نشر موقع "حريت نيوز" مقالاً عن التوتر السائد في العلاقات التركية-الروسية نتيجة المعارك الدائرة بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة في خان شيخون، مشيرا الى أن "أنقرة وموسكو هما على طرفي نقيض من التطورات الجارية في إدلب. ويشكل ذلك تناقضاَ مع التقارب الكبير في العلاقات التركية-الروسية لا سيما بعد تسلم أنقرة الدفعات الأولى من نظام الدفاع الصاروخي الروسي إس-400".
واعتبر الموقع أن الوضع المرعب في الميدان يقود إلى شفا حافة جديدة مع الهجوم الجوي الذي استهدف قافلة للجيش التركي في 19 آب. وهذا الحادث هو الأول من نوعه الذي يجعل قافلة عسكرية تركية هدفاً من الجو في إدلب. وسبق للقواعد العسكرية التركية في المنطقة أن تعرضت لحملة من الهجمات بينما تشن القوات السورية حملة عسكرية ممنهجة ضد الجماعات المتشددة في إدلب منذ أيار بدعم علني من روسيا.
وأشار إلى أن الهجمات السابقة كانت عبارة عن قصف بالمدفيعة. وعلى سبيل المثال في 27 حزيران، شن الجيش السوري هجوماً بالمدفعية على نقطة المراقبة التركية العاشرة في منطقة الزاوية في الريف الجنوبي لإدلب، مما أسفر عن مقتل جندي تركي وجرح ثلاثة آخرين. ووقع حادث مشابه في 19 آب في الميدان. ولكن تعرض القافلة التركية لهجوم، على رغم أن روسيا كانت تعلم مسبقاً بمسار القافلة، يجعل الوضع خطيراً جداً من كل النواحي.
ورأى أنه يجب النظر إلى الناحية الأمنية على أنها نتيجة لانتهاء اتفاق سوتشي الذي وقعه الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في 17 أيلول 2018. ونص البند الأول من الاتفاق على أن "مواقع المراقبة التركية سيتم تعزيزها وستواصل نشاطها". واليوم، تتعرض نقاط المراقبة للهجمات. واستناداً إلى البند الثاني من الاتفاق فإن روسيا "ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لتفادي عملية عسكرية في إدلب". ووفقاً للبند الثالث، كان يفترض إقامة "منطقة عازلة بعمق يتراوح بين 15 و20 كيلومتراً في إدلب. وفي البندين الخامس والسادس تأكيد على "إزالة كل المجموعات المتطرفة، وكذلك الدبابات والمدافع في المنطقة، بحلول تتشرين الأول 2018".
شكاوى روسية
ويقول الكاتب إن الدعم الروسي للعمليات العسكرية التي بدأتها سوريا في أيار، فضلاً عن مشاركة سلاح الجو الروسي في الحرب، يدلان أن البند الثاني لم ينفذ. وروسيا، من جهة أخرى، كانت تثير شكاوى مفادها أن الاتفاق لم ينفذ، قائلة إن المجموعات الإرهابية لم تغادر المنطقة العازلة وتعمد إلى مهاجمة القاعدة الروسية في حميميم.
وحذر الكاتب من تأثير التطورات في إدلب على القمة المزمعة في تركيا بين أردوغان وبوتين ومشاركة الرئيس الإيراني حسن روحاني في منتصف أيلول. ومن الطبيعي أن تطغى إدلب على العلاقات التركية-الروسية وقد تخرج الأمور عن السيطرة، نتيجة حادث مثل ذاك الذي جرى في 19 آب.