الكماشة الأميركية- الإسرائيلية حول إيران تشتدّ. وللمرة الأولى، تتزامن الخطوات التصعيدية: عرض أميركي للقوة في الخليج، تشديد للعقوبات على إيران والتنظيمات الحليفة لها وأبرزها "حزب الله"، ضربات إسرائيلية متلاحقة لمواقع إيرانية في سوريا، سحب أي قوة حليفة لإيران من منطقة الحدود السورية مع إسرائيل، ضرباتٌ على "حماس" في غزّة.
واضح أنّ هذا الضغط يتزامن مع إطلاق الخطوات التمهيدية من "صفقة القرن" في البحرين، بتشجيع من المملكة العربية السعودية وحلفائها العرب. وثمة مَن يعتبر أنّ الضغوط المتزامنة على إيران منسّقة لتؤدي هدفاً أساسياً هو تعطيل أي محاولة تقوم بها، مباشرة وعبر حلفائها، بهدف أن "تخردق" التسوية المطروحة وتفرض نفسها شريكاً يحظى بالمكاسب في أي معادلة شرق أوسطية جديدة.
بالنسبة إلى إسرائيل، هناك سقف لحدود النفوذ الإيراني "المسموح به". لا مشكلة لها مع النظام الإيراني. فقط هي تريد إبعاده عن حدودها والدول العربية المحاذية لها، والتي تطمح إسرائيل إلى أن تبقى ضمن دائرة نفوذها العسكري، وهي: مناطق السلطة الفلسطينية، الأردن، سوريا ولبنان.
وقد خرج مستشار مجلس الأمن القومي الأميركي جون بولتون من الاجتماع أمس بكلام واضح: "نريد الجلاء الكامل لإيران والميليشيات الحليفة لها من سوريا". وهذا هو مغزى الصفقة المطروحة على الشريك الروسي في اللقاء، نيكولاي باتروشيف.
وحتى اليوم، وعلى رغم التحالف الوثيق الذي يربط موسكو بطهران، فإنّ الروس اعتمدوا سياسة واقعية. وعندما قرّروا التدخّل عسكرياً لحماية نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، أبرموا اتفاقاً مع إسرائيل يقضي بـ"فكّ الارتباط" بين الجانبين في سوريا، منعاً لأي تشابك.
بل إنّ الروس أخذوا على عاتقهم إبعاد "حزب الله" عن الحدود في الجولان. وبالفعل، يلتزم الروس جانب المتفرّج عندما تقوم إسرائيل بضرب المواقع التي تسيطر عليها إيران في سوريا. فالأميركيون والإسرائيليون يثقون في أنّ موسكو هي الطرف المثالي لضبط الوضع في سوريا، وأنّها تعرف حدودها. ولذلك، كان واضحاً تأكيد باتروشيف على التزام موسكو مبدأ التوازن".
لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.