ماذا تخفي لهجة هيل 'الناعمة'؟

ماذا تخفي لهجة هيل 'الناعمة'؟
ماذا تخفي لهجة هيل 'الناعمة'؟

تفاجأ المسؤولون اللبنانيون باللهجة "الناعمة" التي استعملها وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية دايفيد هيل في جولته الرسمية، التي شملت كلًا من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس حكومة تصريف الأعمال وعددًا من القيادات السياسية، على عكس ما كان متوقعًا، حيث خلت تصريحاته المكتوبة من أي ذكر لـ"حزب الله" وسلاحه.

وهذا يعني في اللغة الدبلوماسية أن سياسة "الحمائم" تقدّمت على لغة "الصقور" في داخل الإدارة الأميركية، فحلّ هيل مكان مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى دايفيد شنيكر المعروف عنه تشدّده حيال "حزب الله"، في مهمة إيصال الرسائل الأميركية إلى اللبنانيين، مما يعني أنه لم تعد مسألة إقصاء الحزب من الحياة السياسية في لبنان أولوية لدى واشنطن، التي لم تتراجع على رغم ذلك عن سياسة فرض العقوبات الإقتصادية عليه، مع ربطها بعدم تجاوز "حزب الله" الخطوط الحمراء، التي تتعدّى الساحة اللبنانية، ومدى ترابطه مع المخططات الإيرانية، التي قد تستخدم لبنان كقاعدة لتهديد أمن إسرائيل.

واللافت في مواقف هيل أنه لم يعترض على تكليف الدكتور حسّان دياب تشكيل حكومة جديدة، وهو العارف أن "حزب الله" وحلفاءه المحليين هم وراء وصوله إلى الرئاسة الثالثة، مؤكدًا أن هذا الأمر هو "شأن داخلي لبناني".
 
وقد أثارت مواقف هيل اللينة إستغراب عدد من الأوساط السياسية، خصوصاً أنه تحدث في الشأن اللبناني بشكل عام، مشدداً على الاستقرار والإصلاح، فيما لم يأت على ذكر أي من الملفات الحساسة كترسيم الحدود كما كان متوقعًا.

وما زاد هذه الأوساط إستغرابًا أن هيل كان مستمعًا أكثر مما كان متكلمًا، بعدما رسم الخطوط العريضة لمهمته المحدّدة الأهداف لزيارته بيروت، وهو لم يبدُ متفاجئًا بأن تسبق زيارته بيوم واحد تسمية حسان دياب لتولي مهمة صعبة في هذا الوقت العصيب الذي يعيشه لبنان، بل إستفاد من ذلك لتحديد ما هو مطلوب لبنانيًا في هذه المرحلة كشرط أساسي قبل أن تأتيه المساعدات الخارجية، وهو ركز على الأمور التالية":
- تأليف حكومة لاجراء إصلاحات هادفة ومستدامة.
- لا تمثيل للحزبيين فيها.
- توحي بأشخاصها وبرامجها بالثقة للمجتمع الدولي.
-إن الشراكة بين بلاده ولبنان قائمة، لكن الالتزام بالاصلاحات الفورية من شأنه إعادة إخراج لبنان من النفق، والسير به إلى الاستقرار والأمن وحتى الازدهار.

 

ووصفت أوساط مواكبة للقاءات التي اجراها السفير هيل ان الرسالة التي اوصلها الى المسؤولين اللبنانيين انه من دون تأليف حكومة جديدة تلبي تطلعات ابناء الشعب اللبناني ولاسيما منهم الذين نزلوا الى الشارع، وتعمل على القيام بالاصلاحات المطلوبة وتبدأ تنفيذها سريعا على الأرض، لا يمكن للولايات المتحدة والمجتمع الدولي ان يمد يده للمساعدة وتنفيذ ما نص عليه مؤتمر "سيدر".

ولفتت الأوساط الى أن هيل اضاف الى بيانه كلمة كل شعب لبنان في اشارته الى تمني بلاده النجاح له، مؤكدة أن في العبارات المنتقاة اكثر من رسالة ولا سيما قوله أن لا دور لبلاده في قول من يجب أن يترأس الحكومة وتشكيلها في الوقت الذي شجع فيه السياسيين على الاصلاحات المستدامة.

وذكرت تلك الأوساط أن رسالة هيل كانت مشجعة وهو نقل رغبة اميركية بحكومة فاعلة ومنتجة تعمل على تحقيق مطالب الحراك المحقة انطلاقا من الاصلاحات ومكافحة الفساد، والمقصود بالإصلاحات ايضًا الإصلاحات المالية والنقدية وما شابه.

ويبقى السؤال مطروحًا بالنسبة إلى كثيرين من المسؤولين اللبنانيين، الذين فوجئوا بلهجة هيل: ماذا تريد واشنطن من خلال الرسائل التي نقلها إلى جميع اللبنانيين، وهل تخفي تلك اللهجة ما ليس في الحسبان؟

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى