مقدمات النشرات المسائيّة

مقدمات النشرات المسائيّة
مقدمات النشرات المسائيّة
 مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

قبل ثماني عشرة ساعة من الموعد المحدد سابقا للاستشارات النيابية الملزمة، دار الفتوى تعاجل جميع المعنيين، وتزكي سعد الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة.

البحصة التي كان يمكن أن تسند خابية الاستشارات واستطرادا السلطات، بقَّها عصر اليوم سمير الخطيب من دار الفتوى التي لم تلتمس اكتمال بدر الخطيب، وذلك بعد أربعين يوما على استقالة حكومة الحريري، وبعد اثنين وخمسين يوما على اندلاع الانتفاضة المطلبية الشعبية، وبعد أكثر من شهر على مشاورات سبقت الاستشارات، وكذلك بعد أفول اسمين قبل سمير الخطيب لرئاسة الحكومة العتيدة هما محمد الصفدي وبهيج طبارة. فيما الجميل سمى مساء اليوم نواف سلام.

الخطيب الذي كان مرشحا افتراضيا، ليسمى في الاستشارات الملزمة غدا في قصر بعبدا، ليكلف تأليف الحكومة العتيدة، لمس الخسوف، وصرح أنه تبلغ من المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، أنه نتيجة اللقاءات والاتصالات مع أبناء الطائفة الاسلامية، تم التوافق على الرئيس الحريري لتأليف الحكومة. ثم توجه نحو "بيت الوسط"، شاكرا الرئيس سعد الحريري لدعمه طوال فترة المشاورات، مؤكدا اعتذاره.

معلومات "تلفزيون لبنان"، تشير إلى أن موعد الاستشارات النيابية الملزمة، والذي كان محددا بيوم غد، يبقى موضع درس لدى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

أوساط مراقبة وحيادية، تشير إلى عوامل عدة تدخل في بلورة الصورة المقبلة، موعدا ومنتوجا، وهي:

1- الطريقة التي اعتمدت في بلورة مسار اعلان الإفتاء اسم الحريري للتأليف الحكومي، واعتذار الخطيب من "بيت الوسط" تحديدا.

2- تأكيد المرجعية الحاضنة للمكون السني في إطار المكونات الطوائفية في الوطن والدولة، أن الرئيس سعد الحريري هو المرشح للتأليف.

3- نوع الحكومة العتيدة، مع العلم أنه حتى الآن، الرئيس الحريري يتمسك إذا صح التعبير بشروطه، وضمنها تأليف حكومة تكنوقراط، وابعاد ما يسمى الأسماء النافرة عن الحكومة.

4- تأليفة الحكومة في ظل رفض كبير من مكونات كثيرة في الحراك المطلبي لأي اسم في رئاسة الحكومة وفي أعضائها، كانت على صلة لصيقة بمنظومة الحكم على مدى أكثر من ثلاثين عاما، وحتى السابع عشر من تشرين الأول الماضي، تاريخ انطلاق الانتفاضة.

5- قرار رئيس الجمهورية إن بالنسبة إلى موعد الاستشارات، أو بالنسبة إلى إجراء مروحة إضافية وبأجواء مغايرة للمشاورات السابقة، في حال اتخذ قرارا بتأجيل موعد الاستشارات النيابية الملزمة.

6- اجتماع مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان الأربعاء المقبل في باريس، حيث كان من المنتظر أن يحضر الرئيس الحريري.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

على حبال المفاجآت غير المستبعدة، تبدو معلقة الاستشارات النيابية الملزمة، المضروب لها حتى الآن موعد غدا في القصر الجمهوري، مع وضع تأجيلها تحت خانة قيد الدرس، وفق معلومات الـ NBN.

قبل أن يقصد "بيت الوسط" ليعتذر، أعاد المرشح سمير الخطيب من دار الفتوى كرة التكليف إلى الرئيس سعد الحريري، بعد أن تبلغ من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، أن الاتصالات أفضت إلى توافق الطائفة الاسلامية على تكليف الحريري لتشكيل الحكومة العتيدة.

