أسعار النفط تصعد خلال أسبوع وسط تباين الطلب

أسعار النفط تصعد خلال أسبوع وسط تباين الطلب
أسعار النفط تصعد خلال أسبوع وسط تباين الطلب

السياسي -وكالات

سجلت أسعار النفط مكاسب إيجابية لمعظم جلسات الأسبوع الماضي، لكنها انخفضت،  إذ من المحتمل أن تكون عمليات جني الأرباح بعد مكاسب القوية، جنباً إلى جنب مع المخاوف في شأن تدهور التوقعات في الهند، قد ساهمت في هذا الانخفاض.

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي:

وبحسب محللين متخصصين، فإن الطلب العالمي على الوقود حول العالم يشهد تبايناً مع ارتفاع الاستهلاك في الولايات المتحدة والصين في حين تستأنف دول أخرى الإغلاقات لوقف المعدل المتزايد للإصابات.

وأنهى سعر عقود خام برنت القياسي تسليم شهر يونيو (حزيران)، مرتفعاً 1.7 في المئة على أساس أسبوعي ليغلق عند 67.25 دولار للبرميل، في حين صعد سعر عقد خام “غرب تكساس الوسيط” الأميركي تسليم يونيو بنسبة 2.3 في المئة خلال الأسبوع ليسجل 63.58 دولار للبرميل.

وسجلت أسعار النفط، الجمعة، هبوطاً من أعلى مستوياتها في ستة أسابيع مع تقليص المستثمرين مراكزهم بعد بيانات ضعيفة في شأن واردات اليابان من الخام ومخاوف حيال الطلب على الوقود في الهند، حيث تقفز الإصابات بفيروس كورونا.

وتمر الهند، وهي ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم، بأزمة عميقة مع اكتظاظ المستشفيات والمشارح، إذ تجاوز عدد حالات كورونا حاجز 18 مليون حالة يوم الخميس.

وسجل خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط، وخام برنت القياسي العالمي، أكبر خسارة ليوم واحد في أكثر من ثلاثة أسابيع، حيث أنهت عقود برنت جلسة الجمعة منخفضة 1.29 دولار، أو 1.9 في المئة في آخر يوم لتداول العقود تسليم يونيو، وتراجعت عقود الخام الأميركي تسليم يونيو 1.43 دولار، أو 2.2 في المئة.

نتائج إيجابية

في المقابل، شهد الأسبوع الماضي إعلان شركات النفط العالمية نتائج إيجابية عن الفترة الربع الأول من عام 2021، ما حسن الثقة في مستقبل الصناعة النفطية، كان أبرزها أرباح “إكسون موبيل”، و”شيفرون”، البالغة 2.7 مليار دولار، و1.4 مليار دولار على التوالي، كما زادت أرباح “رويال داتش شل” إلى 3.23 مليار دولار خلال الفترة، و”بريتش بتروليوم” البريطانية (بي بي) 2.65 مليار دولار.

وكانت الأسعار قد وصلت يوم الخميس لأعلى مستوياتها في 6 أسابيع بجلسة الخميس بدعم التوقعات الإيجابية لنمو الاقتصاد الأميركي، والذي طغى على تفاقم أوضاع كورونا في الهند.

وكان الاقتصاد الأميركي قد سجل نمواً ملحوظاً خلال الربع الأول من هذا العام، وذلك بالقراءة الأولية حول أداء الناتج المحلي الإجمالي.

ضغوط مزدوجة

وتعرضت أسعار النفط لضغوط مزدوجة نتيجة المخاوف في شأن إعادة فرض قيود أوسع نطاقاً في الهند والبرازيل، من أجل الحد من تسارع وتيرة انتشار فيروس كورونا، إلى جانب ضغوط بسبب تباطؤ نمو نشاط المصانع في الصين، وجاء من دون التوقعات في أبريل (نيسان)، على الرغم من أن مسحاً للقطاع الخاص أظهر أن نشاط المصانع في اليابان نما في أبريل بأسرع وتيرة منذ أوائل 2018.

