سلام: هناك غضبٌ سني بفعل التكليف المعلّب لدياب.. وبالرغم عنهم

سلام: هناك غضبٌ سني بفعل التكليف المعلّب لدياب.. وبالرغم عنهم
سلام: هناك غضبٌ سني بفعل التكليف المعلّب لدياب.. وبالرغم عنهم

كتب وسام أبو حرفوش في موقع "الرأي" مقالاً تحت عنوان: "

تمام سلام لـ "الراي": هناك غَضَبٌ سنّي بفعل التكليف المُعَلَّب لدياب... وبالرغم عنهم"، جاء فيه: 

 

"رغم المخاوف المتزايدة من "خرابٍ كبيرٍ" قد يحلّ على لبنان في غضون أشهر قليلة من بوابةِ الانهيار المالي - الاقتصادي، فإن تشكيلَ الحكومةِ العتيدة تحوّل "خاصرةً رخوةً" في ضوء اعتراضٍ سنّي قوي رافَقَ ملابساتِ تكليف الدكتور حسان دياب تأليفها بقوةِ نفوذِ الأكثريتيْن المسيحية والشيعية، وملامح صحوة الانتفاضة الشعبية من جديد رفْضاً لمعاودة إنتاج السلطة حكومة شبيهة بسابقاتها، ومؤشرات إلى مَصاعب تعْترض مهمة دياب بسبب "قطب مَخْفية" تنطوي على حساباتٍ متباينة لرعاته أي تحالف فريق رئيس الجمهورية ميشال عون والثنائي الشيعي ("حزب الله" وحركة "أمل").

ولم يكن عابِراً، يوم الاستشارات النيابية المُلْزِمة التي أفضتْ إلى تسمية دياب، وصْفُ رئيس الوزراء السابق تمام سلام اختيار هذا الأستاذ الجامعي بـ "عملية مُعَلَّبَة" في إشارةٍ إلى أن هذا التكليف جاء رغماً عن إرادة المكوّن السني في تقديم الأقوى والأقدر والأكثر تمثيلاً إلى رئاسة الوزراء، وهو لسان حال الغالبية في شارعِ هذا المكوّن ومنتدياته السياسية وربما الدينية، في اعتراضٍ بدأ يُثْقِلُ على الرئيس المكلّف الذي يعاني عزوفاً سنياً وازناً عن التوزير.

 
"الراي" التقتْ دولة الرئيس سلام في "جولةِ أفقٍ" على الواقع الخطر وغير المسبوق الذي يواجهه لبنان في الاقتصاد والمال والسياسة وأحوال الناس والأهوال التي تطلّ برأسها.
وفي إحاطةٍ شاملة للأوضاع الخطرة التي تمرّ بها البلاد، يحذّر سلام من "أن ما يزيد من حراجة المرحلة المقارباتُ الخاطئة وغير المسؤولة لِما نواجهه، بدءاً من التعاطي مع صرخة الناس التي عبّر عنها الشارع في حِراكه أو انتفاضته أو ثورته (أياً يكن التوصيف)، فما شهدناه لم يكن وليد ساعته أو أتى من فراغ أو نتيجة انفعال فكري أو إجرائي، إنما جاء بسبب تَراكُم لسوء الأداء والممارسة، وخصوصاً في الأعوام الثلاثة الأخيرة (مع بدء ولاية الرئيس ميشال عون)".

 
ولا يسلّم سلام بـ "البروباغندا" التي تحمّل الـ 30 عاماً الماضية، أي تجربة ما يُعرف بـ "الحريرية السياسية"، تبعة ما وصلتْ إليه البلاد اليوم "في اعتقادي أن هذا الهروب إلى الوراء هو محاولة للتعمية على ما حَدَثَ في الأعوام الثلاثة الأخيرة من بدع لا دستورية واستكبارٍ في السلوك السياسي. وما يُضاعِفُ من خطر ما نواجهه الآن هو مكابرة المسؤولين عما وصلْنا إليه وإنكارهم الذي لم يوّلد سوى الإرباك والمزيد من سوء التصرف، إلى أن بَلَغْنا ما نحن عليه الآن".

 
ولم يكن أدلّ على المضي في تهشيم المناعة الوطنية والقفز فوق مصلحة البلاد، في رأي سلام، من ملابساتِ تسمية رئيسٍ مكلّف لتشكيل الحكومة، وفي ظل الأوضاع البالغة الاستثنائية التي تتربّص بِنا "فبَدَلَ أن تُفْضي الاستشاراتُ النيابية المُلْزِمة إلى تكليفِ الشخصية الأكثر تمثيلاً والقادرة على مواجهة التحديات لتشكيل الحكومة، جرت تسمية أستاذ جامعي بأكثرية 69 صوتاً ومعارضة أكثر من 50 صوتاً (امتناع 42 عن تسمية أحد و13 سموا الدكتور نواف سلام). وتالياً فإن مَن دفعوا في هذا الاتجاه جعلوا الأمور ليست على ما يرام".

