المختلف في هذه الإطلالة التساؤلات التي طرحها نصرالله حول الحراك، فبعدما كان قد أكّد في إطلالة أولى أنّ الحراك هو شعبي ولا سفارات وراءه، وضع اليوم العديد من النقاط حول الشخصيات والجهات الداعمة ومصادر التمويل، مطالباً اللبنانيين بمساءلة قادة الحراك، وساخراً من ترداد البعض أنّ "الحراك بلا قائد".
نصرالله الذي بدأ إطلالته على وقع "معركة" بالحجار والعصي، دارت بين محازبيه ومتظاهرين يرددون شعار "كلن يعني كلن"، عمل على تقويض مطالب اللبنانيين، واضعاً إياهم أمام خيار لا ثانٍ له، ألا وهو القبول بالورقة الإصلاحية والحوار مع رئيس الجمهورية.
خطاب الأمين العام لـ"حزب الله"، المدافع بحزم عن العهد والحكومة، والمخوّن لبعض "الثورة"، حوّل معركة "الجياع" التي شهدتها الساحات لـ9 أيام، ولا تزال، إلى مؤامرة شيطانية على قوى السلطة، مؤامرة "ممولة" ولديها قادة "متخفون"، بحسب كلام السيد.
نصرالله الذي لم يغفل أيضاً الرد على الانتقادات التي طالت "حزب الله"، لمناصرته الظالم لا المظلوم، خلافاً لقضية الحسين (ع) ومدرسته، أشار في كلمته المتلفزة إلى أنّ "الحسين و عاشوراء و كربلاء هو مشروع مكتمل، هو قيادة علنية صادقة عادلة واضحة وزاهدة"، وذلك في تشكيك واضح بالثورة التي فضّل أن يسميها في خطابه بـ"الحراك".
الخطاب الذي توّجه فيه نصرالله اليوم إلى اللبنانيين، أثار ضجّة في الشارع لاسيما بعد اتهامه مجموعات متظاهرة بارتباطها بسفارة أجنبية وأجهزة مخابرات، وبعد تهميشه لصوت النبطية وبنت جبيل وصور، والاعتداء الذي تعرّض له المتظاهرون هناك من قبل قوى الأمر الواقع.
ولكن اللافت في الخطاب، هو لهجة الإمساك بناصية الأمور. فإسقاط العهد أو استقالة الحكومة أو حتى مجلس النواب، هي قرارات لن تمر حتى يسمح بها السيد، الذي ما زال حتى اللحظة يحمي الثنائي الذهبي "عون - الحريري"، برمش العين، أوَ ليس هو المؤكد بخطابه أن "لا إسقاط ولا استقالة"، والقائل أيضاً: "نحن معنيون بحماية البلد من الفراغ نحمي بلادنا بالمقاومة بالدم والشهداء لتحرير كل لبنان وبالسياسة أيضاً وبالموضوع الداخلي نحن معنيون بحماية البلد ونعرف أننا ندفع ضريبة السباب والشتم وهذا أهون من ضريبة الدم!".