من الآن وحتى "يبين الخيط الأبيض من الأسود"، يكثف النواب والكتل اتصالاتهم ولقاءاتهم في الساعات الفاصلة عن الساعة الصفر لانطلاق صافرة الاستشارات، لبلورة مواقفهم وحسم خياراتهم.

وفي الانتظار، تلويح من جانب الحراك بركوب موجة تصعيد جديدة، من ضمنها اقفال الطرقات المؤدية إلى القصر الجمهوري، لعرقلة الاستشارات. فهل تنجح في ذلك، أم أن مفاعيل القرار العسكري والأمني ما زالت سارية؟.

الجواب يبدو إيجابا، إذ برز موقف للجيش بلسان رئيس الأركان، شدد فيه على ضرورة إبقاء الطرقات مفتوحة، وعدم السماح بالتعرض للأملاك العامة والخاصة. وتأسيسا على هذا الموقف المتجدد، أشارت المعلومات إلى تدابير أمنية استثنائية ستتخذ اعتبارا من الليلة، لتأمين وصول النواب إلى قصر بعبدا غدا.

في موضوع آخر، استغلت مجموعة حزبية القداس الذي أقيم في ذكرى استشهاد الصحافي جبران تويني في كاتدرائية القديس جاورجيوس في ساحة النجمة، فتسللت عبر باب خلفي للكنيسة كسرته، محاولة الدخول إلى المجلس النيابي، وفق مخطط منسق ومرسوم مسبقا على ما يبدو، لكن القوى الأمنية حالت دون نجاح أفراد هذه المجموعة في تجاوز ساحة المجلس، من دون أن تستخدم العنف ضدهم.

المجموعة الحزبية التي لا تنتمي إلى الحراك الشعبي، لم تراع بفعلتها قدسية شهادة تويني، بل ضربت بها عرض الحائط، متسلحة بالمناسبة للقيام بأعمال غوغائية ممجوجة من اللبنانيين.

ومن على منبر الذكرى نفسها، صوب متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، على المقاومة والأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله من دون ان يسميه، وسأل: "هل نعيش في جمهورية أصنام أم دمى؟". كلام عودة استدعى عددا من الردود، حيث اعتبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، أن هذا الكلام ليس بريئا ومن يقوله ليس بريئا، مؤكدا أنه يصدر عمن يحاول أن يجهل الأسباب الحقيقية للأزمة، ويحاول أن يبرر استهداف المقاومة في لبنان. وأضاف: رغم هذا الكلام نحن نتمسك بصيغة الوفاق الوطني، واتفاق الطائف، وتشكيل حكومة وفاق وطني على أن تتمثل بالأكثرية السنية، وعلى أن يتمثل رئيس الحكومة برئيس الأكثرية السنية أو من يوافق عليه أو من يرشحه كرئيس.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

أشبه بالقصص الخرافية ما يحدث في السياسة اللبنانية، البداية بأبطال وهميين، والنهاية بآخرين، واللبنانيون في نهاية المطاف ضحايا موهومون.

بفتوى شرعية واضحة، بعد غنج تلك السياسية المواربة، أخرج سمير الخطيب من نادي رؤساء الحكومات، وفي وادي أبو جميل رد الخطيب الجميل للرئيس سعد الحريري، فشكره على وفائه، كما شكره قبله محمد الصفدي، وبهيج طبارة، والأمل بألا يطول تعداد ضحاياه الشاكرين.

اعتذر سمير الخطيب إذا، بعد أن أجمعت الطائفة السنية على تسمية سعد الحريري لرئاسة الحكومة، بحسب دار الفتوى، فسأل النائب فيصل كرامي عن جدوى الاستشارات النيابية، طالما أن الطائفة السنية أعلنتها من دار الفتوى مبايعة شاملة لسعد الحريري.

