هذا المرض المزمن، يوصف بالمرض الصامت في كثير من الحالات، بسبب التأثيرات على نوعية الحياة وإضعاف الخصوبة وتأخر الإنجاب. لكن التشخيص المبكر يساعد على الحد من انتشاره ومضاعفاته.
Advertisement
وعرّق استشاري جراحة الانتباذ البطاني الرحمي، البروفيسور هوريس رومان، المرض بأنه مرض مزمن يكون مصحوباً بألم شديد يؤثر في الحياة أثناء فترات الدورة الشهرية، والتبول، ويسبب آلاماً مزمنة بالحوض، وانتفاخ البطن، والغثيان، والتعب، وأحياناً الاكتئاب، والقلق، والعقم، فيما يعتبر العرَض الأساسي لبطانة الرحم المهاجرة ألم الحوض ويكون مرتبطًا في معظم الأوقات بفترات الحيض، على الرغم من أن العديد من النساء يشعرن بتقلصات مؤلمة أثناء فترات الحيض ونزيف مفرط، حيث تصف المصابات بمرض بطانة الرحم المهاجرة أن آلام الحيض تكون أسوأ بكثير من المعتاد، كذلك قد يتفاقم الألم بمرور الوقت، وقد تشعر المريضة بآلام أسفل الظهر وفي المعدة أيضًا، والشعور بالألم عند ممارسة الجماع وأثناء التبول.
وبحسب البروفيسور، فإن أمراض بطانة الرحم المتقدمة قد تصيب الأعضاء المجاورة للرحم مثل المستقيم أو الحالب أو المثانة، والأعضاء البعيدة عن الرحم مثل الحجاب الحاجز أو الضفيرة العجزية، كما تؤثر على وظائف الكلى وقد تصل خطورة تمدد أنسجة المرض لفقدان وظائف الكلية أو أجزاء من الأمعاء، لذلك، يجب على المرأة الاستماع إلى لغة جسدها لأن الأعراض غير المعتادة أو الألم الشديد أثناء فترات الحيض قد تكون العلامة الأولى لمرض إنتباذ بطانة الرحم.
وأكد أنه يجب على النساء استشارة الطبيب المختص في أسرع وقت ممكن، حيث أن بعض المصابات ببطانة الرحم المهاجرة لا تظهر عليهن أي أعراض، ويكتشف المرض صدفة عندما لا يتمكنَّ من الحمل أو بعد خضوعهن لجراحة من أجل سبب آخر، وهنا يكون المرض صامتاً، ولا بد الإشارة إلى أن الطبيب المتخصص ذي الخبرة الكبيرة في هذا المجال يعتبر الاختيار الصحيح لتجنب التشخيص الخاطىء والحصول على الخطة العلاجية المناسبة بحسب كل حالة، كما تعتبر أشعة الرنين المغناطيسي الوسيلة الأدق في تشخيص المرض.
هناك أسباب متعددة قد تساهم في حدوث المرض، وبحسب رومان، منها الوراثة والعوامل البيئية، والهرمونات أو العوامل المناعية التي قد تساعد على تحويل الخلايا المبطنة للجانب الداخلي من البطن، فيما تعتبر إدارة أعراض المرض وخطر تكراره بالأدوية مثل حبوب منع الحمل إحدى الطرق الرئيسية لعلاج النساء المصابات بهذا المرض، وقد تكون هناك حاجة لعملية جراحية في حالات مختارة وهي فعالة للغاية لعلاج الألم والعقم وتعتبر بداية الثلاثينيات هي المرحلة العمرية المناسبة لإجراء الجراحات لهذا المرض.
وتشير بعض الدراسات إلى أن التهاب بطانة الرحم المهاجرة يزيد خطر الإصابة بسرطان المِبيَض، لكن الخطر العُمْري العام للإصابة بسرطان المِبيَض يكون منخفضًا في بادئ الأمر.
ويظل منخفضًا إلى حد ما لدى الأشخاص المصابين ببطانة الرحم المهاجرة. وبرغم من ندرته، فإن هناك نوعًا آخر من السرطان وهو السرطان الغُّدي المرتبط ببطانة الرحم المهاجرة الذي يمكن أن يحدث في وقت لاحق من العمر لدى النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة. (سكاي نيوز)