وقال محللو “إنرجي أسبكتس” في مذكرة بحثية نقلتها وكالة “رويترز”، “لا يزال تعافي الطلب بعد الجائحة متفاوتاً، والارتفاع في حالات الإصابة بالهند بمثابة تذكير في الوقت المناسب بأن أي ارتفاع إلى 70 دولاراً سابق لأوانه”.

ورجحوا بلوغ مثل هذا المستوى في الربع الثالث من هذا العام عندما يشهد الطلب تحسناً جوهرياً، ويتم خفض المخزونات.

صعود شهري

وعلى صعيد الأداء الشهري، سجلت أسعار النفط خلال أبريل الماضي، صعودها الخامس في غضون ستة أشهر، مع توقعات بعودة الطلب العالمي على الخام إلى مستويات ما قبل كورونا.

وارتفع سعر برميل خام برنت القياسي العالمي بنحو 5.8 في المئة خلال أبريل 2021، في حين سجل الخام الأميركي مكاسب بنحو 7.5 في المئة.

إنتاج النفط الأميركي الأدنى منذ 2017

من جهة ثانية، تراجع إنتاج النفط في الولايات المتحدة بأكثر من مليون برميل يومياً في فبراير (شباط) الماضي، مسجلاً أدنى مستوى منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2017، وتصدرت الهند قائمة أكبر المشترين للخام الأميركي.

وأظهر التقرير الشهري الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أن إنتاج الولايات المتحدة النفطي تراجع إلى مستوى 9.862 مليون برميل يومياً خلال شهر فبراير الماضي مقابل 11.059 مليون برميل يومياً، المسجلة في يناير (كانون الثاني) السابق له بعد التعديل بالخفض.

وبيانات فبراير 2021 هي المرة الأولى التي يهبط فيها إنتاج النفط الأميركي عن مستوى عشرة ملايين برميل يومياً منذ يناير 2018.

وجاء هبوط الإنتاج بينما تسببت موجة شديدة البرودة في تكساس في وقف بعض الإنتاج، لكن انخفاضات حدثت أيضاً في ولايات رئيسة أخرى منتجة للخام.

ومن ناحية أخرى، تراجع إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بمقدار 7.8 مليار قدم مكعب يومياً، وهو أكبر انخفاض شهري مسجل، إلى 94.8 مليار قدم مكعب يومياً في فبراير الماضي، بحسب تقرير إدارة معلومات الطاقة.

وكان إنتاج الغاز الطبيعي الأميركي قد سجل ذروة عند 107.1 مليار قدم مكعب يومياً في ديسمبر (كانون الأول) 2019.

وبحسب بيانات شركة “بيكر هيوز” لخدمات الطاقة، أضافت شركات الطاقة الأميركية حفارات للنفط والغاز هذا الأسبوع، مما يؤدي إلى تاسع زيادة شهرية على التوالي في عدد الحفارات، بينما يغري تعافي الأسعار بعض شركات الحفر على استئناف النشاط.

وأفادت شركة “بيكر هيوز” في تقريرها الأسبوعي، الجمعة، بأن عدد حفارات النفط والغاز، وهو مؤشر أولي للإنتاج مستقبلاً، زاد بمقدار حفارين اثنين إلى 440 حفاراً في الأسبوع المنتهي في 30 أبريل الماضي، وهو أعلى مستوى له منذ أبريل 2020.

وهذه هي المرة السادسة التي يرتفع فيها عدد الحفارات في الأسابيع السبعة الماضية وترفع العدد الإجمالي بمقدار 32 حفاراً، أو 8 في المئة، عن مستواه قبل عام. وهو أيضاً مرتفع 80 في المئة، منذ أن سجل مستوى قياسياً منخفضاً بلغ 244 حفاراً في أغسطس (آب) 2020، بحسب بيانات “بيكر هيوز” التي ترجع إلى عام 1940.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى