لسان حال اللبنانيين اليوم يا ليت الوزير السابق جبران باسيل، يوّجه إليهم يومياً كلمة، لما لإطلالاته من مفعول إيجابي على شارع الثورة، الذي تشتد معارضته للنظام القائم بعد كل خطاب من أهل السلطة، فتنشط شعلة الثورة فيه مجدداً.
باسيل الذي قال صباحاً في تظاهرة "بعبدا" الموالية للعهد، "كنّا حذرنا شركاءنا من أنّنا سنصل الى هذه المرحلة والناس سبقتنا وقلبت الطاولة ونحن هنا لنكون معهم ولنكمل معا"، مضيفاً "ليس من العدول ان نُظلم مرتين، مرة من رموز الفساد، ومرّة من ضحايا الفساد"، ردّت عليه الساحات على مدى الـ10452 كلم مربع، من عروس الثورة وأيقونتها طرابلس، التي لم يتراجع متظاهروها لحظة عن مطالبتهم بإسقاط هذا النظام بأمّه وأبيه، إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح اللتين نفضتا عنهم غبار الاعتداء والتشبيح، وعادتا إلى الصورة بمشهد أقوى مما سبقه، وبإصرار أعظم، فالشعب لم يعد يقبل الانكسار.
"أحد الوحدة"، الذي أعلنه المتظاهرون اليوم، أعاد الثورة إلى أيامها الأولى، طرابلس، بيروت، عكار، صيدا، صور، كفررمان، البقاع وغيرها من المناطق.. جميعها ساحات اكتظت بالمتظاهرين، وأكّدت أنّ "كلن يعني كلن"، ليس شعاراً استنسابياً وأنّ كل محاولات تطييفه أو توجيهه، أو استغلاله، ما هي إلا أحلام سلطوية واهية لن تنطلي على شعب اتخذ الوعي سبيلاً!
منذ بعد ظهيرة اليوم وحتى الساعة، المواطنون ما زالوا يتوافدون بكثافة إلى الساحات، وبحسب مصادر "لبنان 24"، فإنّ المتظاهرين أيقنوا أنّ هذه السلطة لن تلتفت إلى مطالبهم إلاّ برفع الصوت، وأنّ التظاهر بعيداً عن قطع الطرقات لن يحقق النتائج، لذا كان الحل الذي خلص إليه الثوار، العودة إلى إقفال الطرقات الرئيسية والداخلية، تحت عنوان "صيانة الوطن".
وبحسب المعلومات التي حصل عليها موقع "لبنان 24"، فإنّ قطع الطرقات في بيروت وطرابلس، سيبدأ فجر اليوم بين الرابعة والخامسة، على أن تقطع في طرابلس طرق البالما، البحصاص، دوار الميناء.
الأجواء المخيمة على الطرقات، تؤكد أنّ الإضراب العام غداً هو العنوان لهذه المرحلة، مرحلة قوامها مواطنون مستقلون أنهكهم الفساد والصفقات والسرقات التي أبرمت باسم الوطن، فاجتمعوا لـ"صيانة هذا الوطن"، لاسترجاع مفاصله وبيئته وألوانه، لاسترجاع شبابه الذي غادروه خوفاً من الغد في دولة رفعت عن مواطنيها الغطاء وجرّدتهم من حقوقهم "الوطنية".
اللبناني اليوم يستعيد وطنيته، وسيادته، فالوطن هو الشعب لا السلطة.. والجملة الأصّح تردادها أنّ "السلطة بتروح وبتجي وبيبقى الشعب"، فالشعوب هي التي تصنع أوطانها وليس العكس.