أخبار عاجلة

من يتعب أوّلاً: السلطة أو الشعب؟

من يتعب أوّلاً: السلطة أو الشعب؟
من يتعب أوّلاً: السلطة أو الشعب؟

تحت عنوان من يتعب أوّلاً؟، كتب شارل جبور في "الجمهورية": دخلت المواجهة بين السلطة والناس في ربط نزاع تحت عنوان: من يتعب أولاً؟ فهل تتعب السلطة فتتنازل، أم يتعب الشعب فينسحب من الشوارع لتستعيد الحياة طبيعتها، وكأنّ شيئاً لم يكن؟

رهان السلطة كان منذ اللحظة الأولى على تعب الناس وترهيبهم للخروج من الشارع بسبب رفضها التجاوب مع مطالبهم، وفي ظل اعتقاد لديها أنّ عامل الوقت يعمل لمصلحتها، وقد سَعت إلى ضرب الثورة عن طريق تجزئتها وتقسيمها إلى مربّعات طائفية وفصل بعضها عن بعض. فالثورة الشيعية في النبطية وغيرها يتكفّل "حزب الله" باحتوائها وتطويقها، والثورة السنية في طرابلس لا تؤثر في مجرى أحداث البلد ولا تشكِّل عامل ضغط على رئيس الحكومة، والثورة المدنية في وسط بيروت تشكل تنفيسة لا بأس باستمرارها ما دامت محصورة ضمن بقعة جغرافية معيّنة، والثورة المسيحية في جبل لبنان الشمالي تشكّل مؤامرة على العهد يجب التخلُّص منها، وأسهل الطرق لذلك استحضار الخلاف القوّاتي-العوني، بتصوير أنّ "القوات اللبنانية" تستهدف العهد. ولكن سرعان ما سقطت كل محاولات حَرف الأنظار عن الثورة بقطع أوصالها وتطييفها، كون الدينامية الشعبية الجارفة أثبتت أنها أقوى من أدبيّات عَفّ عليها الزمن وأساليب مَمجوجة ومكشوفة.

وبعد أن وجدت السلطة أنّ مخاطبة الناس لم تخرجهم من الشوارع، فلا الرئيس سعد الحريري نجح في إقناعهم بالورقة الإصلاحية، ولا الرئيس ميشال عون تمكّن من تهدئة روعهم وغضبهم، ولا السيّد حسن نصرالله أعادهم إلى منازلهم بمجرد أن رفع إصبعه واعداً ومتوعّداً. وبالتالي، بعد كل ذلك ترى السلطة نفسها أمام محاولة أخيرة لفتح الطرقات بالقوة من أجل إعادة الحياة إلى طبيعتها، لأنّ إقفال المصارف والجامعات والمدارس وبعض القطاعات والمؤسسات يشكّل عامل ضغط كبير عليها يضطرّها، في حال استمراره، إلى التنازل سياسياً. ولكن، ماذا لو نجحت أو لم تنجح في فتح الطرق بالقوة؟

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى