تكتيك التكليف من دون التأليف لإعادة الحريري؟

تكتيك التكليف من دون التأليف لإعادة الحريري؟
تكتيك التكليف من دون التأليف لإعادة الحريري؟
في بعض الأروقة السياسية كلام مغاير تماماً عما يتم ترويجه من بعض المحللين والسياسيين، وحتى من قبل رئيس الحكومة المكلف حسان دياب. يقول هذا الكلام أنه وبالرغم من أن حكومة دياب مؤلفة وجاهزة غير أنها لن تبصر النور.

يعيد هؤلاء هذه القراءة إلى تكتيك كانت قوى الأكثرية النيابية تضعه على الرف منذ اللحظة الأولى لبدء المفاوضات مع الرئيس سعد الحريري ليعود إلى رئاسة الحكومة، غير أنها فضلت اللعب لعبة عضّ الأصابع معه حتى النهاية. نجحت اللعبة وبات الحريري جاهزاً ليكون رئيساً للحكومة لكن الحريري، كما دياب كما مرشحي اللقاء التشاوري، باتوا في نظر الخصوم الإقليميين مرشحي المواجهة وهذا ما يريده "حزب الله".


ولعل الرسالة الأقوى نقلتها "القوات اللبنانية" بإنقلابها فجر يوم التكليف الأول بتراجعها عن دعم الحريري، ما استدعى خطّة معدلة.

تقول المصادر أن السياق الأساسي لخطة الأكثرية النيابية كان تسمية مرشح لتشكيل الحكومة ليكون بمثابة الضغط على الحريري، بعدها يقبل الحريري بشروط الأكثرية ليؤلف هو الحكومة، لكن الحريري قبل بالشروط من دون الحاجة للتلويح له بإسم رئيس للحكومة مكلف، لكن الفيتو بات خارجياً.

تعدلت الخطّة، وفق المصادر، وصارت للضغط على بعض الدول الإقليمية، عبر إسقاط إسم نواف سلام أولاً والذهاب إلى إسم يرضي الشارع نوعاً ما ويكون في العمق بيد الأكثرية النيابية بالكامل، والهدف هنا العودة للإتفاق على إسم يكون حلاً وسطاً بين الإقليم والأكثرية النيابية.

وتعتبر المصادر أن الحراك الحاصل في الشارع من قبل جمهور "المستقبل" يهدف إلى المساهمة بوضع فيتو على التأليف، ليكون الكباش بين مرشح ترضى عنه واشنطن والرياض بالكامل وبين حسّان دياب الذي يعتبر في العمق أنه مرشح جبران باسيل و"حزب الله"، بمعنى آخر عندما يقبل الإقليم بعودة الحريري، الذي يحتج في الشارع ضدّ مرشح الأكثرية، يكون هو الحلّ الوسط الذي يقبل به الجميع.

عملياً، وبحسب المصادر، يكون "التيار الوطني الحرّ" قد أعاد الحريري الذي يشكل معه سيبة الحكم، والذي يعارضه علناً ليصل في النهاية إلى التسوية عليه، ويكون "حزب الله" قد حافظ على التسوية مع الحريري إلى ما بعد الإنتخابات النيابية الأميركية.

من هنا تؤكد المصادر أن لا تأليف لأن الأكثرية النيابية لا تريد مواجهة مع المجتمع الدولي، الذي لا يبدو أنه موافق على دياب، كما أنه غير موافق على الحريري، وبالتالي فإن السعي اليوم هو لكي يصبح الحريري مرشح التسوية.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى