اشار النائب سمير الجسر خلال عشاء تكريمي اقامه على شرفه “تجمع ابناء طرابلس والميناء” في مطعم “بيتنا” في طرابلس، اطلق خلاله التجمع ماكينته الانتخابية، الى ان:”البعض سأل من يجب ان يعتذر من الموقوفين الاسلاميين؟ وانا ارى ان من يجب ان يعتذر هو من كان في الحكم لمدة ثلاث سنوات، وجرت الاحداث الامنية الاليمة في طرابلس على عهده، وكانت الحكومة ملك يده، وكانت عبارة عن اتجاه سياسي واحد، فلم يكن فيها نزاعات سياسية تعيق عملها، ورغم ذلك لم يتخذ قرارا سياسيا لوقف القتال في المدينة، ولم ينجز خطة امنية، هذا هو من يجب ان يعتذر”.
واضاف: “في النهاية علينا جميعا ان نعتذر من اهلنا في طرابلس، لانه كان يجب علينا ان نعمل بجد اكثر لوقف القتال، والله يعلم ومحاضر السراي الحكومي تشهد على ما كنت اقوله وقت ذاك، وحبذا لو ينشروا تلك المحاضر”.
بداية النشيد الوطني، ثم كلمة التجمع القتها الهام العمر عجم، وقالت فيها: نكرم الوزير سمير الجسر لانه صادق صدوق، عادل نزيه، اينما حل في اي وزارة ترك بصماته النزيهة عليها، يعمل بصمت، وهو كثير العمل قليل الكلام، وانجازته في وزارتي التربية والعدل اكبر دليل على ذلك”.
ثم القى الجسر كلمة قال فيها: “اشكر اخي الحاج عبد الحميد عجم على هذه المبادرة، وانا اعرفه رجل صاحب مبادرات، وسنبقى واياه الى جانب اهلنا في طرابلس، الشكر ايضا للجهة الراعية شركة “ميدل ايست سرفيس”.
وتابع الجسر: “ان اي انسان يتعاطى بالعمل العام يجب ان لا يمنن على الاطلاق، وانا كان لدي مشكل في العمل العام، الكل يقول لي انك تعمل كثيرا ولا تظهر ذلك في الاعلام، وغيرك يعمل قليلا، لكنه يظهره كثيرا في الاعلام وبشكل مضخم، وانا بصراحة اعتبر ان هذا الامر واجبي واستحي من الله ان امنن الناس، ولكن بالنهاية وبعد تكرار السؤال عن ماذا فعل سمير الجسر خلال مسيرته السياسية، اضطررنا ان نظهر للناس جزءا مما انجزناه، وهي انجازات افتخر بها، ولم انجزها الا ابتغاء مرضاة الله عز وجل”.
واضاف: “قد تتعجبوا مما سأقوله لكم، لكنها الحقيقة، انا لا اسعى لرضى الناس على الاطلاق، بل اسعى لرضى الرحمن عز وجل، عملا بحديث شريف: من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، ومن هذا الباب انا لا ادخل في المهاترات، ولا اجد نفعا في الشتائم والسباب، واعتبرهما حجة من لا حجة له، لان صاحب الحجة لا يصل الى هذا الدرك على الاطلاق، واقول لمن يتناولني: سامحك الله سامحك الله سامحك الله”.
وتابع: “نحن امام ثلاثة مشاريع في طرابلس: الاول يريد محاربة الفرس ونحن ضد المشروع الفارسي وتدخلاته في المنطقة، وضد سرايا المقاومة وسلاح حزب الله وتدخله في سوريا، ونعم ان هناك واقعا موجودا وهو غير مناسب، وهناك يد عليا وهيمنة لحزب الله لكن ما العمل؟ هناك خياران: حل عسكري او حل سياسي. وانا من حيث المبدأ ضد اي حرب الا ما يفرض علينا عندها انا لله وانا اليه راجعون، والعاقل يتعظ مما جرى مع الاخرين، والاحرى ايضا ان يتعظ مما جرى معه، نحن دخلنا في حرب اهلية امتدت الى خمسة عشر عاما، راح ضحيتها مئة الف شهيد، ومئة وخمسين الف جريح، لتنته بمؤتمر سياسي، فلماذا لا نسعى لحل سياسي بدلا من توريط انفسنا واهلنا بحروب لا احد يعرف اين تنتهي؟”.
واردف: “من يريد ان يعمل حربا، عليه ان يدرك ان للحرب مقومات من مال وسلاح وسند، واذا لم يتوفر ذلك فانه يقيم حربا على الورق، وهذه اوهام يبيعونها للناس حتى يظهروا امامهم انهم اصحاب مواقف وابطال”.