وبلغةٍ "عاقلة" تنطوي على النُصح والتحذير من "الشرّ المستطير"، يلاحظ تمام بك، الذي ترأس يوماً حكومةً "قامت بمقام رئيس الجمهورية" (ابريل 2013) أن أهل السلطة دأبوا على التشبّث بمقولة إن المراكز الأساسية الثلاثة في الدولة (رئاسات الجمهورية والبرلمان والحكومة) يتبوأها القوي في بيئته ومكوّنه، متسائلاً "لماذا الإخلال بهذه المعادلة اليوم؟ ولماذا يكون القوي في رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان وتُستثنى رئاسة مجلس الوزراء؟ لماذا الإصرار على حرمان رئاسة مجلس الوزراء مما يجعلها قادرة وقوية؟"، منبّهاً "أنه في كل مَرّة يحصل استهدافٌ أو استضعافٌ أو استغيابٌ لمكوّنٍ من المكونات الأساسية يختلّ الميزان وتقع المصيبة... وهكذا هو الحال اليوم، وتالياً لا أدري على ماذا ستستقرّ الأمور".

 

هل جرى إحراجُ الرئيس الحريري لإخراجه؟ يجيب سلام "في إمكاني القول إن الرئيس الحريري، وهو ليس في منأًى في مكان ما عن الخطأ أو سوء التقدير أو التقصير، بَذَلَ في الأعوام الأخيرة جهداً كبيراً ومُضْنِياً من خلال مواقفه الإيجابية والبنّاءة لإنقاذ البلاد ودعْم مسيرة النهوض بالدولة، ودَفَعَ أثماناً من خلال اتهامه بتقديم تنازلاتٍ كثيرة. وكانت نياته طيبة وإرادته انصبّتْ على محاولةِ تحقيق إنجازات، لكنه لم يَحْظَ بأي تَعاوُنٍ من الآخَرين الذين مارسوا التعطيل والاستئثار واعتمدوا خطاباً توتيرياً فتْنوياً وعملوا على نكء الجِراح ونبْش القبور وكأنهم احترفوا طعْن التعاقد الوطني والتعاضد الذي غلَب عليه الاستفزاز والثأرية والسلبية، وبَلَغَ بهم الأمر حداً تَجاوَزَ التعصب في مقاربة ملف النازحين السوريين إلى العنصرية".

 
ويقرّ تمام بك بأن الإتيان بدياب لتشكيل الحكومة وملابسات تسميته يُقابَل بما هو أكثر من اعتراضٍ سني "هناك غَضَبٌ عند السنّة بفعل ما تم اعتماده من تكليفٍ مُعَلَّبٍ (لدياب) وبالرغم عنهم. الدكتور دياب، أستاذ جامعي وسبق أن تبوأ مركزاً وزارياً قبل نحو ثمانية أعوام لكن لا مكانةَ له في الشأن العام ولا وزن سياسياً، وهم (تحالف عون - الثنائي الشيعي) يقاربون الأمر وكأننا في أزمة سياسية عادية وفي حال استقرارٍ تَنْعَمُ بها البلاد، في حين أن الأوضاع غير ذلك، فنحن في مخاضٍ عسير وفي عيْن أخطار كبرى تتهدّدنا، وليس أقلّها الخطر الاقتصادي - المالي غير المسبوق"، معتبراً "أن هذه الأخطار تُمْلي المجيء بشخصيةٍ من الوزن الثقيل إلى رئاسة مجلس الوزراء، تكون مميّزة وقادرة ولها مكانتها، ليس فقط في الطائفة السنية بل في كل الوطن، شخصية تؤمّن تَوازُناً مع رئاستيْ الجمهورية ومجلس النواب، وهو ما يحدث عكسه الآن، فنحن أمام عملية معلّبة للإتيان بحكومةٍ مشكوك بشرعيتها السياسية ولا توحي بالثقة في الداخل ولا في الخارج، وخصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار ما يتمّ فرْضه على الرئيس المكلف مِن الذين أتوا به".

 
وإذا تَرْجَمَتْ الحكومةُ العتيدة، بتركيبتها وتَوازُناتها، الاختلالَ الذي عبّرتْ عنه تسميةُ رئيسها، كيف سَيَتَمَظْهَرُ الاعتراضُ السني؟ يردّ سلام "هو مُتَمَظْهِرٌ الآن بقوة في الكثير من التحرّكات الشعبية، في الشارع وفي المنتديات ولدى مختلف الأوساط. فالشعور بالغبن والإحباط والغضب موجودٌ بعمْق لدى هذا المكوّن (السني) وتالياً فإن محاولة تَجاهُل وتَجاوُز وإهمال هذا الواقع لن نجني منه خيراً في البلد".

 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بري: “الحكي ببلاش”… والجلسة في موعدها