لكن الاستشارات النيابية ما زالت في موعدها، ما لم يصدر عن قصر بعبدا خلاف ذلك. أما ما صدر من الشارع الذي كان يعبأ خدمة لأجندات سياسية، فقد اختلف مع اختلاف الأجندات المحركة. وتبقى حركة الغد غير معلومة، بانتظار ساعات ليل طويل ستكون ملأى بالمشاورات، التي ستحدد مصير أو مسار الاستشارات.

أما البلد الذي لا يكفيه تشويه السياسيين للحقيقة فيه، واستغباؤهم لعقول بنيه، كان اللافت اليوم ما بثته منابر بعض رجال الدين، واستدعى ردا من المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الذي خاطب من يعنيهم الأمر، بأن ليس من يحمي الدار كمن يسرقها، وليس من يطرد الغزاة كمن استجلبهم، وليس من قاوم الاحتلال كمن هرب من مقارعته.

وأضاف الشيخ قبلان، ردا على المطران الياس عودة الذي أساء للمقاومة وسيدها، ان المقاومة حررت ولم تحكم، قدمت ولم تأخذ، قاومت وعينها على لبنان وليس على كراسيه.

أما كل ما يجري وما يقال، فقد رآه رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، محاولة قلب موازين القوى للضغط على المقاومة والخيار المقاوم، معتبرا أن ما قيل ضد المقاومة وسيدها هو تجهيل للأسباب الحقيقية للأزمة، بل تبرير لاستهداف المقاومة في لبنان. إنه كلام ليس بريئا ومن يقوله ليس بريئا، بحسب النائب رعد.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في النهاية، سيخرج لبنان من المحنة، وستنتصر الوحدة الوطنية فيه على الأزمة الراهنة، بأبعادها الداخلية كما الخارجية، تماما كما انتصرت على سائر الأزمات التي عصفت بالبلاد، منذ الاستقلال وحتى اليوم.

هذا هو الأساس. أما التفاصيل، فتتمحور حول الأسئلة الثلاثة الآتية:

السؤال الأول: ما هو مصير الاستشارات النيابية الملزمة غدا، في ضوء الغموض الذي يكتنف الأسماء المطروحة للتكليف، أو عدد الكتل المشاركة، وصولا إلى موقف المتظاهرين من نتائجها؟. وفي هذا الاطار، علم أن بعبدا تدرس الاحتمالات، بما يحقق مصلحة الوطن وجميع أبنائه. ومساء، برز موقف لافت للنائب فيصل كرامي، سأل فيه: "ما جدوى الاستشارات النيابية الملزمة، إذا كانت الطائفة السنية أعلنتها من دار الفتوى مبايعة شاملة لسعد الحريري؟". وأضاف: "الطائف باي باي وبأيدي السنة قبل سواهم".

السؤال الثاني: متى يدرك المتلاعبون بمصير الوطن، المخاطر المتزايدة على الوضعين الاقتصادي والمالي، في ضوء استمرار التأزم الداخلي من دون أفق واضح للحل؟. وفي هذا المجال، برز التحذير الصريح الذي أطلقه الوزير جبران باسيل، في حديث إلى قناة "فرانس 24"، قائلا إن "لبنان إذا استمر على هذا المنوال، لن يتمكن من الصمود طويلا، وتعد له فوضى لن تكون خلاقة بل مدمرة".

السؤال الثالث: لماذا التمادي في السعي إلى التلاعب بالتوازنات الوطنية؟. وفي هذا السياق، لفت اليوم تنبيه رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، من محاولات تجرى على حساب اتفاق الطائف ووثيقة الوفاق الوطني، لأن الطائف يقول إن كل حكومة يجب أن تتمثل فيها كل الطوائف والمذاهب بصورة عادلة، والآن هم يتجاوزون هذا المبدأ، ويحاولون أن يفرضوا بعض التمثيليين في الحكومة لإنجاح محاولتهم في الضغط على المقاومة وعلى خيار اللبنانيين.

