يتمسّك الحريري وقوى عدة بمشاريع "سيدر" وقروضه، لأنّ لا أموال أخرى متوافرة تضخّ الأوكسيجين في الجسم اللبناني المريض، فتخوِّله العيش على التنفس الاصطناعي لنحو سنتين بدلاً من أن يتوقّف قلبه عن النبض في غضون أشهر، على رغم التخوّف الدائم من قطع حزب الله نبريش الأوكسيجين هذا، خصوصاً بعد التحذير الدولي، تحديداً الأميركي – الفرنسي، من هذا الأمر. فالخارج يقول للمسؤولين: لبنان أولاً وإلّا لا سيدر ولا دعم.
وتعترف مصادر من تيار "المستقبل" أنّ الفريق الوحيد الذي يُمكن أن يعوّل عليه الحريري في دعمه بتنفيذ الشروط الدولية على المستويَين السيادي والإصلاحي هو "القوات"، إذ إنّ غالبية أفرقاء الحكومة تابعون لحزب الله. كذلك، تبيّن أنّ الإصلاحات التي طرحتها "القوات" حتى قبل إقرار موازنة 2019 تتقاطع مع الإصلاحات المطلوبة دولياً.
في مراجعة لخيارات رئيس "القوات" سمير جعجع منذ 2005، يظهر أنّ الرجل الذي يبدو أنه خسر على مستوى المكاسب والمقاعد والمراكز، نجح في خياراته على المدى البعيد، وتمكّن من كسب ثقة شعبية داخلية تُرجمت نيابياً، ثمّ وزارياً، إضافةً إلى ثقة خارجية، عربية – غربية. البعض يعتبر أنّ محطات كثيرة منذ 14 آذار 2005 نجحت "القوات" في تحقيقها بقرار أو دعم خارجي، إلّا أنّها كانت تستبق الموقف الخارجي دائماً، وتناضل لسنوات لتحقيق أهدافها.
وفي المرحلة الأخيرة، برزت "القوات" قوة وحيدة مُشارِكة في الحكومة، مُندِّدة بمواقف حزب الله وأفعاله التي تُعرّض لبنان لمخاطر عدة. كذلك، خرجت عن الإجماع الوزاري وصوّتت ضد موازنة 2019 في مجلس النواب.
لقراءة المقال كاملا اضغط هنا