وقال: “وهناك مشروع ثان، لا ينجز شيئا وعندما يستلم الحكم لا يعمل، ودائما يوجد المبررات لنفسه، ويطلق السهام على كل من يعمل، فهم استلموا الحكم فترة وكانوا خمس وزراء من المدينة، وبالامس القريب زعلوا من الوزير محمد الصفدي لانه قال اننا لم ننجز شيئا، وهي مناسبة لنحييه، فلماذا زعلوا منه؟، والوزير فيصل كرامي ايضا قال اكثر من مرة في السنة الاخيرة من توليه الوزارة “نحن فشلنا”، وهو كان يوصف وضعا، وهذا أمر واقع”.
اضاف: “اليوم يسأل البعض من يجب ان يعتذر من الموقوفين الاسلاميين؟ وانا ارى ان من يجب ان يعتذر هو من كان في الحكم لمدة ثلاث سنوات، وجرت الاحداث الامنية الاليمة في طرابلس على عهده، وكانت الحكومة ملك يده، وكانت عبارة عن اتجاه سياسي واحد، فلم يكن فيها نزاعات سياسية تعيق عملها، ورغم ذلك لم يتخذ قرارا سياسيا لوقف القتال في المدينة، ولم ينجز خطة امنية، هذا هو من يجب ان يعتذر. في النهاية علينا جميعا ان نعتذر من اهلنا في طرابلس، لانه كان يجب علينا ان نعمل بجد اكثر لوقف القتال، والله يعلم ومحاضر السراي الحكومي تشهد على ما كنت اقوله وقت ذاك، وحبذا لو ينشروا تلك المحاضر”.
وتابع: “هناك المشروع الثالث وهو مشروعنا الذي قام بالاساس على اعمار لبنان، والعمل من اجل الناس كلهم. وطبعا يتذكر البعض منكم كيف كان يجري التعاطي مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وما كان يقال عنه بأنه يبني الحجر ويترك البشر، وهو لمن كان يبني المطار اليس للبشر؟ لمن كان يبني المستشفيات والجامعات والمدارس أليس للبشر؟ ولقد أكرمه الله بعد موته انه كشف ماذا كان يفعل للناس وهو سيبقى حالة استثنائية في تاريخ لبنان”.
واردف: “ان سياستنا قائمة على الاستقرار، لانه لا تنمية بلا استقرار سياسي وامني، ونحن لدينا خياران اما تقديم الخلافات السياسية او وضعها جانبا لقضاء حوائج الناس اليومية والعمل لبناء الطرقات والمدارس والمستشفيات، وما حدث بالفترة الاولى ان الاولوية كانت للسياسة دون مصالح الناس، والرئيس الحريري حكم شهرين فقط في حكومته الاولى، ودخلنا بعدها في ملف شهود الزور، والنتيجة كانت ان حدث انقلاب ساهم فيه من تحالفنا معه وكان ضنينا على ان لا يخرج عن العهود والوعود لكنه للاسف خرج”.
وقال: “بعد تثبيت الاستقرار نحن بحاجة الى استثمارات عربية وغير عربية لفتح الباب امام فرص عمل جديدة للشباب، وفرص العمل تأتي بالجزء الاكبر منها من استثمارات القطاع الخاص، وبالقدر الذي نهيىء له الاستقرار يؤمن فرص عمل عبر استثماراته”.
واضاف الجسر: “ان مشروع اعادة الاعمار الذي سيطرحه الرئيس سعد الحريري في مؤتمر باريس 4 هو استكمال لمشروع اعادة الاعمار الذي بدأ به الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو يطال البنى التحتية التي استهلكت بنسب كبيرة، ويبلغ حجمه 16 مليار دولار على 12 عاما، وستكون السنوات الثماني الاولى منه هي سنوات الانفاق الكبرى، وهذا من شأنه ان يوجد حركة اقتصادية كبيرة في البلد، ويؤمن فرص عمل للشباب”.
وختم بالقول: “يسأل البعض مسألة الهيمنة الى متى؟ لا لن نضعها في “الفريزر”، الا تعتبرون ان الهيمنة امر خطأ؟ طبعا هي كذلك. والخطأ لا يدوم وسأعطيكم مثلا على ذلك: النفوذ الفلسطيني في الثمانينيات كان يطال كل لبنان باستثناء المنطقة الممتدة من طريق الشام الى جرود البترون، وبالنهاية اين اصبح؟ الخطأ هو من اوصلهم الى هنا. وعشية استشهاد الرئيس الحريري من كان يظن ان السوري سيخرج من لبنان؟ الم يكن الجميع يشعر باننا سنتحول الى محافظة سورية؟ ماذا حدث ؟ خرجوا نتيجة الخطأ، ونعم كان الثمن كبير جدا جدا. ان اي عمل سياسي لا يكون لمصلحة الناس لا يقدم ولا يؤخر، لذلك الناس هم الاهم وانتم الاهم”.