لكن، بعيدا مما تقدم، وفي مقابل ما تشهده الساحة اللبنانية من مواقف نافرة، برزت اليوم صرخة للوزير الياس بو صعب، قائلا: "مؤسف ما سمعناه اليوم من كلام سياسي غير جامع وتخطى المطالب الاجتماعية للمواطنين، فزادت قناعتنا بأن لا خلاص للبنان إلا بدولة مدنية، فيكون هناك فصل للدين عن الدولة".

معبر جدا كلام وزير الدفاع. أما العبرة، ففي تلقف الرسالة، واطلاق مسار العمل الجدي لتحقيق التحول الجذري المنشود على مختلف المستويات، وفق خارطة طريق خطوطها العريضة معروفة من الجميع، وهي الوحيدة الكفيلة، ليس فقط بإخراج لبنان من أزمته الراهنة، بل بتحقيق نقلة نوعية، ينشدها المتظاهرون الصادقون، تماما كالقوى السياسية الصادقة في تاريخها وحاضرها النضاليين في سبيل تحقيق الإصلاح.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إنه يوم المفاجآت السياسية والحكومية بامتياز. فقبل حوالى ثماني عشرة ساعة على بدء الاستشارات خرج سمير الخطيب عن صمته، معلنا انسحابه من السباق إلى القصر الحكومي. ما حصل لم يكن متوقعا، كما شكل نكسة للعهد، وتحديدا للرئيس ميشال عون وللوزير جبران باسيل. فالعهد كان يريد الاتيان بغير الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة، لأنه يعتبر أن الحريري تسرع في تقديم استقالة الحكومة تحت ضغط الانتفاضة الشعبية، كما يعتبر أن الحريري يريد فرض شروط تتعلق بالحكومة المقبلة.

لكن، وبدلا من أن يسقط خيار الخطيب في شارع الانتفاضة الشعبية، سقط في الشارع السني، بعدما لم ينل من مفتي الجمهورية التأييد المطلوب. طبعا موقف المفتي لا يمكن فصله عن موقف الحريري شخصيا ورؤساء الحكومة السابقين، إضافة إلى قيادات سنية أخرى.

ويبقى السؤال بعدما طويت ورقة الخطيب نهائيا: هل كانت موافقة الحريري من الأساس مناورة مدروسة، أي انه قال نعم للخطيب، في حين سعى منذ البداية إلى احراق حظوظ وصوله إلى مرحلة التكليف؟، واستطرادا: من هو الضحية التالية في عملية التكليف؟، وما عدد المرشحين الذين سيسقطون قبل أن يصل الخيار إلى الشخص الذي سيكلف حقا تأليف الحكومة؟.

على أي حال بعبدا قد ترد على الضربة التي وجهت إليها بضربة مماثلة. إذ ترددت معلومات أنه، ومقابل انسحاب الخطيب، فإن رئيس الجمهورية سيعمد ربما إلى سحب ورقة تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة، وذلك تحت شعار افساح المجال أمام المزيد من المشاورات. لكن في الحالين، وسواء أجريت الاستشارات غدا أم لم تجر، فإن المأزق الحكومي لا يزال هو نفسه، بل انه ازداد تعقيدا بفعل ما حصل اليوم. علما أن المناورات التي أفضت إلى انسحاب الخطيب بعد حوالى عشرة أيام على طرح اسمه، لا تلغي التعقيدات المتعلقة بالحكومة كلا، لا تلك المتعلقة فقط باختيار رئيس الحكومة.

فهل سنظل في الدوامة نفسها، أي دوامة حرق الأسماء، حتى يأتي وقت تكليف الحريري تأليف الحكومة؟. وهل ستكون الحكومة العتيدة مؤلفة بأكملها من تكنوقراط، أم أنها ستكون تكنو- سياسية؟. وما دور الأحزاب والقوى السياسية في تشكيلها؟. وهل ستضم وجوها استفزازية ارتبطت في ذهن الرأي العام بالصفقات، أم انها ستخلو منها؟".

