم بما يجب القيام به لمعرفة النتائج وإحضارها إلينا، زامير هو الآن في حالة يستطيع فيها أن يخبرنا كيف تسير الأمور، ويجب علينا اتخاذ قرار، ومن المهم للغاية أن يكون القرار برأي الجميع".
عندها أوضح رئيس الموساد زامير، أن "الاقتراح قيد البحث، هو موافقة حكومة باراغواي، من خلال معهد باراغواي للزراعة والهجرة، على استيعاب ما لا يقل عن 60 ألف فلسطيني مسلم على مدة 4 سنوات، و الباراغواي على استعداد لاستيعابهم عندما تفي إسرائيل بشروط معينة".
ولفت إلى أنه "تم التوقيع على هذه الاتفاقية بين المندوب الإسرائيلي وقنصل باراغواي في الأرجنتين"، موضحا أن حكومة باراغواي، "طالبت بأن نتحمل جميع النفقات المتعلقة بتسفير الفلسطينيين إلى باراغواي، والمشكلة التي يجب حلها ليست فقط 350 ألف دولار، لكننا بحاجة لاتخاذ قرار بشأن خطة تصل إلى 20- 30 مليون دولار على مدى بضع سنوات، وهي برأيي تحل جزءا من المشكلة، لأننا نتحدث عن 60 ألف فلسطيني".
"صعوبات"
وأظهرت بروتوكولات الجلسة، أن زامير أوصى بخطة تهجير الفلسطينيين إلى الباراغواي التي اعتبر أنها "ذات مصداقية كبيرة"، مضيفا: "نحن نعمل من خلال الاتصالات التي لدينا معهم، وقد أثبتوا بالفعل فعاليتهم في معاملة سابقة تتعلق بجوازات السفر".
ونشرت القناة جزءا من الحوار الذي دار بين مائير و رئيس جهاز "الموساد" في حينة زامير:
- مئير: "هل يجب منح 350 ألف دولار الآن؟"
- زامير: "عند توقيع الاتفاق"
- مئير: "كم عدد الأشخاص الذين تغطيهم؟"
- زامير: "10 آلاف الأولى"
- مئير: "ماذا لو نجحنا بأول عشرة آلاف ولكن لم يعد هناك مرشحون للهجرة..؟".
واعترف زامير، بأن "إسرئيل" واجهت صعوبات في طرد الفلسطينيين من ديارهم، وقال: "واجهنا صعوبة في العثور على خيارات الهجرة، حتى نشأ وضع يريد العرب الهجرة فيه (بحسب زعمه)، وهذا الترتيب موجود، ولا أعتقد أنه يمكن استيعاب عدة آلاف في وقت قصير، وأما 60 ألف شخص خلال أربع سنوات، فهذا عدد لا بأس به".
ونبهت القناة، إلى أن "أحد الأسئلة المهمة التي ظهرت في الاجتماع؛ عن ماهية الإجراءات التي يجب اتخاذها لإخفاء المشروع، وماذا ستفعل إسرائيل إذا تم اكتشافه؟".
فشل كبير!
وفي نهاية تقريرها، أكدت القناة، أن تنفيذ "العملية"، سجل "فشلا كبيرا وانتهت بمأساة بعيون إسرائيلية، وفي صيف عام 1969، كان عدد الذين غادروا من الفلسطينيين الأوائل إلى باراغواي 30 شخصا فقط من أصل 60 ألفا".
وبحسب القناة العبرية، فقد وصمت هذه الصفقة أو "العملية" كما أطلقت عليها، بأنها "اتفاقية مع نظام وحشي رعى المجرمين النازيين، وربما تكون قد ساهمت في تحرير أحد أعظم المجرمين في تاريخ اليهود؛ جوزيف منغليه".