Advertisement
أوضح الدكتور عبد الناصر أبوبكر، مدير وحدة التأهب لمخاطر العدوى والوقاية منها في المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت هناك زيادة في عدد حالات التهاب الكبد، أم زيادة في الوعي بحالات التهاب الكبد التي تحدث بالمعدل المتوقع ولكن لا تُرصَد. ورغم أن الفيروس الغُدي فرضيةٌ محتملة، فإن الاستقصاءات جارية لاكتشاف العامل المسبب للمرض.
وحتى 21 نيسان 2022، أُبلغ عن 169 حالة على الأقل من حالات التهاب الكبد الحاد المجهول المنشأ من 11 بلدًا في الإقليم الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية وبلد واحد في إقليم منظمة الصحة العالمية للأميركتين. وأُبلغ عن حالات في بريطانيا وأيرلندا الشمالية وغيرها من الدول. وتتراوح أعمار الحالات المكتشفة بين شهر و16 سنة. ومن بينهم سبعة عشر طفلًا (حوالي 10%) احتاجوا إلى زراعة كبد، وأُبلغ عن وفاة واحدة على الأقل.
الأعراض المكتشفة
عدوى مشتركة
وكانت المملكة المتحدة، التي أُبلغ فيها عن غالبية الحالات حتى الآن، قد لاحظت مؤخراً زيادة كبيرة في عدوى الفيروسات الغدية في المجتمع عقب انخفاض مستويات سريانها في بداية جائحة كوفيد-19. وأبلغت هولندا أيضاً عن زيادة متزامنة في السريان المجتمعي للفيروسات الغدية. ومع ذلك، بسبب تعزيز الاختبارات المختبرية للفيروس الغدي، قد يكون ذلك اكتشافًا لنتيجة نادرة موجودة تحدث عند مستويات لم تُكتشف من قبل، وأصبحت معروفةً الآن بسبب زيادة الاختبارات.
فيروس شائع
وأضاف عبد الناصر أنه يجب الأخذ في الاعتبار أن الفيروس الغدي شائع جدًا، وكما أظهر تقرير اسكتلندا، فإنه آخذ في الازدياد. ومن ثم، يمكن أن تكون الحالات مجرد عدوى مرتبطة وليست سببية. كذلك، يحتوي الفيروس الغدي على الحمض النووى DNA في مركزه (مقارنةً بـ RNA ، مثل SARS-CoV-2) بحيث يمكنه البقاء لفترة أطول. وقد كانت الأحمال الفيروسية للحالة منخفضة، مما قد يشير إلى حدوث التهابات منذ مدة ولا تفسر البداية المفاجئة لتلف الكبد الشديد.
استجابة الصحة العامة
وأكد عبد الناصر أن المنظمة تجري مزيد من الاستقصاءات في البلدان التي اكتشفت الحالات، وتشمل الاستقصاءات التاريخ السريري وتاريخ التعرض على نحو أكثر تفصيلًا، واختبار السموم، واختبارات فيروسية/ ميكروبيولوجية إضافية. أيضًا بدأت البلدان المتضررة أنشطةَ ترصُّد معززة.
50 نوع من الفيروسات الغدية
ورغم أن الفيروس الغدي يمثل حاليًّا إحدى فرضيات السبب الدفين لذلك المرض، فإنه لا يفسر الموقف الحالي تفسيرًا كاملًا. ولم يسبق ربط العدوى بفيروس غدي من النوع 41، وهو نوع الفيروس الغدي المحتمل تسببه في هذا المرض، بمثل هذا العرض السريري. وتُعد الفيروسات الغدية من المسببات الشائعة للأمراض التي تسبب عادةً عدوى محدودة ذاتيًّا، وتنتشر من شخص إلى آخر، وتسبب في الغالب أمراض الجهاز التنفسي، ولكن يمكن، حسب النوع، أن تسبب أيضًا أمراضًا أخرى، مثل التهاب المعدة والأمعاء والتهاب الملتحمة (العين الوردية) والتهاب المثانة. وهناك أكثر من 50 نوعًا من الفيروسات الغدية المتباينة مناعيًّا، التي يمكن أن تسبب العدوى لدى البشر. وعادةً ما تظهر الفيروسات الغدية من النوع 41 على شكل إسهال وقيء وحمى، وغالبًا ما تكون مصحوبة بأعراض تنفسية.
ورغم وجود تقارير عن حالات التهاب الكبد لدى الأطفال، الذين يعانون من نقص المناعة، والمصابين بعدوى الفيروس الغدي، فإن النوع 41 من الفيروس الغدي غير معروف بأنه سبب لالتهاب الكبد لدى الأطفال الأصحاء.
وشدد عبد الناصر على ضرورة إجراء مزيد من الاستقصاء لعوامل مثل زيادة القابلية للإصابة بين الأطفال الصغار بعد انخفاض مستوى انتقال الفيروس الغدي أثناء جائحة كوفيد-19، والظهور المحتمل لفيروس غدي جديد، وكذلك العدوى المصاحبة بفيروس كورونا-سارس-2. ولا تحظى الفرضيات المتعلقة بالآثار الجانبية للقاحات كوفيد-19 بدعم حاليًّا لأن الغالبية العظمى من الأطفال المصابين لم يتلقوا لقاح كوفيد-19. ويجب استبعاد التفسيرات الأخرى المتعلقة بالعوامل المُعدية وغير المُعدية من أجل تقييم وإدارة المخاطر تقييمًا كاملًا.