توصلت دراسة حديثة إلى أن تناول العلاج بالهرمونات البديلة (HRT) لمدة أقل من عام يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالخرف ومرض ألزهايمر.
وأظهرت الدراسة التي شملت أكثر من 60 ألف امرأة دنماركية، أن النساء اللائي استخدمن العلاج بالهرمونات البديلة (أو العلاج التعويضي بالهرمونات) كن أكثر عرضة للإصابة بالمرض في وقت لاحق من حياتهن. وزادت الاحتمالات كلما طالت فترة تناول النساء للأدوية المستخدمة لعلاج أعراض انقطاع الطمث، بما في ذلك الهبات الساخنة والتعرق الليلي وتقلبات المزاج وانخفاض الدافع الجنسي.
Advertisement
لكن الباحثين شددوا على أن النتائج كانت قائمة على الملاحظة، ما يعني أن هناك عوامل أخرى يمكن أن تكون أيضا وراء المخاطر الأعلى لهؤلاء النساء.
وقال الباحثون الدنماركيون إن علاج سن اليأس هذا مرتبط به المرض القاتل (الخرف) حتى عند استخدامه لفترات قصيرة.
لكن العلماء لا يستطيعون إثبات أن الدواء يسبب تلفا في الدماغ، فالنساء اللائي يعانين من أعراض سيئة بما يكفي للاحتياج إليه قد يكن بالفعل أكثر عرضة للخطر.
ويُعرّف العلاج بالهرمونات البديلة (HRT) بأنه دواء يحتوي على هرمونات أنثوية، وعند تناوله، فإنه يحل محل هرمون الإستروجين الذي يتوقف الجسم عن إنتاجه أثناء انقطاع الطمث. وغالبا ما يُستخدم العلاج بالهرمونات البديلة في علاج أعراض انقطاع الطمث بما في ذلك الهبَات الساخنة والألم المهبلي.
ودرس الباحثون حالة أكثر من 60 ألف امرأة تزيد أعمارهن عن 60 عاما في الدنمارك من عام 2000 إلى عام 2018.
وقال الفريق من مستشفى جامعة كوبنهاغن المشارك في الدراسة: "ارتبط العلاج الهرموني في فترة انقطاع الطمث بشكل إيجابي بتطور الخرف. وكان هذا هو الحال حتى في النساء اللواتي تلقين العلاج في سن 55 سنة أو أقل".
ونظرت الدراسة التي نُشرت في مجلة BMJ، في استخدام العلاج المركب بالإستروجين والبروجستين (البروجستيرون الاصطناعي) وتطوير الخرف وفقا لنوع العلاج الهرموني ومدة الاستخدام وعمر المستخدمين.
ومن بين النساء المشمولات في الدراسة، تم تشخيص أكثر من 5500 بالخرف على مدار 18 عاما.
وزاد الخطر كلما طالت مدة تناول العلاج التعويضي بالهرمونات، بدءا من 21% بعد 12 شهرا إلى 74% لمدة 12 عاما أو أكثر.
وتم العثور على نتائج مماثلة لكل من العلاج التعويضي بالهرمونات يوميا وشكل آخر يتم تناوله من 10 إلى 14 يوما في الشهر، على الرغم من أن الدراسة لم تستطع التمييز بين الأقراص والطرق الأخرى لتناول العلاج بالهرمونات، مثل اللصقات.
وعلى الرغم من الارتباط القوي، قال الباحثون إنهم لا يستطيعون إثبات أن العلاج التعويضي بالهرمونات هو سبب الارتباط. وقال خبراء مستقلون إن الدراسة لم تأخذ في الاعتبار العوامل الأخرى التي قد تجعل الشخص يحتاج إلى الأدوية وتجعله أكثر عرضة للإصابة بالخرف.
وأشارت الدكتورة سوزان كولهاس، من Alzheimer’s Research UK إلى أن "الدراسة لم تأخذ في الاعتبار العوامل الأخرى المعروفة بأنها متورطة، مثل العزلة الاجتماعية أو التدخين أو العوامل الغذائية مثل الكحول".
وأضافت: "تحتاج النساء إلى فهم الآثار المترتبة على اتخاذ قرار بتلقي العلاج التعويضي بالهرمونات من حيث الفوائد والمخاطر. وفي الوقت الحالي، في ما يتعلق بالخرف، سنحتاج إلى انتظار المزيد من البحث لتقديم إجابات أوضح. وفي غضون ذلك، يجب التحدث إلى أخصائي رعاية صحية مؤهل إذا كانت المرأة ترغب في معرفة المزيد عن الفوائد والمخاطر المعروفة لتناول العلاج التعويضي بالهرمونات".