ولأن الاجابة عن هذه الاسئلة صعبة لا بل شبه مستحيلة، فالثابت هو أن الأزمة الحكومية طويلة وغير مقدر لها أن تنتهي في المدى المنظور. وفي الاثناء، ليس على اللبنانيين سوى الانتظار تحت ثقل المعاناة والوجع والأزمات السياسية والاقتصادية المفتوحة.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

سقط الخطيب، عاد العريس، والحكومة "قسمة ونصيب". دارت السياسة دورة كاملة لتعود إلى "بيت الوسط". ثلاثة وخمسون يوما على الثورة، واحد واربعون يوما على استقالة الرئيس الحريري الذي أصر على عدم العودة، وأطلق شعاره الشهير: "ليس أنا…بل أحد آخر"، لكن هذا الآخر كان يسقط قبل الوصول إلى خط النهاية، وأحيانا قبل الانطلاق عند خط البداية. سقط الوزير والنائب السابق محمد الصفدي. وتلاه سقوط الوزير السابق بهيج طبارة. ومن خارج السياق العلني، سقط السفير السابق نواف سلام وفؤاد المخزومي.

تأخرت استشارات التكليف، سعيا للتوصل إلى حزمة التكليف والتأليف في آن واحد، لكن كل ذلك لم يحدث. اعتبارا من منتصف الأسبوع الذي مر، ومع تعثر إقلاع المهندس سمير الخطيب، أشعلت محركات في "بيت الوسط" من خلال المؤشرات التالية: الرسائل التي وجهها الرئيس الحريري إلى ملوك ورؤساء للطلب إليهم تغطية فتح اعتمادات في دولهم للإستيراد إلى لبنان، الإعلان عن مؤتمر الدعم الدولي للبنان الذي ينعقد في باريس الأربعاء المقبل.

الكلام الذي أطلقه المهندس سمير الخطيب من دار الفتوى، كان بمثابة التكليف العملي الملزم للإستشارات النيابية الملزمة. ففي كلمة مكتوبة، قال الخطيب من دار الفتوى: "صاحب السماحة هو من داعمي الرئيس سعد الحريري الذي يبذل جهودا للنهوض بلبنان، ويدعم دوره العربي والدولي الذي يصب في هذا الاطار، وعلمت من سماحته أنه نتيجة اللقاءات والمشاورات والاتصالات بأبناء الطائفة الإسلامية، تم التوافق على تسمية الرئيس سعد الحريري لتأليف الحكومة المقبلة".

بعبارات مقتضبة، قضي الأمر. وعليه، كيف سيكون موقف الأفرقاء: هل سيبقى الرئيس الحريري على شعاره "ليس أنا... بل أحد آخر"؟. ما هو موقف الرئيس بري الذي راهن على الرئيس الحريري من اليوم الأول، إلى درجة أنه جهر بأنه عرض عليه أن يجلب له "لبن العصفور"؟. ماذا عن موقف "حزب الله" الذي للمرة الأولى، ولو بشكل غير رسمي، يسمي الرئيس الحريري؟. ماذا عن موقف الوزير جبران باسيل، بحيث ان الحريري كان يشترط حكومة ليس فيها الوزير باسيل؟.

قد تأتي الأجوبة عن هذه الأسئلة، بعد استشارات التكليف التي يرجح أن لا تكون غدا، للإفساح في المجال أمام مزيد من التشاور.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

إما سعد أو الحريري أو لا أحد، وعلى طريقه سقط إلى اليوم ثلاث ضحايا مضرجين بترشيحاتهم السياسية، وسمير الخطيب كان الرجل الثالث الذي يعلن نهاية المشوار، بعد المغفور لهما حكوميا محمد الصفدي وبهيج طبارة. لكن مهندس امبراطورية "خطيب وعلمي" قام بهندسة سياسية روحية لعملية الانسحاب، فأجرى تلزيما لدار الفتوى، وقال إن صاحب السماحة هو من داعمي سعد الحريري، وإنه نتيجة اللقاءات والمشاورات والاتصالات مع أبناء الطائفة، جرى التوافق على تسمية الحريري لتأليف الحكومة المقبلة. وبناء على هذه الرغبة، توجه الخطيب من دار الفتوى إلى "بيت الوسط"، لإبلاغ من سماه بأنه أصبح خارج السباق.

أنهى الخطيب أسبوع آلام الحكومة، وكشف بحركته بين زيارة دار الفتوى و"بيت الوسط"، أن أي مرشح من الآن فصاعدا لن تكتب له الحياة الرئاسية، ما لم تحل أوراقه إلى المفتي. وبحسب خريطة طريق السقوط، فإن الحريري نفسه كان على دراية وعلم بهذه النتيجة، ومع ذلك ظل يعاند ويزداد في الغوى والدلال.

أدرك الحريري أن العبارة المرسومة على جدار السرايا، لن يكتب لها الصمود، وأن الحكومة دامت له، ولن تؤول لغيره. وعلى هذا اليقين كان الرجل المستقيل يمشي ملكا. يطرح اسما في سوق المزايدة فيحرق. يعاجله بإسم آخر لا يدوم حتى توافيه المنية السياسية. يغدق على المرشحين معونات ومؤنا، ثم لا يلتزم بتوفيرها. يعدهم بدعم الديار المقدسة، قبل أن تفضحه مراميه وتعلن الديار "فتوى" ترشيح الأصل.

اليوم انتهت لعبة تحطيم المرشحين، وأصبح "سعد الحريري أو لا أحد". ولن يكون البلد بعد الآن مسرحا لفض عروض جديدة. ثلاثة وخمسون يوما على ثورة أسقطت المحرمات، أكثر من أربعين نهارا على الاستقالة، سقوط ستة شهداء على طريق الثورة، وانهيار ثلاثة مرشحين قبل الوصول إلى بعبدا، فماذا ينتظر الرئيس سعد الحريري بعد، وقد أسدلت الستارة عن فصول مسرحية مدمرة للمال والاقتصاد والسياسة؟.

وإذا كانت دار الفتوى قد رشحت سعدا، فمن سيجرؤ بعد اليوم على أن يطل برأسه على السرايا؟. تلك مسؤولية تقع على الحريري المتدلل الكبير، وتنسحب أيضا على كل أحزاب السلطة ومكوناتها، لأن الجميع يلعبون بأمان الناس الاجتماعي والسياسي، ويرهنون بلدا لشياطين الرغبات الحكومية ومقاعدها.

واختصارا للطرق، فإن رئيس الجمهورية الذي تستعد دوائره بين لحظة وأخرى لإعلان تأجيل الاستشارات، ربما كان عليه الإبقاء على الاستشارات ملزمة في موعدها غدا، وأن يضع الكتل السياسية عند مسوؤلياتها، وما دام الكل "يحلف باسم الحريري" والذي ازداد إيمانا بترشيح دار الفتوى، فليكن الحريري رئيسا ولتنته هذه المهزلة، وعندها فليشكل الحريري حكومة اختصاصيين، ويقدم إلى اللبنانيين نموذجا مختلفا عن الحكومات الحريرية السابقة التي لن يبرئها أحد من الضلوع في الفساد منذ أول التكوين. وحكومة التنكوقراط المستحدثة، قد تعطي للحريري الثاني شهادة حسن سير وسلوك للمستقبل، بدلا عن ماض أليم.

وفي دقائق ما قبل اعلان التأجيل، فإن رئيس الجمهورية سوف يقدم على خطأ آخر، حتى ولو تم تنسيقه باتصالات مع الرؤساء الثلاثة والمعاونين والمستشارين وكل من يدعي الفهم السياسي، والخطأ هو في ارجاء الاستشارات لأنكم تؤجلونها حتى يعود سعد، وغدا سيعود الحريري، وضياع الوقت سيكون من حصة الناس وتعبهم، ومصائر لبنانيين يقفون على حد الخطر.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بري: “الحكي ببلاش”… والجلسة في موعدها