'حزب الله' لن يقاتل وحيدًا في حرب 'الأحجام'!

'حزب الله' لن يقاتل وحيدًا في حرب 'الأحجام'!
'حزب الله' لن يقاتل وحيدًا في حرب 'الأحجام'!
"هذه المرة "حزب الله" لن يقاتل وحيدًا ضد اسرائيل، ومن يعتقد أنه قادر على استفراد حلفائنا في المنطقة فهو واهم، ولا يقرأ جيدا التطورات والمستجدات الاستراتيجية في المنطقة. اسرائيل ستدفع ثمن تطاولها وعجرفتها ولن تمر اعتدءاتها من دون عقاب وهذا امر محسوم ولا نقاش فيه".

هذه الخلاصة جاءت على لسان الإيرانيين، وهي رسالة مباشرة إلى الإسرائيليين المدعومين أميركيًا، مما يعني أن أي ردّة فعل من الجانب الإسرائيلي على أي عملية سيقوم بها "حزب الله" إنطلاقًا من الأراضي اللبنانية وليس من أي مكان آخر لن تكون محصورة بـ"رمزيتها" في إطارها الضيق، لأن أي ردّة فعل إسرائيلية سيقابلها ردّ قاسٍ من قبل "حزب الله"، الذي ضمن غطاء شرعيًا من الدولة اللبنانية لكل عملياته وكذلك تضامنًا وطنيًا غير مسبوق، وهذا الأمر سيدخل لبنان في دوامة الردّ والردّ المضاد، مما يعني الغرق في مستنقع حرب ستكون هذه المرّة شاملة ومفتوحة على كل الإحتمالات، مع دخول إيران على خطّ التطورات الدراماتيكية، بالتزامن مع  اتصالات دبلوماسية غير مباشرة حملت الكثير من التهديد والوعيد بين طهران وتل ابيب في الساعات القليلة الماضية على خلفية الترقب الاسرائيلي للرد الحتمي من قبل "حزب الله" على اعتداءي عقربا في سوريا وحي معوض في الضاحية الجنوبية.


ووفقا لاوساط دبلوماسية غربية فإن الاسرائيليين إستخدموا "القناتين" الفرنسية والروسية لتمرير "الرسائل" الى طهران وقيادة الحرس الثوري الايراني، وكان الفرنسيون اكثر تشددا في ايصالها من خلال التهويل على الايرانيين باستعداد اسرائيل للذهاب بعيدا في الرد على أي ضربة "مؤلمة" قد ينفذها "حزب الله".

ولفتت تلك الاوساط الى ان الروس اكتفوا بنقل هذه "الرسائل" الى طهران من دون التدخل في مضمونها او البناء عليها لتوجيه نصائح، وجاء الاعراب الروسي عن الرغبة في عدم خلق توترات جديدة في المنطقة، وتجنيب لبنان أي تداعيات عقب الاتصال بين رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

اما باريس فاكتفت بنقل النظرية الاسرائيلية القائمة على ان الامور قابلة "للهضم"، خصوصا ان عملية الضاحية الجنوبية فشلت ولم تؤد الى اي خسائر، وما حصل في سوريا كان "خطأ" غير مقصود، فلا داعي اذًا الى تعرض المنطقة لتصعيد غير ضروري. وعمل الفرنسيون في هذا السياق على "اغراء" القيادة الايرانية من خلال التلميح الى ضرورة تفويت الفرصة على الاسرائيليين الذي يسعون الى "خربطة" الاجواء الايجابية في ملف النووي.

ووفق ما تناهى من معلوات فإن الايرانيين أكدوا أنهم ليسوا في وارد ممارسة اي ضغوط على "حزب الله" القادر وحده على اتخاذ قرار الرد المناسب على الاعتداءات الاسرائيلية، وستكون اسرائيل امام خيارات صعبة لأن أي خطأ في التقدير ستدفع ثمنه على نحو كبير هذه المرة، وما ينتظرها على اكثر من جبهة وليس فقط من لبنان.

وقد أبلغ الايرانيون الفرنسيين والروس في آن معًا، أنه اذا كان المجتمع الدولي لا يريد الحرب فعليه وضع اسرائيل عند حدها وليس التدخل لمنع الردود عليها، وكانت "الرسالة" الابلغ من قيادة الحرس الثوري عبر الجنرال قاسم سليماني، الذي كثف حراكه في الايام القليلة الماضية في المنطقة موجهًا كلامًا واضحًا الى كل من يعينهم الامر، وهو أن ما يجب ان يدركه الجميع هو ان تعديل "قواعد الاشتباك" ليس واردًا، وأنه من غير الوارد السماح بإستفراد "حزب الله"، لأن الجبهة هذه المرّة ستشتعل بأكملها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى