باسيل في طرابلس.. أقل من توتر لكن أكثر من جفاء

باسيل في طرابلس.. أقل من توتر لكن أكثر من جفاء
باسيل في طرابلس.. أقل من توتر لكن أكثر من جفاء
في ضوء حادثة قبرشمون وما أحدثته من أزمة عميقة، وبالرغم من إشاعة أجواء عن إلغاء الوزير جبران باسيل زيارته الى طرابلس نهاية هذا الاسبوع، إلا أن التيار الوطني الحر لا يزال يتصرف وكأن الزيارة قائمة وتجري التحضيرات على هذا الأساس.

يزور باسيل طرابلس أم يؤجل الزيارة، يستجيب لتمني الرئيس ميشال عون بضرورة التهدئة أم المضي في التحدي والذهاب الى طرابلس وفق منطق بأن ليس من مناطق مقفلة في لبنان، فأنه لا بد من الاعتراف بأن علاقة باسيل بطرابلس ليست على القدر الجيد كوزير ونائب شمالي، تشكل المدينة عاصمة له بل هي أميل للجفاء المتبادل لكنها حكما لم تصل الى مرحلة الانفجار على الارض كما حصل في قبر الشمون.


ثمة خلل وربما أكثر في علاقة باسيل بطرابلس رغم القواسم المشتركة الكثيرة، وأبرزها بأن عاصمة الشمال تشكل دعامة سياسية، والهوة التي ظهرت في العام 2005 تاريخ دخول جبران باسيل المعترك السياسي إتسعت مع الوقت ووصلت عن إنطلاق حملات شعبية لمقاطعته أو رفض إستقباله لمجرد الاعلان عن موعد زيارته .

المفارقة بأن باسيل كان زار طرابلس في عز الانقسام العامودي وهو لقي حينها حفاوة من مختلف مكونات المدينة، وهي المرة الاولى التي يزورها بصفته "وزير العهد القوي"، فبالتالي كان ينبغي بأن تلقى مبادرته ترحيبا ولا تعترض سبيله مطلق عقبة، خصوصا وأن جولته تشمل غرفة التجارة والصناعة للبحث بالحاجات التنموية وتحديداً بما يتعلق بالعمل على تشغيل المرافق الاقتصادية وفي الطليعة معرض رشيد كرامي الدولي.

أكثر من ذلك، تبرز مصلحة للتيار الوطني الحر ولباسيل شخصياً بالتعاطي مع النسيج الطرابلس بمختلف تلاوينه السياسية، ومن الظلم إتهامه بإدارة ظهره لطرابلس، منذ اسابيع فقط حاول باسيل فتح ثغرة في ذلك الجدار السميك عن مبادرة بإتجاه النائب فيصل كرامي بعد سنوات من الخلافات بين الرجلين. 

هناك من يشير صراحة الى أن الجوانب الاساسية لأزمة باسيل مع طرابلس تكمن في الشق التنظيمي للتيار الوطني الحر بالاضافة الى سلوك سياسي ينبغي تغييره قبل الولوج في تفاصيل طرابلس وشجونها، وهذا يفترض التعاطي بشكل مختلف مع المطالب الاساسية في ظل رفع شعار "تحصيل الحقوق" فيما المدينة باتت محرومة من أبسط حقوقها، ولعل المثال الصارخ لنهج الكيدية يكمن في رفض باسيل القاطع السير بمشروع "نور الفيحاء" الذي أطلقه الرئيس ميقاتي منذ سنوات كونه يؤمن التيار الكهربائي للمدينة على غرار تجربة زحلة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى