أقامت إدارة “متوسطة الإمام الصدر الرسمية” في بلدة جويا احتفال عيد الطفل، برعاية عقيلة رئيس مجلس النواب السيدة رندة عاصي بري وحضور رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس، قائد القطاع الغربي في “اليونيفيل” الجنرال رودولفو سغانغا، مسؤول حركة “أمل” في الجنوب علي اسماعيل، رئيس بلدية جويا حسن جشي ومديرو مدارس وفاعليات.
بعد النشيد اللبناني ونشيد المدرسة، قدم طلاب المدرسة مقتطفات فنية ومسرحية هادفة. ثم تحدثت مديرة المدرسة رولا شما ورئيس البلدية.
وأشاد رئيس المنطقة التربوية في الجنوب ب”مديري المدارس في القطاعين الرسمي والخاص في الجنوب، وبمقدرتهم على إحداث تطور دائم في مدارسهم”، وقال: “إن المشاكل التي تتعرص لها وزارة التربية تظهر مدى الحاجة الى تبني سياسة تربوية عامة وشاملة لمراحل التعليم المختلفة”.
ودعا إلى “إعادة النظر دوريا في المناهج لمواكبة تطور العلوم وحاجات المجتمع اللبناني في الاختصاصات الجامعية، وبالتالي سوق العمل”.
من جهته، ألقت السيدة بري كلمة قالت فيها: “يسعدني أن ألبي الدعوة لرعاية احتفال عيد الطفل في ربوع هذه البلدة الحبيبة على قلب كل جنوبي، ومن هذا الصرح بالذات الذي يحمل إسم الإمام السيد موسى الصدر، إمام العيش المشترك، وإمام المقاومة الذي أثمر زرعه وطنا. فالشكر كل الشكر لمديرة متوسطة الامام الصدر في جويا السيدة رولا شما وللهيئتين الإدارية والتعليمية، ولكل من ساهم تنظيم هذه الفعالية الإنسانية، لكم من دولة الرئيس نبيه بري ومني شخصيا ألف تحية”.
اضافت: “نجتمع اليوم على حب هذه البسمات المرسومة بألوان قوس قزح الحياة. نجتمع في حضرة المستقبل والأمل الذي يشع كنور الشمس على الوجنات. نجتمع وقد أقبل الربيع مرة أخرى كرمى لإطفال يشبهون الورود والفراشات. نجتمع لفرح حياتنا المغزول كالحرائر والمسدول كشجرة سدرة المنتهى على الأكتاف. نجتمع على درب البراءة، وللأسف، أضحت الدرب جلجلة والطفولة صلبت على مسارح الأمم”.
وتابعت: “الكلام معكم ولكم لا يكون إلا من القلب، فالحديث معكم تنكهه البسمات المرسومة على وجوهكم، وفي عيدكم المملوء بالصفاء والبراءة أدعوكم الى أن تحلموا دائما بغد أفضل، فلا تجعلوا لحلمكم حدودا، بادروا واعملوا وأطلقوا العنان لمخيلتكم، ففي كل واحد منكم بذرة مبدع ومتميز تحتاج الى من ينميها، حاولو دائما ولا تيأسوا، فالفشل بداية الجناح.
ودعوتي لعيونكم المكللة بالطموح أيضا، أن لا تضعوا حدا لطموحكم ولو طرق عنان السماء ، ولكي يعبر هذا الطموح الى خواتيمه المنشودة والى قمة الابداع والتميز، عليكم أولا التمسك بالقيم الإنسانية والدينية، ومنها التمسك بالتزام العمل، والصدق في التعامل في كل نواحي الحياة، سواء في البيت أو المدرسة أو في أي مكان تقصدونه. تمسكوا بإيمانكم وبتعاليم دينكم دائما، فالحكمة تكمن في مخافة الله والعودة إليه في كل الأزمات. كذلك احرصوا دائما على رضى والديكم، فهم أحرص الناس عليكم، أجعلوا المودة والاحترام الأساس في محاورتكم لهم، ولا تخافوا أن تشاوروهم، وقفوا على رأيهم في أي مسألة كانت، فسوف تدركون أهمية احترام والديكم عندما تصبحون أباء وأمهات. فالله سبحانه وتعالى أوصانا بالوالدين في كتابه المبين”.
واردفت: “إن التعليم من القيم الإنسانية والآلهية، فهو المحرك الأساسي في تطور الأمم وبناء الحضارات، ولا يتم إلا ببناء الفرد وتثقيفه، فالحياة مزيج من العلم والعمل ولا مكان للخاملين فيها، ففي التعليم خدمة للمجتمع والإنسان والوطن، وقد حث الله سبحانه وتعالى على التعليم، فأول آيةٍ أنزلها الله على الرسول الأكرم محمد حثت على التعليم.
فمهما حصل معكم أيها الأحباء في المستقبل، ومهما واجهتم من صعوبات، ومهما لف الظلام حولكم، فالعلم هو النور، وهو سلاحكم الأمضى لمواجهة كل التحديات والصعوبات. فلا تخافوا سلوك الطرق الوعرة، إذا كانت خياراتكم واضحة وإيمانكم وثقتكم كبيرة في ما تفعلونه”.
وقالت: “ولأن الوقوف أمامكم مسؤولية كبيرة، ولأنكم بناة مستقبل الوطن وأعمدته، علي أن أنبهكم الى خطورة إدمان الأنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي وألعاب الفيديو، فأنا هنا لا أدعو بطبيعة الحال الى الامتناع عن استخدام هذه الوسائل، بل أدعو الى إستخدامها بما يتيح لكم الإستفادة منها في دراستكم وأبحاثكم، لما توفره الإنترنت من معلومات وخبرات وأبحاث. وبقدر ما أتوجه إليكم أيها الأطفال أتوجه إلى أهلكم بضرورة توجيه أبنائكم نحو الاستخدام الآمن للإنترنت ولوسائل التواصل الإجتماعي، وكذلك عدم الإفراط في هذا الإستخدام، لما سوف يشكله هذا الإفراط من مخاطر جسدية وذهنية وسلوكية على أولادكم. ووفقا لكل العلماء والمتخصصين في مجالات الصعوبات التعليمية وحالات التوحد، يعتبرون أن إدمان الإنترنت من الأسباب التي تؤدي الى مثل هذه الحالات”.
وتابعت: “ونحن في مناسبة كلها فرح وأمل، لا أعتبر ما سأقوله سوف يعكر صفو هذا اللقاء، فالدولة بكل مكوناتها وسلطاتها ومؤسساتها، مدعوة الى أن تعي خطورة ما تقدمه بعض القنوات الإعلامية ومواقع التواصل الإجتماعي، من برامج ومواد إعلامية تنتهك فيها حقوق الطفل والانسان، هذه الحقوق التي نصت عليها شرعة حقوق الإنسان، وشددت الديانات السماوية كافة على قدسيتها وضرورة احترامها. ومن هنا أطالب المجلس الوطني للإعلام بالقيام بدوره، ودعوة كل الوسائل الإعلامية بكل مسمياتها، الى احترام خصوصية الطفل، فلم يعد مقبولا استغلال براءة الأطفال إعلاميا، عبر التعامل مع قضاياهم ومشاكلهم لغاية تحقيق سبق إعلامي، أو لكسب مزيد من المشاهدات والمتابعات والإعلانات”.
وختمت: “لهولاء الأطفال الذين يرسمون البسمة على وجوهنا مع كل إشراقة شمس، لهولاء الأطفال الذين يشكلون محور حياتنا وزينتها على الدوام، لهولاء الأطفال سرهم المستودع فينا حبا وعشقا منذ الولادة حتى الممات، لهولاء الأطفال في هذا اليوم الربيعي ألف تحية حب وحب وحب”.