أخبار عاجلة

شباب لبنان على أسوار السفارة الكندية... ماذا يفعلون؟

شباب لبنان على أسوار السفارة الكندية... ماذا يفعلون؟
شباب لبنان على أسوار السفارة الكندية... ماذا يفعلون؟
هل إطلع المسؤولون الرسميون وغير الرسميين المزمعون أن يجتمعوا في قصر بعبدا للنظر في ما آلت إليه أوضاع البلد إقتصاديًا، على ما فعله عدد كبير من شباب لبنان أمام مقر السفارة الكندية في جل الديب، وقد تسّلق بعضهم السور الخارجي للسفارة، لأن باحتها لم تعد تتسع للأعداد الهائلة، الذين يطالبون بمنحهم تأشيرة هجرة إلى بلاد الصقيع؟

هذه الصورة الواقعية التي تعبّر خير تعبير عن حال الشباب اللبناني، الذين سدّت في وجوههم أبواب العمل، وهم عاطلون عن العمل منذ أن تخرّجوا من جامعاتهم ولم يجدوا ولو فرصة واحدة، حتى ولو كانت لا تدخل في صلب إختصاصاتهم، التي سهروا من أجل حصولهم على شهادة محترمة ليالي طويلة، يجب أن تكون حاضرة أمام كل مسؤول مدعو إلى المشاركة في إيجاد الحلول الممكنة للأزمة الإقتصادية المأزومة.

ففي آخر إحصاء أن ما نسبته 85 في المئة من الشباب اللبناني المتخرجّون في مختلف الإختصاصات هم عاطلون عن العمل، وهم يتزاحمون على أبواب السفارات الغربية، علّهم يحظون بفرصة جديدة تضمن لهم العيش في بلد تُحترم فيه حقوق الإنسان، ويتأمن لهم فيه عمل يمكّنهم من العيش بكرامة، بعيدًا عن وطنهم الذي تركهم لأقدارهم من دون أن يلتفت إلى حجم المعاناة التي يعانونها، وهم واقفون على قارعات الطرق يفتشون عن وظيفة غير مؤّمنة. وفي حال توافرها فمع ألف تربيحة جميل ومع ألف واسطة من هذا الزعيم أو ذاك المسؤول.

فما حصل بالأمس أمام السفارة الكندية هو عيّنة عما يحصل أمام غيرها من السفارات التي تفتح أبوابها أمام هجرة الشباب، التي ستستفيد حتمًا من قدراتهم العلمية ونشاطهم وإندفاعهم ومدى تأقلمهم مع واقعهم الجديد.

هذه الظاهرة بحدّ ذاتها تستأهل أن يُخصَص لها مؤتمر وطني للبحث في أسباب حالة القرف التي يعيشها اللبنانيون عمومًا، والشباب بينهم بصورة أخص، في ظل وضع ميؤوس منه، مع إنسداد أفق المستقبل، الذي يراه معظم الشباب قاتمًا ولا يدعو إلى الكثير من التفاؤل، خصوصًا بعد الأجواء الملبدّة الناجمة عن تهديدات إسرائيل المستمرة، وما يمكن أن ينتج عنها من إندلاع حرب واسعة وشاملة، بحيث يصبح الوضع الإقتصادي أكثر حرجًا من ذي قبل، خصوصًا أن إمكانات النهوض مجدّدًا تبدو شبه منعدمة، إذ أن الدول العربية التي مدّت يد المساعدة للبنان عقب حرب تموز في العام 2006 منشغلة بأمورها الداخلية وهي غير مستعدة أو غير قادرة على مساعدة لبنان للنهوض من كبوته، فضلًا عن الإجراءات الأميركية التي تضّيق الخناق على رقاب اللبنانيين، وإن كانت العقوبات تطال "حزب الله"، لما لهذه التدابير من تأثير مباشر على مجمل الوضع اللبناني، الذي يبدو حتى هذه الساعة كمن يقف على حافة المهوار.

فشباب لبنان ضائعون وتائهون (بالإذن من الكاتب أمين معلوف)، وهم لا يجدون سببًا واحدًا يجعلهم يتمسكون بالبقاء في الوطن الأم، الذي لا يعرف كيف يحتضنهم وكيف يؤّمن لهم سبل العيش بكرامة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى