من قال إنّ الطموح يتوقف، أو أنّ للشهادة الرسمية "زمناً محدّداً"؟ من قال إنّ الإنجازات هي بالمراتب الأولى، وأنّ المتفوقين هم فقط أصحاب الدرجات!
فبعد 15 عاماً على مغادرة صف الشهادة الرسمية، عادت زينب ابنة الـ31 عاماً، الزوجة والأم لـ4 أطفال أكبرهم في الـ12 من العمر وأصغرهم في الرابعة، إلى مقاعد الدراسة بحثاً عن شهادتها في فرع الآداب والإنسانيات.
"بلا الشهادة الرسمية في كتير معوقات بتواجه الشخص في الحياة".. بهذه العبارة تجيب زينب عند سؤالها عن أسباب عودتها إلى الدراسة الثانوية لتأخذ شهادتها، لتؤكّد في حديث لـ"لبنان 24"، أنّ تشجيع زوجها لها لعب دوراً أساسياً في هذا الأمر، إذ أنه هو الذي ساعدها وحثّها على تقديم الطلب الحر.
السنة الدراسية لزينب لم تكن معبّدة بالورود، بل واجهتها الكثير من المعوقات، حيث بدأت بمتابعة المنهاج بعد شهرين من بدء السنة الدراسية، لتنشغل لاحقاً بأمور عائلية استجدت عليها في منتصف العام الدراسي ما اضطرها إلى الإنقطاع عن الكتاب لمدّة 3 أشهر، إلّا أنّ إصرار زينب وحماسة عائلتها ولاسيّما زوجها الذي كان الداعم الأوّل لهذه الخطوة، حوّل هذه المعوقات إلى إرادة، فانكبت على دراسة المنهاج في الشهرين الأخيرين لتحصد النجاح أخيراً.
أبناء زينب يعبّرون عن فخرهم بها، لاسيّما البكر، وهي أيضاً فخورة بنفسها، موجهةً رسالة إلى كلّ النساء أنّ الزواج لا يعني التوقف عن متابعة التحصيل العلمي، وأنّ هناك دائماً مجالاً لتحقيق الطموح.
زينب التي تطمح حالياً إلى إكمال طريقها العلمي، عبر معادلة شهادتها في الدراسة الإسلامية، ومتابعة الماستر في اللغة العربية، توضح أنّ هدفها هو الدكتوراه وامتهان التعليم الجامعي.