لليوم العشرين على التوالي، يواصل المحتجّون تحركاتهم الشعبية في مختلف المناطق اللبنانية، إنطلاقاً من ساحتي رياض الصلح والشهداء في بيروت. ما طبع هذا اليوم هو القرار الحاسم من قبل الجيش والقوى الأمنية على إعادة فتح الطرقات أمام المواطنين. وقد تمّ توقيف عدد من الشبّان ليتم إعادة إطلاقهم لاحقاً وفق المعلومات التي تمّ تداولها من دون أن يتسنى لـ"لبنان 24" التأكّد من صحة ذلك.
التحركات استمرت وسط هتافات منددة بالطبقة السياسية الحاكمة، ومطالبة بتأليف حكومة تكنوقراط سريعاً وإعطائها صلاحيات إستثنائية للعمل على إقرار المعالجات للشؤون الحياتية سريعاً، إضافةً إلى المطالبة بمحاسبة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة… ففي مدينة طرابلس تجّمع المحتجون في ساحة النور مؤكّدين الإستمرار في تحركاتهم حتى الوصول إلى الأهداف التي ينشدونها. ومساءً تجمّع عدد من المتظاهرين أمام مجلس النواب في بيروت وسط إجراءات أمنية مشدّدة.
كما أغلق المحتجون المسارب إلى ساحة إيليا، وقد تمّت إعادة المنصة التي أزيلت صباح اليوم من قبل القوى الأمنية، فيما سجلت مشاركة لافتة لوفود من كفررمان ومن مدينة طرابلس.
كذلك تواصل الحراك الشعبي أمام سرايا الهرمل، مؤكّداً على سلميته واستمراره حتى تحقيق المطالب المشروعة للمنطقة في مواجهة الإهمال والحرمان، ومطالباً بمحاسبة الفاسدين وتشكيل حكومة تكنوقراط.
وفي زحلة، تجمّع متظاهرون عند مستديرة المدينة حيث شكلوا سلسلة بشرية، وقطعوا أحد مسارب المستديرة بالعلم اللبناني.
وشهد تقاطع بلدة بر الياس تجمعات للمتظاهرين، حيث تمّ حصر مساحة التظاهرة بالعوائق الحديدة، وانتشر الجيش على خط مسافة الإعتصام.
وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأنّ "شباب وشابات - حراك أبناء بعلبك نظّموا مساءً مسيرة انطلقت من ساحة الشاعر خليل مطران، يتقدمها ثلاثة خيالة يرفعون العلم اللبناني، وجابت شارع صالح حيدر، السوق التجاري، ساحة السراي، شارع بشارة الخوري، ساحة ناصر، شارع عبد الحليم الجار والطريق الموازية للموقع الأثري، وعادت مجدّداً لمواصلة الإعتصام في ساحة المطران مقابل قلعة بعلبك الأثرية".
وردّد المتظاهرون الشعارات التي تؤكّد سلمية التحرك ورفض الطائفية وفرض الضرائب وضرورة محاكمة ناهبي المال العام ورفع السرية المصرفية ودعم الزراعة والصناعة ورفض الإملاءات الأميركية.
وفي مدينة صور وزّع أنّ الناشطون في الحراك المدني التفاح اللبناني على المارة والحضور في ساحة العلم، دعماً لمزارعي التفاح. وأكّد الناشطون "ضرورة دعم المزارع اللبناني ومساعدته على تصريف إنتاجه ليتمكن من الصمود في أرضه".
وفي الشوف، تجمّع عدد من أهالي المنطقة أمام النصب التذكاري لـ"شهداء الجبل" عند دوار بعقلين- بيت الدين، إحتجاجاً على قيام مجموعة من الحراك بوضع قبضة الثورة بساحة نصب الشهداء. وأكّد المحتجون أنّهم مع الحراك لكنّهم يرفضون المس بمقدساتهم خصوصاً أنّ هذه الساحة لها رمزيتها بوجود التمثال الذي وضع تخليداً لذكرة ثورة الـ58 والإجتياح الاسرائيلي والحرب الأهلية. ورفع الحاضرون الأعلام اللبنانية وبثوا اناشيد وطنية. وجاءت الخطوة عقب استياء ابناء المنطقة من قطع طرق وأوصال المنطقة، وإعلان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط رفضه المس برمزية المكان والنصب التذكاري.
على صعيد آخر، تناقل ناشطو مواقع التواصل الإجتماعي منشوراً يدعو إلى "تسكير طرقات الفساد" بدءاً من الساعة التاسعة صباح الغد. وطالب المنشور المواطنين بالنزول إلى أقرب مؤسسة والتظاهر أمامها وإقفالها.