لماذا تتفاوت حِدَّة الإصابة بكورونا؟

لماذا تتفاوت حِدَّة الإصابة بكورونا؟
لماذا تتفاوت حِدَّة الإصابة بكورونا؟

بناءً على إحصاءات صينية، أوردت "المجلة الطبية البريطانية" أن %80 من المصابين بفيروس كوفيد19- لا تظهر عليهم أية أعراض. وحتى الآن، لا يعرف الباحثون بالضبط لماذا لا تظهر أية أعراض على بعض المصابين بالفيروس، بينما يعاني آخرون من أعراض حادة جداً.

مثل جميع الفيروســات، يحتــاج كوفيد19- إلى دخول الخلايا البشرية للتكاثر. ولهذه الغايــة، يتم تثبيت جسيم موجـود على الغلاف الخارجي للفيروس على "مستقْبِل"، وهو بروتين مطابـق، يسمى (ACE2) موجود على سطح الخلايا المستهدفة، ويعمل كالمفتاح الذي يفتح القفل. وعادة توجد هذه المستقبِلات في خلايا الرئتين والكليتين والقلب والأمعاء.

من نقطة العدوى هذه يبدأ مسار المرض داخل جسم الإنسان. لكنه يختلف بشكل كبير بين شخص وآخر. فجهاز المناعة في الجسم مهمٌّ جداً لتحديد هذا المسار عبر خطين للدفاع ضد المُمْرضات.

الأول هو النظام الفطري، ويتضمَّن حواجز مادية مثل الجلد والأغشية المخاطية في الحلق والأنف، وعديد من البروتينات والجزيئات الموجودة في الأنسجة. بالإضافة إلى بعض خلايا الدم البيضاء التي تهاجم الكائنات الغازية. هذه الاستجابة المناعية هي عامة وغير محدّدة وتنطلق تلقائياً.

ولدى الأطفال أجهزة مناعة غير ناضجة، ولكن استجابتهم المناعية الفطرية للفيروس التاجي أكبر من البالغين.

خط الدفاع الثاني هو الاستجابة المناعية التكيفية المكتسبة، الذي يستغرق وقتاً أطول للبدء بالدفاع.

فإذا تمكن الفيروس من الوصول إلى الرئتيــن، يلتصق بمستقبلات (ACE2)، ويستمر في التكاثر، مما يؤدي إلى مزيد من الاستجابات المناعية لتنظيف الخلايا المصابة.

ومع استمرار المعركة بين الفيروسات والاستجابات المناعية، تنتج الأغشية المخاطية، في مجرى الهواء كميات كبيرة من السوائل تملأ الأكياس الهوائية. مما يترك مجالاً أقل لنقل الأكسجين إلى مجرى الدم وإزالة ثاني أكسيد الكربون. لذلك تظهر أعراض الالتهـــاب الرئــوي، مثـل الحمـــى والسعــال وضيق التنفس.

في الأشخاص الذين يعانون من كوفيد19-، وكذلك عائلة الكورونا مثل السارس ووميرس السابقة، يتسبب هذا في متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS)، عندما تتراكم السوائل في الرئتين.

ولكن لدى كبار السن عدد أقل من مستقبلات (ACE2) في رئتيهم، ومع ذلك فإن العوارض عليهم هي أكبر، وقد تصل إلى الموت. وهذا هو التناقض غير المفهوم علمياً، لأن الفيروس يلتصق بهذه المستقبلات، ومن دونها لا يستطيع اختراق الخلية. ولكن في الوقت نفسه، فإن لمستقبلات (ACE2) دوراً مهماً في تنظيم الاستجابة المناعية، خاصة في إدارة درجة الالتهاب. لذا فإن انخفاض مستويات مستقبلات (ACE2) لدى كبار السن قد يجعلهم في الواقع أكثر عرضة لخطر عاصفة السيتوكين ومرض الرئة الحاد. على العكس من ذلك، لدى الأطفال مزيد من مستقبلات (ACE2) في رئتيهم مما قد يفسر سبب عدم مرضهم.

**حقوق النشر محفوظة لمجلة القافلة، أرامكو السعودية

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى قلة النوم.. تحذير للأشخاص من "مخاطر" ما بعد سنّ الأربعين